العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-11-2024, 07:27 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,894
إفتراضي

و متى يكون الإنسان ربانيا؟ يكون إذا سافر من ظاهره إلى باطنه، وارتقى على كاهل نفسه، لينظر ما حجب عنه من شرفه و علوه، و هناك يجد سعة و ملكا كبيرا، حتى إذا عرف ما فطرت عليه نفس الإنسان، و ما كان عليه في عالم الإحسان، يقول قد أوتيت ملكا لم يؤته أحد من العالمين. و تلك هي السعادة الأبدية. والى ذلك يشير الإمام علي بقوله: " خلقتم للأبد ". و هذا الإنسان المبهم الكنه، المعرف شأنه برفع المنزلة هو المخلوق في أحسن تقويم، والثاني هوالمرجوع به إلى أسفل سافلين. الأول هو المشار إليه بقوله تعالى: " و لقد خلقناكم ". والثاني هو المعني بقوله: " ثم صورناكم ". و عليه فالإنسان الأول هو مخلوق غير مصور. واليه اللإشارة في حديث: "خلق الله آدم على صورته" فإنه لم يقل تعالى صور الله آدم على صورته، لأن الخلق كان قبل وقوع الصورة، والمخلوق على صورته لم تكن له صورة، واذن لا صورة في الواقع، لا للإنسان الأول، ولا للمخلوق على صورته. و بهذا الأنموذج تدرك كون الإنسان ضاع له من معرفة نفسه بقدر ما ضاع له من معرفة ربه. نال ذلك بسبب نسيانه لما كان عليه " نسوا الله فأنساهم أنفسهم ".
و بالجملة فإن خسران الإنسان تسبب عن ظنه كونه هو بالجسم إنسان، و في استطاعته الآن أن يتدارك ما فاته من عزه، و ليس ذلك إلا أن يكون بالروح إنسانا."

وكل هذا خروج بنا عن تفسير السورة فالإنسان لا يمكن ان يكون خاسرا قبل وجوده لأن الخسران يكون بعد الوجود لانعدام الاحساس بالوجود
والإنسان المراد هو الإنسان وهو آدم وذريته ومعهم الجن وهم ليسوا خاسرين جميعا وإنما استثنى الله بعض منهم وهم قلة ومن ثم فالله لا يقسم على الخسران وإنما الخسران والفوز معا
وتحدث عن الاستثناء فقال :
"واما مجيئه ظرفا للإنسان فهو لإفادة الإحاطة بعموم أفراده إلا المستثنى المشار إليهم بقوله: " إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر " و قليل ما هم أعني من تتوفر فيهم تلك الخلال الكريمة، والنعوت العظيمة التي تضمن لهم السعادة الغير المشوبة بأدنى شقاوة، لا في العاجل و لا في الآجل، بما أن الإنسان قد يؤمن و لا يعمل الصالحات، و قد يعمل الصالحات و لا يتواصى بالحق، و قد يتواصى بالحق و لا يتواصى بالصبر عليه."
وحدثنا عن أن الخلاص يكون بالأربعة المذكورة فى السورة فقال :
"أما الخلاص النهائي لا يتحقق و لا يتصور بمعناه اللازم إلا باستجماع تلك الخصال الأربعة، و هي الإيمان والأعمال الصالحة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه."
قطعا هنا الخلاص باربعة خطا فهم اثنين الآيمان والعمل وتفسرها الالتواصى بالحق وهو العمل بالوحى وهو نفسه التواصى بالصبر وهو العمل بالطاعة فى كل الأحوال
وكعادة العلاوى أسهب فى الكلام البعيد عن التفسير فقال :
"أما إذا فات الإنسان ـ والعياذ بالله ـ حظه من الإيمان في هاته الحياة الدنيا فقد خسر خسرانا مبينا، يجعله يقول يوم يرى سعادة السعداء بالنظر لشقاوة الأشقياء: يا ليتني كنت ترابا.
أما إذا نال حظه من الإيمان في هاته الدنيا القدر الذي يفصله عن محيط الكفران بالله و رسوله، فقد يتقدم بذلك شوطا غير قصير في سبيل سعادته، و نيل بغيته، و لكن لا تثبت أقدامه في ذلك الدور إلا بالأعمال الصالحة، والأعمال الصالحة هي جنس يدخل تحته أفراد كل فعل محمود، و يخرج معه كل فعل مذموم. و هذا الدور يعتبر أرفع درجة في نيل السعادة. غير أنه لا تستقر أقدام صاحبه استقرارا تاما إلآ مع التواصي بالحق، و من لم يتواصى بالحق قل أن يصبر في طريق الحق، بناء على أن رأس الأعمال الصالحة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. و من لم ينه و يأمر يخشى عليه يوما من الأيام يصبح فيه لا ينتهى ولا يؤتمر.

و لما كانت هاته الخصال ـ أعني قول الحق، و ملازمة الحق، والتواصي بالحق ـ في الغالب تجلب لصاحبها من الأذى ما قد تكرهه نفسه، قرنها تعالى بالتواصي بالصبر. فمن لم يتدرع بالصبر قل أن يثبت في مقام الدعوة إلى الله عز و جل، و يشعرنا بهذا وصية لقمان لإبنه فيما أخبر القرآن الكريم به، حيث قال: " وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور "، يعني من خصال ذوي العزم.
و خلاصة القول أنه يدخل في التواصي بالحق، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما تقدم؛ و يدخل في التواصي بالصبر حمل الأذى و كف الأذى. و هاته الأخلاق الكريمة توجد في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالسجية، و في غيرهم من بقية المرشدين رضي الله عنهم بضرب من التكلف، غير أن الكلفة تهون بقدر الوراثة النبوية " العلماء ورثة الأنبياء "، فهذا هو متروك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، و ذلك هو حظ العلماء منهم. فليتأمل المتصف بالعالمية حظه من ذلك الإرث و مقدار توجهه واخلاصه و نصحه لله و لرسوله و للمؤمنين، فإن وجد في اخلاقه ما يثبت له نصيبا من ذلك الإرث فقد وجد فليلزم، والا فهو مقطوع السبب، فينبغي له أن يلتجئ لمن يربط سببه، و يحقق له وصلته، قبل أن تختم أنفاسه و هو على ما هو عليه، فيحشر على ما مات عليه، على أنه ليس بعد هذه الدار إلا الجنة أوالنار، أعاذنا الله والمسلمين من سوء القرار.

واذن فأوجب ما يجب على اللإنسان أن يتسارع في خلاص نفسه بما تبرأ به ذمته عند الله عز و جل. و لا تبرأ ذمة المؤمن على الوجه الأكمل إلا إذا أحب لأخيه ما يحبه لنفسه. و هذا هوالباعث الوحيد والمساعد الأكيد للمرشد على بدل النصيحة في ذات الله؛ لأنه يحب لنفسه النجاة المقرونة بالفوز الأبدي. واذا متى يصفو له الوقت أو يطمئن فؤاده و هو يرى أبناء جنسه واهل ملته على ما هم عليه، في حال أنه يحب لهم ما يحب لنفسه؛ عملا بما في الحديث الشريف لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه.
و بالجملة، فإن جهاد هذا النوع من بني الإنسان متواصل، و هو شي يبعث عليه الإيمان الكامل كما قدمناه. جعلني الله واياكم من الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر."

والخلاصة أن العلاوى فى الحقيقة لم يفسر السورة وإنما قال فسر كلمات العصر والخسران وتحدث حديثا لا يفيد القارىء بمعنى السورة إلا قليلا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .