أحد الذين أعرفهم عن قرب
كان له ( إبن ) كثير الحركة والهرج والمرج في المنزل
وهذه من علامات الصحة والذكاء المستقبلي لمن لا يعرف هذه المعلومة
هذا الرجل كانت حركات ابنه تضايقه كثيرا
فاستخدم ( دبوسا ) معدنيا من تلك التي تستخدم لتشبيك الورق مع بعضه البعض
وصار يخز ركبة إبنه كلما تحرك من جواره
وكان ابنه لا يزال صغيرا ويرتدي بنطلونا طويلا
ولم تكن تظهر آثار وخزات الإبر على ركبة الإبن من تحت البنطال
إستمر هذا الوضع لفترة ليست بالقصيرة حتى بدأ الإبن يشتكي من ركبته
فأهمل أبواه شكواه لبعض الوقت
وفي النهاية تغير لون مكان الوخز في ركبت الإبن
وهنا كانت الطامة الكبرى
فقد أصيب الإبن بالغرغرينة في ركبته ، وقرر الأطباء بترها من وسط الفخذ
وعندما عاد الإبن إلى المنزل نال رعاية فائقة من والده
حتى جاء أحد الأيام ، فتحرك الإإبن من جوار أبيه ليلعب
فصاح به قائلا ( إهدأ وإلا ....؟ )
فنظر الإبن إلى أبيه وقال : ( لم يعد عندي ركبة تخزني فيها )

فنظر الأب إلى إبنه وسقط مغشيا عليه ، وفارق الحياة بعدها
رحمه الله فقد عرفت فيه الهدوء والرزانة والسكينة معنا عندما كنا نلتقي
لكن ذلك كله كان يبقى خارج الباب عندما يعود إلى أهله
ما أردته من إدراج هذه القصة هو أن يحذر الآباء من ندم قد لا ينفع
وليعلموا أن ما يزرعونه اليوم سيجنونه غدا بالتأكيد
وإن علم كل إنسان أن ذلك هو ما سيلقاه عندما يكبر
فأنا على ثقة أن ( الحب ) و ( الحب ) فقط هو ما سيربي عليه أطفاله
تحياتي