قمر الزمان 
اهداف القصة 
1 – الذكاء صفة طيبة يحبها الجميع 
2 – المسلم لابد ان يكون ذكيا 
3 – لابد ان نفكر جيدا قبل الاجابة عن اى سؤال 
يحكى ان الملك الذى كان يحب الاذكياء ، ويقربهم اليه دائما ، ويسعد بمجالستهم واختبارهم بأسئلته الذكية ، كان يتنزه مع وزيره فى حديقة القصر الواسعة ، فمرا بنافورة رائعة تزينها تماثيل اسود يخرج الماء العذب من افواهها بطريقة ساحرة ، شعر الملك بالعطش وطلب من الوزير ان يسقيه شربة ماء 00 فتناول الوزير طاسة فضية كانت على الحافة ، ملأها ثم سفى الملك واعاد الطاسة الى مكانها ، نظر الملك الى الطاسة بعد ان استقرت فى مكانها ثم التفت الى الوزير وقال : 
ايها الوزير لقد تكلمت الطاسة فماذا قالت ؟ 
وجم الوزير وكسا التعجب ملامحه ولم يدر بماذا يجيب فالطاسة جماد ولا يمكن لها ان تتكلم ولكن هل يجرء على قول هذا للملك ؟ 
ولما طال صمت الوزير ووجومه صاح به الملك : امهلك ثلاثة ايام لتأتينى بما تفوهت به الطاسة والا نالك منى عقاب قاس !
عاد الوزير الى بيته مهموما حزينا ، ثم دخل غرفته واغلق على نفسه بابها وراح يفكر ويفكر ولكنه لم يهتد الى حل او جواب مقنع ، وراح يتساؤل ، ترى ماذا يقصد الملك بسؤاله ؟ هناك جواب ولا شك يدور فى خلده ولكن ما هو ؟ 
طالت خلوة الوزير فى غرفته ، فقلقت عليه ابنته الوحيدة ( قمر الزمان ) فاقتربت من باب الغرفة ونقرت عليه بلطف ثم استأذنت بالدخول فاذن لها 
قالت ( قمر الزمان ) لابيها : مضى عليك يومان وانت معتكف فى غرفتك ، وارى الهم واضحا على وجهك فماذا جرى يا ابى ؟ 
قال الوزير : حدث امر جلل يا ابنتى ! 000 لقد طرح على الملك سؤالا صعبا ومستحيلا ، وامهلنى ثلاثة ايام لاجيبه عليه والا عاقبنى عقابا قاسيا 
قالت ( قمر الزمان ) وما هو السؤال يا ابى ؟ 
قال الوزير : سقيته الماء فى طاسة ، ولما اعدت الطاسة الى مكانها ، قال لى : لقد تكلمت الطاسة فماذا قالت ؟ 
ضحكت ( قمر الزمان ) وقالت : انه سؤال ذكى وجوابه يجب ان يكون ذكيا ايضا !
صاح الوزير بلهفة : وهل تعرفين الجواب يا ابنتى ؟ 
قالت ( قمر الزمان ) : طبعا 00 فالطاسة قالت :
صبرت على النار ، وطرق المطارق وبعدها وصلت الى المباسم ، وما من ظالم الا سيبلى بأظلم 
وعلى الفور لبس الوزير ثيابه وقصد مجلس الملك ثم نقل اليه الجواب كما قالته له ابنته 
اعجب الملك بالجواب الذى كان اذكى من السؤال ، ولكنه شك فى ان يكون الوزير هو الذى اهتدى اليه 
وفى صباح اليوم التالى فاجأ الملك الوزير قائلا : ايها الوزير ! 
اريد أن تأتى الى مجلسى غدا لا راكبا ولا ماشيا 000 وان فشلت فان عقابك سيكون قاسيا وقاسيا جدا 
صعق الوزير للطلب المعجز ، وانصرف من مجلس الملك مهموما ، وعندما وصل الى بيته استنجد بابنته ( قمر الزمان ) وحدثها عن طلب الملك ، وطلب منها الحل
ابتسمت ( قمر الزمان ) وقالت لابيها : وهو ايضا حله هين يا أبى !
وفى صباح اليوم التالى احضرت قمر الزمان لابيها دابة صغيرة فركب عليها وذهب الى قصر الملك وهو راكب الدابة وقدماه على الارض 
ذهل الملك لحسن تصرف الوزير ودهاء حله ، فادناه منه وهمس له قل لى من يقول لك ذلك ولك الامان 
قال الوزير : انها ابنتى قمر الزمان يا مولاى 
قال الملك : احضرها لى فى الحال 
ولما مثلت قمر الزمان بين يدى الملك اعجبه جمالها ولكن ذلك لم يثنه عن اختبارها فى سؤال معجز تكون الاجابة عليه مستحيلة قال الملك : سأتزوجك الليلة يا قمر الزمان واريدك ان تحملى منى فى الفور وان تلدى الليلة ولدا يكبر فى ساعات ويغدو فى الصباح ملكا يجلس على عرشى 
ابتسمت قمر الزمان وقالت : امرك يا مولاى !
واقتربت من النافذة المطلة علىجزء كبيرة من الحديقة لا زرع فيه ثم التفتت الى الملك وقالت : اريدك يا مولاى ان تحرص هذه الارض الليله وتزرعها الليلة ، وتقطف الزرع الليلة ، واكل من ثمارها فى الصباح 
قال الملك : كيف هذا !!
قالت قمر الزمان : كيف تريدنى اذن ان انجب لك ولدا الليلة ، ويكبر فى ساعات ويغدو فى الصباح ملكا ؟ 
سر الملك من جواب قمر الزمان ثم تزوجها واصبحت ملكة الى جواره وعاشا معا حياة هانئة سعيدة