اقتحم مئات من المسلحين التابعين لحركة التحرير الوطني (فتح) مقر مجلس الوزراء في رام الله وأشعلوا النار في أجزاء منه, في إطار توتر تصاعدت حدته مؤخرا بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وفتح في غزة خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال مراسل الجزيرة في رام الله إن النار اشتعلت في الطابق الرابع من المبنى المؤلف من خمس طوابق, فيما أمر رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية بتعزيزات أمنية حول المباني والمنشآت لوقف عمليات التخريب.
في هذه الأثناء تظاهر ناشطون من كتائب الأقصى في باحة المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حماس أيضا، بعدما حطموا البوابة الخارجية لمقر المجلس وأشعلوا النار به.
وفي إطار التوتر بين الحركتين خارج نطاق المجلس، قتل ناشط من حماس وأصيب عضو بجهاز الأمن الوقائي اليوم في اشتباك بين الطرفين برفح جنوب قطاع غزة.
وأفاد شهود ومصادر طبية بأن اشتباكا وقع بين الطرفين أثناء جنازة عنصر من حماس ما أدى إلى مقتل عضو حماس حماد أبو جزر. وبعد ذلك بساعات أصيب العضو بالوقائي أيمن أبو حطب أثناء عودته إلى منزله برصاص أطلقه عليه مسلحون مجهولون.
وما لبث أن تطور الموقف لاحقا في رفح إلى اشتباك استخدم فيه مسلحو حماس القذائف المضادة للصواريخ ضد مقر للأمن الوقائي، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح 15 آخرين.
وثيقة الأسرى
على صعيد آخر، أجل التشريعي التصويت على الاستفتاء على وثيقة الأسرى لإعطاء فرصة إضافية لحوار الفصائل حول المأزق غير المسبوق الذي يغذيه صراع على الصلاحيات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة.
جاءت هذه الخطوة في ختام أول معركة برلمانية بين حماس وفتح حول الاستفتاء الذي أصدر رئيس السلطة محمود عباس قبل أيام مرسوما بإجرائه نهاية الشهر المقبل.
عريقات طالب باعتماد وثيقة الأسرى (الفرنسية)
وكان رئيس التشريعي عزيز الدويك قد شكك في مستهل الجلسة بقانونية الاستفتاء الذي لم يأت القانون الفلسطيني الأساسي على ذكره.
وطالب الدويك رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر بتوضيح حول قانونية الاستفتاء، مشددا على أن "المرسوم الرئاسي لا يقوى على تعديل قانون الانتخاب".
وقوبلت تصريحات الدويك باحتجاج شديد من نواب فتح الذين اعترضوا على حق رئيس المجلس في اتخاذ مثل هذه المبادرة.
ولوح كبير المفاوضين الفلسطينيين النائب عن فتح صائب عريقات باللجوء إلى المحكمة الدستورية، إذا صوت التشريعي الذي تسيطر عليه حماس برفض مشروع الاستفتاء.
تهديد هنية
في هذه الأثناء صعدت القيادة الإسرائيلية تهديداتها ضد الفلسطينيين، حيث هددت بعملية عسكرية واسعة واستهداف قادة سياسيين لحماس بينهم رئيس الحكومة إسماعيل هنية.
وقال رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية والدفاع بالكنيست تساحي هانغبي مهددا في تصريح إلى الإذاعة الإسرائيلية "إن (إسماعيل) هنية سيلحق بـ (الشيخ أحمد) ياسين و(عبد العزيز) الرنتيسي في حال أمر باستئناف العمليات الانتحارية داخل إسرائيل
النمط المتطور