كانوا يتوضئون أمام مسجد أبي هريرة، أكبر مساجد العاصمة مقديشو، لا تفصلهم عن صلاة الظهر سوى دقائق، همّ بعضهم دخول المسجد بعد أن انتهوا من الوضوء، في حين واصل آخرون وضوءهم استعدادا للصلاة.. لكن قذيفة إثيوبية لم تمهلهم ليكملوا.
القذيفة سقطت في باحة الوضوء اليوم الخميس؛ لتحصد أرواح 10 من مرتادي المسجد، وتصيب أكثر من 15 آخرين، سالت الدماء بغزارة في باحة وداخل المسجد الواقع قرب سوق "بكاري"، بعد أن تناثرت أشلاء القتلى والجرحى.
قذائف أخرى توالت في التساقط على منطقة السوق بالعاصمة الصومالية مقديشو، لكن سكان المنطقة لم يتوانوا عن نقل المصابين ومن بينهم الشيخ عبد الرحمن مؤذن المسجد الذي أصابته شظية في محراب المسجد.
وليست تلك هي المرة الأولى التي تستهدف فيها القوات الإثيوبية مساجد مقديشو؛ ففي شهر أبريل الماضي ارتكبت القوات الإثيوبية مذبحة بحق 30 شخصا بينهم كوكبة من كبار علماء ودعاة "جماعة التبليغ والدعوة" الصومالية الذين كانوا يصلون ويقرءون القرآن الكريم بمسجد "الهداية".
وأدى تساقط القذائف على منطقة سوق "بكاري" الذي استمر حتى ظهر اليوم، إلى تزاحم الناس على أبواب العمارات للاحتماء فيها من القصف العشوائي الذي كان ينطلق من قصر الرئاسة في مقديشو، بحسب شهود عيان.
الوضع كان مروعا؛ فأزقة بكاري المعروفة بزحامها خالية.. هنا محل تجاري مغلق، وآخر هناك مفتوح على مصراعيه بعد أن فر منه صاحبه.
قصف السوق جاء بعد اشتباك عناصر من المقاومة مع قوات إثيوبية وحكومية في حي "حريالي بمنطقة "ورطيجلي" جنوب العاصمة.
ومنذ شهر نوفمبر الماضي كانت قوات الحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية تحاصر سوق بكاري (جنوبًا)؛ بدعوى إيوائه مقاتلين تابعين لاتحاد المحاكم الإسلامية، واتخذت تلك القوات قواعد عسكرية لها في الأحياء الشعبية القريبة من السوق.
ويوصف هذا السوق بأنه "معقل للإسلاميين"؛ حيث كان تجاره وسكان الحي الذي يقع فيه والأحياء المجاورة له من أشد المؤيدين للمحاكم أثناء سيطرتها على العاصمة وأجزاء أخرى شاسعة من جنوب البلد العربي.
المصدر : اسلام اون لاين