إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة القوس
حبذا لو شرحت لنا وجهة نظرك بالتفصيل
|
الاقتصاد في أي بلد يمر بدورة معروفة من الحالة الكسادية إلى الحالة المثالية إلى الحالة التضخمية ثم من التضخمية إلى المثالية إلى الكسادية و هكذا بشكل متتابع
و خلال كل تلك الحالات تتخذ الدولة قرارات مختلفة اقتصاديا تتعلق بمعدل الضريبة و معدل الفائدة لكي تتحكم بالدخل و الصادرات
الاقتصاد الأمريكي حاليا متجه إلى مرحلة الكساد (و هذه المرحلة تتسم بارتفاع البطالة و انخفاض أو ثبات الأسعار و قد تؤدي إلى انخفاض الدخل)
و لكي تتجنب الولايات المتحدة الكساد , قررت أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي و ذلك من خلال زيادة الصادرات
و لكي تزيد الصادرات و تنافس الصادرات الرخيصة للدول الأخرى مثل الصين , عمدت الولايات المتحدة إلى تخفيض قيمة الدولار الأمريكي
و لكي تفعل ذلك , تقوم الولايات المتحدة بتخفيض معدل الفائدة و ذلك يؤدي إلى زيادة السيولة النقدية في أميركا مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار
كما سيؤدي إلى ضعف صادرات الدول المنافسة مثل الصين
و بالتالي تزداد الصادرات , و يتجنب الاقتصاد الأمريكي الكساد , و تنتعش الاستثمارات في مجال الوقود الحيوي غير النفط و لكن سيعاني من تضخم طفيف على المدى القصير و من ارتفاع أسعار الواردات خصوصا النفط .. و من عواقب وخيمة اقتصاديا و سياسيا على المدى البعيد
و قد جائت أزمة الرهن العقاري و انهيار بعض شركات التمويل نتيجة لذلك و انهارت أسعار العقارات و المنشئات في أميركا إلى ثمن بخس و أصبحت تشكل فرصة استثمارية ممتازة للأجانب
انخفاض قيمة الدولار الأمريكي أدى إلى انخفاض قيمة كل العملات المرتبطة به و هي دول كثيرة جدا على رأسها الصين و السعودية و الإمارات
و بالتالي خسرت تلك الدول من أموالها نفس القيمة التي خسرها الدولار و أصبحت تعاني من التضخم حاليا
و لكن تلك الدول و بدلا من أن تحول أموالها إلى عملات أخرى اتخذت إجرائات أفضل تدل على أن صناع القرار فيها لهم نظرة ذكية بعيدة المدى لأن الاقتصاد الأمريكي سينتعش و تلك الأصول التي سيستثمرون فيها اليوم بثمن بخس ستصبح أضعافا مضاعفة في المستقبل لذلك أبقت تلك الدول على ارتباط عملتها بالدولار و ضخت استثمارات في الولايات المتحدة (لعل آخرها شراء أبو ظبي لـ 75% من أسهم برج كرايسلر الشهير) و ستحصد تلك الدول عائدات ما تقوم به الآن بعد فترة من الزمن