الأنصاف وغير الأنصاف ... ناموسان اتحدا في ضمير كل مراقب للوضع العراقي ( المهترء ) سواء كان ذلك المراقب منحازا أم مستقلا لهذه القوى أم لتلك ... لكي نجد أن الجميع قد أتفق وبدون قصد ربما ، على أن تطور الأحداث في العراق و ( تذبذبها ) هو نتاج صراع مرير بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ... و ( امبراطورية ) ايران الأسلامية حصرا من جهة أخرى ... وليس لقوة ثالثة ... والذي أتى نتيجة غباء أم ( دهاء ) سياسي من الأدارة السابقة للبيت الأبيض
وتجلى هذا الصراع بشكله الحقيقي ( المتفجر ) والمتصاعد قبل الأنتخابات النيابية الأخيرة وخلالها وبعدها ... لكي يكون في قمة ( الشيطانية ) خلال هذه الأيام بعد استحقاقات انتخابية قلبت الكثير من الطاولات التي تم تكديس المراجع والكتب الدينية عليها ... أو تلك الأخرى ممن أحتوت على ما لذ وطاب من صحون الفتوش والتبولة والجاجيك والحمص بطحينة
وكل أمي أو مثقف أو نصف مثقف يعلم أن تشكيل الحكومة العراقية القادمة وتعيين شخوصها ورموزها سيكون نصرا محتما للمشروع الأمريكي أو لنقيضه المشروع الأيراني ( المهيمن ) ... مع الأخذ بنظر الأعتبار أن الكثير من ( محللينا ) يميلون الى كفة أمريكا تطبيقا لمقولة أحدهم القائلة ( دي أمريكا يابا ) ... إلا ان الحقائق الدامغة بدأت تؤكد رجحان كفة ايران بفرض اختياراتها وآمالها وتصوراتها على المشهد العراقي بسبب خيبة الآمال التي أصابت الجميع في مدينة ( سرت ) وفي غيرها ... ورغم أنف ألصقور والحمائم والحمير
العجب العجاب في هذا المشهد المحير هو التلاحم المصيري ضمنه بين العرب وأمريكا ... أي أنه ولأول مرة ستكون هزيمة أمريكا في العراق هي هزيمة للنظام السياسي العربي التقدمي الوحدوي الأشتراكي الرأسمالي الديموقراطي الشعبي ... المهزوم أساسا منذ احتلال دولة عربية مستقلة من جارة عربية لها ... والمثل البغدادي يقول ... لو سهم واحد كان يمكن أصدّه ... لكن ثلثة سهام ياهو الأردّه .
كان سكان العراق في عهد هرون الرشيد 35 مليون نسمة، وكان عدد سكان الصين في عام 1850 (50 مليوناً)، وكان عدد سكان إيران في نفس السنة 10 ملايين نسمة. ولو أن العراق قُيض له أن يعيش بسلام منذ أيام الرشيد لتجاوز عدد سكانه عدد سكان الصين بالتأكيد.
هو قدر العراق، أن يخرج (أرحماسيس ـ في ملحمة جلجامش) بأنفارٍ قليلة، ليفني الفيضان ما دونهم، وهو نفس القدر الذي خرج العراق من ويلات احتلال الفرس بعد القضاء على البابليين، وقدره بعد اجتياح هولاكو وقدره المتكرر في كل ويلات تصيب أهله، فيخرجون أو يخرج ما يتبقى منهم كجهاز (يُفرمت) نفسه، دون أن ينتظر من يمد له يد العون.
هو قدر صعب وقاسٍ، ولكنه قدر. وهو يُضاف لأسفار العراقيين ليحملوه معهم في أجيالهم القادمة، ليعبروا عنه في شعرهم وفنهم وأبوذياتهم، ولولا ذلك التراكم اللئيم لما كان للعراقيين تلك النكهة التي تميزهم عن الآخرين.
سيخرجون من مصيبتهم الراهنة كما خرجوا من مصائب تشابهت معها، لكن دون مساعدة من (النمس). ألم تسمع بالمثل القائل: (يا طالب الدبس من مؤخرة النمس) .. فلا صرت .. ولا شرم الشيخ ولا غيرها سينتشل العراق من مصيبته .. بل سينتشله جهد أبنائه الذين قدموا أغلى ما يمتلكه الإنسان من دمٍ وألمٍ ووو الخ.
اللهم عجل برفع الحيف والظلم والقهر والأسى عن العراقيين
أخي الأمير الفقير لعل هذه المرحلة حتمية ولا مهرب منها في قدر عراق اليوم وهي لا فكاك منها "مرحليا" ولابد أن تسيطر طغمة فاسدة وتتحكم في العراق عصابة ضعيفة وغير شريفة تتحالف مع المحتل أو مع الشيطان ولكن إذا أردنا محاولة تبين حل ولو كان مجرد مداخلة عابرة على منتدى انترنت لا يقدم ولا يؤخر، ولكن اقرضني اذنيك وشيئا من سعة الصدر..
أليس الحل، مرحليا، يكمن في التعاون مع أمريكا، لأجل تخطي هذا الوضع الأمني المتهافت، وتبني مسار علماني يسمو إلى بناء ركائز دولة حديثة تحكمها مؤسسات، والوقوف في وجه الأحزاب والحركات الدينية حتى تنضج وتسمو عن طائفيتها نحو تصور سياسي لإسلام منفتح يقبل تعايش كل الأطراف في وطن واحد يضم الجميع، وبعد ذلك، لن يبقى لأمريكا مبرر واحد للبقاء، ولن يظل أمام العراق سوى السير قدما نحو المستقبل المشرق له ولأبنائه.
ولكني حين أتأمل الوضع العراقي من خلال نشرات الأخبار، لا أسمع سوى التقتيل والانفجارات، وبقية العراقيين منقسم بين الولاء لهذا أو الولاء لذاك بسبب الانتماءات العرقية أو الدينية. فينطبق عليهم المثل العراقي الذي يقول : "عرب وين.. طنبورة وين".
__________________
حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
كان سكان العراق في عهد هرون الرشيد 35 مليون نسمة، وكان عدد سكان الصين في عام 1850 (50 مليوناً)، وكان عدد سكان إيران في نفس السنة 10 ملايين نسمة. ولو أن العراق قُيض له أن يعيش بسلام منذ أيام الرشيد لتجاوز عدد سكانه عدد سكان الصين بالتأكيد.
هو قدر العراق، أن يخرج (أرحماسيس ـ في ملحمة جلجامش) بأنفارٍ قليلة، ليفني الفيضان ما دونهم، وهو نفس القدر الذي خرج العراق من ويلات احتلال الفرس بعد القضاء على البابليين، وقدره بعد اجتياح هولاكو وقدره المتكرر في كل ويلات تصيب أهله، فيخرجون أو يخرج ما يتبقى منهم كجهاز (يُفرمت) نفسه، دون أن ينتظر من يمد له يد العون.
هو قدر صعب وقاسٍ، ولكنه قدر. وهو يُضاف لأسفار العراقيين ليحملوه معهم في أجيالهم القادمة، ليعبروا عنه في شعرهم وفنهم وأبوذياتهم، ولولا ذلك التراكم اللئيم لما كان للعراقيين تلك النكهة التي تميزهم عن الآخرين.
سيخرجون من مصيبتهم الراهنة كما خرجوا من مصائب تشابهت معها، لكن دون مساعدة من (النمس). ألم تسمع بالمثل القائل: (يا طالب الدبس من مؤخرة النمس) .. فلا صرت .. ولا شرم الشيخ ولا غيرها سينتشل العراق من مصيبته .. بل سينتشله جهد أبنائه الذين قدموا أغلى ما يمتلكه الإنسان من دمٍ وألمٍ ووو الخ.
اللهم عجل برفع الحيف والظلم والقهر والأسى عن العراقيين
أخي الأمير الفقير لعل هذه المرحلة حتمية ولا مهرب منها في قدر عراق اليوم وهي لا فكاك منها "مرحليا" ولابد أن تسيطر طغمة فاسدة وتتحكم في العراق عصابة ضعيفة وغير شريفة تتحالف مع المحتل أو مع الشيطان ولكن إذا أردنا محاولة تبين حل ولو كان مجرد مداخلة عابرة على منتدى انترنت لا يقدم ولا يؤخر، ولكن اقرضني اذنيك وشيئا من سعة الصدر..
أليس الحل، مرحليا، يكمن في التعاون مع أمريكا، لأجل تخطي هذا الوضع الأمني المتهافت، وتبني مسار علماني يسمو إلى بناء ركائز دولة حديثة تحكمها مؤسسات، والوقوف في وجه الأحزاب والحركات الدينية حتى تنضج وتسمو عن طائفيتها نحو تصور سياسي لإسلام منفتح يقبل تعايش كل الأطراف في وطن واحد يضم الجميع، وبعد ذلك، لن يبقى لأمريكا مبرر واحد للبقاء، ولن يظل أمام العراق سوى السير قدما نحو المستقبل المشرق له ولأبنائه.
ولكني حين أتأمل الوضع العراقي من خلال نشرات الأخبار، لا أسمع سوى التقتيل والانفجارات، وبقية العراقيين منقسم بين الولاء لهذا أو الولاء لذاك بسبب الانتماءات العرقية أو الدينية. فينطبق عليهم المثل العراقي الذي يقول : "عرب وين.. طنبورة وين".
ـــــــــــــــــــــــ
أهلا أخي الكريم عصام ...
هو لب الموضوع ... عندما ذكرت التلاحم الضمني العجيب
بين ما يريده العرب وما تريده أمريكا في العراق الآن