--------------------------وهذا تفريع الإخوة للمحاضرة، جزاهم الله خيرا -------------------------
الرد على آل الشيخ
الحمد لله ... الحمد لله الملك الجبار ....ملاذ الموحدين إذا تسلط عليهم الكفار ...و ولي المتقين إذا تحزب عليهم الأشرار .... ومغيث المستضعفين من كيد الرهبان والأحبار .
أعز المؤمنين بكل دار ....وخذل المشركين وأحلهم بمكرهم دار البوار... وفضح المنافقين في كل الأمصار
أحمده سبحانه حمد طالب لعفوه ...مشفق من عقوبته ...راجي أن يشملني برحمته
أحمده سبحانه أن جعل أهل العلم ورثة للأنبياء ....أحمده سبحانه أن سخر لهذا الدين رجالا على الكفار أشداء ...بالمؤمنين رحماء ... احمده سبحانه ما زحفت جيوش الإسلام في كل الأرجاء
اللهم صلي على خير الناس للناس ...اللهم صلى على من هو للحق نبراس ...اللهم صلى على أكرم من خلقت بلا التباس ...صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين المطهرين الراضين المرضيين ...وعلى صحابته الغر الميامين الذين هم على نهجه ودربه من السالكين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
إن من أكبر المصائب في هذا الزمان وفي كل زمان ...فقد العلماء الربانيين ...يقيم الله بهم الدين ....وتعلو بهم راية الموحدين ....وتستبين على يديهم سبيل المجرمين
والأشد من ذلك ...ان يتصدر فقهاء السلاطين ...فيفسدوا الدنيا والدين ...فيطلب العلم لأجل حطام الدنيا الفانية ....فيصير أصحاب الفضيلة للطاغوت زبانية ...فهم يفتون بحرمة الخروج على الكفار ...لأنهم يقيمون عندهم بخير دار ...ويتصدرون القنوات ليل نهار ...فيكثر كبيرهم الحز ويخطئ المفصل...وأدناهم في الباطل إن استوى فسكين وإن اعوّج فمنجل ... والحال
إذا كان بعض الناس سيفاً لدولة **** ففي الناس أبواق لها وطبول
وما كبرّ تلك الرؤوس إلا سيل من المدح في الباطل يسير كالأنهار ....من فضيلة الشيخ العلامة إلى سماحة الشيخ إلى مفتي الديار ...ولا عجب ... إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء ..وإذا سكت الصادقون عم البلاء ...فصار الجهاد والجلاد إفسادا ...والركون والخنوع طاعة وهداية ورشادا ...وإياك أخي أن تكثر من الحض على وجوب دفع الكفار عن المسلمين ...فإن ذلك مسلك الخوارج المارقين ..وإياك أخي أن تكثر من الحديث عن آلام الموحدين ...فإنه يفسد بهجة مجالس فقهاء السلاطين ...فتضطرهم اضطرار للحديث عن حال الأمة وأحوالها ... لكن لهم خطوطا لا يجوزونها...ولا تخشى من النصوص فهم ابرع من يتأولونها ...وينزلونها على غير وجهها ..بل يحرفونها ...
وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس ولم يربحوا ... ولم تغل في البيع أثمانها
لقد رتع القوم في جيفة ... يبين لذي العقل إنتانها
فخرج علينا أقوام لا دين لهم إلا دين السلطان ... ما يشتهيه حلال وما يبغضه فهو ناقض من نواقض الإيمان... ما لعلماء السوء جمعوا عزائم الشرع ودونوها، ثم رخصوا فيها لأمراء السوء وهونوها. ليتهم إذا لم يرعوا شروطها لم يعوها.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ قَالَ سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ"..
يا شيخ السلطان لا يحزنك هذا اللقب ....قد نلت هذه المرتبة الوضيعة بلا عناء أو تعب ...فإنك فقط قد حرك لسانك.. لتغضب ربك ...فيغلق عن الحق قلبك ...فتخسر بجرمك هذا دينك وآخرتك...
أخرج ابن عساكر، عن عبد الجبار بن عبد العزيز أبي حازم عن أبيه، عن جده: أن سليمان بن عبد الملك دخل المدينة، فأقام بها ثلاثا. فقال: أهاهنا رجل ممن أدرك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحدثنا؟ فقيل له: بلى هاهنا رجل يقال له أبو حازم فبعث إليه، فجاءه، فقال له سليمان: يا أبا حازم! ما هذا الجفاء أتاني وجوه المدينة كلهم ولم تأتني!؟ قال أبو حازم: إن الناس لما كانوا على الصواب، كانت الأمراء تحتاج إلى العلماء، وكانت العلماء تفر بدينها من الأمراء، فلما رأى ذلك قوم من أذلة الناس تعلموا العلم وأتوا به إلى الأمراء فاستغنت به عن العلماء، واجتمع القوم على المعصية فسقطوا أو تعسوا أو تنسكوا ولو كان علماؤنا هؤلاء يصونون علمهم، لم تزل الأمراء تهابهم ».
ومُهمَِّتُكَ يسيره جد يسيره ...وهي أن تتعلم من العلم ما تقيم به دنيا الحاكم ...وتفتى ما يثبت عرشه وما لهواه ملائم...فقل ان كل جهاد يحتاج لإذن الولاة ... حتى لو هُتك شرف نسائنا من قبل أولائك الطغاة...وإياك إياك أن يقول للناس قائل... أنه لا يشترط ذلك عند دفع العدو الصائل...
فإنما "الفتنة" في سبات... ما لم تُسمع للعلماء الربانيين كلمات ...وما لم تكثر أنات الموحدين وتخنقهم العبرات....
يا من عبد بطنه ....وحسّر في الباطل رأسه ....وأقام من الزقوم عوده ...لم يبقى في العمر بقيه ....يا من جنّد في الباطل لسانه ويراعه ...إن الله عز وجل أراك الحق حقا ولم يرزقك إتباعه ...وأراك الباطل باطلا فجعلته لآخرتك زاداً وبضاعة ... اسمع يا عبد الدرهم اسمع لأحوال السلف الذين تنتسب لهم زورا وبهتانا ...اسمع لأحوالهم مع سلاطينهم وهم خير من ولي أمرك ديناً وإيمانا
[/size][/font][/center]
صوتية: الرد الدامغ للشيخ أبو حذيفة الحرابي على المفتى آل الشيخ
النمط المتطور