وجه حماس.. الباسم
أحمد يوسف مستشار هنية حمساوي على الطريقة الأميركية.. أذهل البعض عندما خاطب شليط الأب «لديك رقم هاتفي وأرجو ألا تتردد في الاتصال بي»
القدس: أسامة العيسة
في يوم الاثنين الماضي (9 تموز (يوليو) 2007)، نشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، مقال رأي للدكتور أحمد يوسف مستشار إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، وأصبح المقال إلى واحد من اكثر مواضيع الصحيفة الإسرائيلية تعليقا من قرائها على شبكة الإنترنت.
ولم يكن هذا غريبا، بعد أن تحول يوسف، إلى ما يمكن اعتباره، نجما في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث اصبح وجها مألوفا في قنوات التلفزة الإسرائيلية التي يدلي لها بتصريحات ومقابلات بشكل دائم، كثير منها يثير الجدل، ويستغله خصوم حركة حماس التي ينتمي إليها يوسف، للنيل من الحركة، ولكن هذا لم يؤثر على مكانة يوسف، الذي يعتبر حمساويا على طريقته، داخل الحركة، خصوصا أن بعض كوادر الحركة من الشبان أو الجناح العسكري لا يمكنهم في أحيان كثيرة هضم تصريحات يوسف التي تبدو مناقضة لأدبيات الحركة الراديكالية.
ومنذ ظهوره على ساحة العمل السياسي الفلسطيني، كمستشار سياسي لهنية، عندما شكل الأخير حكومته الأولى، بعد أن حققت حماس فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، لفت يوسف الأنظار إليه، لاختلافه عن باقي المتحدثين من حركة حماس، وكان أول ما لفت الانتباه إليه صحيفة يديعوت احرونوت التي أشارت إليه بـ«الأميركي الذي يهمس في أذن هنية».
فمن هو هذا الأميركي ـ الحمساوي؟ لا تتوفر معلومات كثيرة عن يوسف، ورغم انفتاحه الكبير والواسع على الإعلام، إلا انه يبدو كشخصية غامضة، نزلت فجأة إلى ساحة العمل السياسي، وقبل ظهوره في قطاع غزة، كمستشار لهنية، لم يكن أغلبية الفلسطينيين يعرفون يوسف، وقليلون منهم يذكرونه كشخص كان يظهر في القنوات الفضائية، على فترات متباعدة، متحدثا من واشنطن، بصفته محللا سياسيا. ولد يوسف عام 1950، لعائلة فلسطينية لاجئة، من قرية (حليقات) جنوب فلسطين، غادر قطاع غزة إلى مصر في عام 1973، وتخرج في كلية الهندسة في جامعة الأزهر، وسافر إلى الخليج، مثل كثير من أبناء جيله الفلسطينيين، ولكنه وبدلا من العمل، كمهندس، عمل في المجال الإعلامي، وعاد إلى قطاع غزة في عام 1979، وكان هدف هذه الزيارة هو الزواج، وعاد إلى الإمارات العربية المتحدة، مع زوجته الغزية، ومن هناك إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث حصل على منحة، فاكمل دراسته وحصل على الماجستير في الإعلام من جامعة ميزوي، والدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كولومبيا.
وسار يوسف في طريقه الإعلامي، وعمل 15 عاما مديرا للمؤسسة المتحدة للدراسات والبحوث، المعنية بدراسة الظاهرة الإسلامية والإسلام السياسي والصراع العربي ـ الإسرائيلي والعلاقة بين الإسلام والغرب. وترأس مجلة شؤون الشرق الأوسط، التي صدرت من واشنطن باللغة الإنجليزية، ونشر 24 كتابا باللغتين العربية والإنجليزية، حول قضايا الشرق الأوسط والحركات الإسلامية، وغيرها من مواضيع مشابهة.
.