العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال باربي الاوكرانية وحلم الدمى البشرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال المنقرض الأفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: السحر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الشجرة الملعونة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال السرنمة (المشي اثناء النوم) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال البحث عن الكنوز المفقودة .. ما بين العلم والسحر (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-08-2009, 07:40 PM   #11
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

تابع
و جاءت غزوة أحد …
و التقى الجيشان .. و توسط " حمزة " أرض الموت و القتال ، مرتدياً لباس الحرب .. و على صدره ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال …و راح يصول و يجول ، لا يريد رأساً ، إلا قطعه بسيفه ، و مضى يضرب في المشركين ، و كأن المنايا طوع أمره ، يقذف بها من يشاء فتصيبه في صميمه ..‍‍وصال المسلمون جميعاً حتى قاربوا النصر الحاسم و حتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة ..و لولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل و نزلوا إلى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم .. لولا تركهم مكانهم و فتحهم الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلَّها : رجالها ..و نسائها ..بل و خيلها ..و إبلها ..
لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة ، و أعملوا فيهم الظامئة المجنونة .. وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديد ، و يحملون سلاحهم الذي كان بعضهم قد
و ضعه حين رأى جيش قريش ينسحب و يولي الأدبار .. و لكن المفاجأة كانت قاسية و عنيفة .و رأى " حمزة " ما حدث فضاعف قوته و نشاطه و بلاءه ..و أخذ يضرب عن يمينه و شماله …و بين يديه و من خلفه … و " وحشي " هناك يرقبه ، و يتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربته .. و لندع " وحشياً " يصف لنا المشهد بكلماته :
[…و كنت رجلاً حبشياً ، أقذف بالحربة قذف الحبشة ، فقلما أخطئ بها شيئاً …فلما التقى الناس خرجت أنظر " حمزة " وأتَبَصَّرُه حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورَق .. يَهُدُّ الناس َ بسيفه هَدّاً ، ما يقف أمامه شيء .. "فوالله إني لأَتَهَيَّأ له – أريده ، وأستتر منه بشجرة لِأَتَقَحَّمَهُ أو لِيدنو مني ، إذ تقدَّمني إليه "سباع بن عبد العزَّى ".فلما رآه
حمزة صاح به : هلُمَّ إليَّ يا ابن مقطِّعَة البظور . ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه…
" عندئذ هززت حربتي ، حتى إذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنَّتِه حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي ، فغُلِب على أمره ثم مات …
" وآتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى المعسكر فقعدت فيه ، إذ لم يكن لي فيه حاجة –فقد قتلته لأُعتَق ..] ولا بأس في أن ندع " وحشياً يكمل حديثه:[ فلما قدمت مكة أُعتقت ، ثم أقمت بها حتى دخلها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فهربت إلى الطائف .." فلما خرج وفدٌ من الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليُسلم تعيَّت عليَّ المذاهب . وقلت : ألحَق بالشام ، أو اليمن ، أو سواها …
" فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال لي رجل : ويحك … إن رسول الله ، واللهِ لا يقتل أحداً من الناس يدخل دينه … " فخرجت حتى قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فلم يرني إلا قائماً أمامه أشهد شهادة الحق . فلما رآني قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أوحشيٌّ قلت : نعم يا رسول الله .. قال: فحدِّثني كيف قتلت حمزة ، فحدثته … فلما فرغت من حديثي قال : ويحك .. غيِّب عني وجهك .. فكنتُ أتنكَّب طريق رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث كان ؛ لئلا يراني حتى قبضه الله إليه .. " فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذَّاب صاحب اليمامة خرجت معه و أخذت حربتي التي قتلت بها حمزة … فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذَّاب قائماً بيده السيف ، فتهيَّأت له ، وهززت حربتي ، حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت فيه …
" فإن كنت قد قتلتُ بحربتي هذه خير الناس وهو حمزة … فإني لأرجو أن يغفر الله لي إذ قتلت بها شرَّ الناس مسيلمة "
* * *
هكذا سقط أسد الله وأسد رسوله، شهيداً مجيداً…‍‍
وكما كانت حياته مُدَوِّيةً ، كانت موتته مُدَوِّيةً كذلك ..
فلم يكتف أعداؤه بمقتله .. وكيف يكتفون أو يقنعون ، وهم الذين جنَّدوا كل أموال قريش وكل رجالها في هذه المعركة التي لم يريدوا بها سوى الرسول وعمه حمزة …
لقد أمرت "هند بنت عتبة " زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيَّاً أن يأتيها بكبد حمزة ..واستجاب الحبشيُ لهذه الرغبة المسعورة .. وعندما عاد بها إلى هند كان يناولها الكبد بيمناه ، ويتلقى منها قرطها و قلائدها بيسراه ، مكافأة له على إنجاز مهمته ..
ومضغت هند بنت عتبة الذي صرعه المسلمون ببدر ، وزوجة أبي سفيان قائد جيش الشرك والوثنية .. مضغت كبد حمزة ، راجيةً أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلَّها ، ولكن الكبد استعصت على أنيابها ، وأعجزتها أن تُسيغَها ، فأخرجتها من فمها ، ثم علت صخرةً مرتفعة ، و راحت تصرخ قائلة :

نحنُ جَزينـــــاكم بيوم بَدرِ
والحربُ بعد الحربِ ذات سُعرِ
ما كان عن عُتبةَ لي من صبر
ولا أخي ، وعمِّه ، وَبكري
شَفَيتُ نفسي وقَضَيتُ نَذري
أزاح وَحشيُّ غَليلَ صدري

وانتهت المعركة ، وامتطى المشركون إبلهم ، وساقوا خيلهم قافلين إلى مكة .. ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه معه إلى أرض المعركة لينظر شهداءها ..وهناك في بطن الوادي ، وإذ هو يتفحّص وجوه أصحابه الذين باعوا لله أنفسهم ،
وقدَّموها قرابين مبرورة لربهم الكبير ، وقف فجأة …ونظر ، فوجم ..وضغط على أسنانه ..وأسبل جفنيه..فما كان يتصور قط أن يهبط الخلق العربي إلى هذه الوحشية البشعة .فيُمَثلَ بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد المجيد " حمزة بن عبد المطلب " أسد الله ..وسيد الشهداء ..وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كوَمضِ القدَر
وقال وعيناه على جثمان عمه :[لن أُصابَ بمثلك أبداً.. وما وقفتُ موقفاً قط أغيظ إلي من مَوقِفي هذا..] ثم التفت إلى أصحابه وقال :
[لولا أن تحزن صفيَّة- أخت حمزة – ويكون سُنَّة من بعدي ، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير .. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن ، لاُمَثِّلنَّ بثلاثين رجلاً منهم..] فصاح أصحاب الرسول :
[ واللهِ، لئن أظفرنا اللهُ بهم يوماً من الدهر ، لَنُمَثِّلنَّ بهم ، مُثلًةً لم يُمثِّلها أحدٌ من العرب ..‍]ولكن الله الذي أكرم " حمزة " بالشهادة ، يكرمه مرة أخرى بأن يجعل من مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة إلى الأبد ، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجباً وفرضاً ..
وهكذا لم يكد رسول الله صلى الله عليه و سلم يفرغ من إلقاء وعيده السالف حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآيات الكريمة :
[ ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجَادِلهم بالتي هي أَحسن ، إنَّ رَبَّك هو أعلمُ بِمَن ضَلَّ عن سبيله ، وهو أعلَمُ بالمهتدين ..
وإن عَاقَبتُم فعَاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقبتُم به ، ولئن صَبَرتُم لَهُوَ خيرٌ للصابرين ..
وَاصبِر ، وما صبرُك إلا بالله ، ولا تحزن عليهم ، ولا تكُ في ضيق مِمَّا يمكرون ..
إنَّ الله مع الذين اتقَوا ، والذين هُم مُحسِنون ..]
وكان نزول هذه الآيات ، في هذا الموطن ، خير تكريم لحمزة الذي وقع أجره على الله..
* * *
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحبه أعظم الحب ، فهو كما ذكرنا من قبل لم يكن عمَّه الحبيب فحسب ..
بل كان أخاه من الرضاعة …
وتِربَه في الطفولة …
وصديق العمر كله …
وفي لحظات الوداع هذه ،لم يجد رسول الله صلى الله عليه و سلم تحيَّةً يودعه بها خيراً من أن يصلِّي عليه بعدد شهداء المعركة جميعاً ..
وهكذا حمل جثمان " حمزة " إلى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءَه ، واحتضنت دماءه ..فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، ثم جيء بشهيد آخر ،فصلى عليه الرسول ..ثم رُفع وَتُرِك حمزة مكانه ، وجيء بشهيد ثالث فوضع إلى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول … وهكذا جيء بالشهداء … شهيد بعد شهيد …و رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على كل منهم وعلى حمزة معه حتى صلى على عمِّه يومئذ سبعين صلاة…
* * *
__________________








فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .