العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-10-2007, 02:43 PM   #1
جمال الدين الجزائري
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 55
إفتراضي الحرام لا ينفي سمة الإبداع/ بقلم الإعلامي محمد أبوعبيد

في لوحة "استحمام النساء" للرسام الفرنسي جان ليون جيروم تظهر فتاتان عاريتان، ملامحهما شرقية، تستحمان في أحد الحمامات التي اشتهر بها الشرق.


جيروم بلوحته التي رسمها عام 1889 يُظهر تأثره العميق بالشرق الذي شهد العديد من رحلاته إليه، وهو واحد من الرسامين الذين أبرزوا جسد المرأة عارياً في لوحاتهم مثل بيكاسو في لوحة "نساء عاريات",وماتيس.

أمام لوحات من هذا القبيل، تبرز لدى "العقل الإسلامي" إشكالية, أوبالأحرى استشكال, أمام التعامل مع ما تجسده هذه الرسوم، يُفضي إلى صِدام بين الحكم الشرعي إزاءها والتقييم الفني الموضوعي المتجرد من الأحكام الشرعية. المختص في الفن أو متذوقه لن يخالجه أدنى شك في الإبداع الذي جسده جيروم في "استحمام النساء" حتى لو كان المضمون حراماً وفق الشرع الإسلامي. من هذا المنطلق تثور عاصفة الجدل حول رفض أو قبول عرض لوحة كهذه في متاحف عربية أو تزيين جدران المنازل والأماكن العامة بها، وعاصفة أخرى حول اليد التي أبدعتها.

أبرزُ ما يعانيه الفن بأشكاله عندنا هو إخضاعه دائما للمسائل الفقهية على حساب القواعد الفنية، فتنتفي سمة الإبداع من منطلق أنه حرام. وهذا يقود إلى أمثلة كثيرة حول الفنون الأخرى التي تم رفضها أو سلخها عن صفاتها الجديرة بها وفقاً لذلك. للمرء أن يتخيل "التماثيل" والصراع ما بين حُكمها الشرعي وتقييم جمالياتها وعناصر الإبداع فيها,حتى لو كان تمثال الجندي المجهول.

الحكم الشرعي حول الخمرة, مثلاً, أنها محرمة. لكن التحريم لايَحْرم شاعراً صفة الإبداع وقد أجاد في وصفها، أو تشبيه المحبوبة بها، وفقاً لرقة الألفاظ وبلاغة التشبيهات وجمال الوصف، وهذا ما لايريد العقل عندنا أن يفصل بينه، الأمر يذكّر بأحدهم كان متيماً إلى حد الجنون بقصائد شاعر معاصر لم تخْلُ من ذِكْر الخمرة, وحين علم أن الشاعر يعاقر الخمر, أحرق دواوينه ولم يعد يقتنيها, ونزع عنها كل عناصر الإبداع. ليس التصرف هذا مستغرَبا من قِبل أفراد يكيلون الإبداع بقسطاس الحلال والحرام، ولا يفرقون بين طريقة العيش الشخصية وما يبدعه الخيال.

قصيدة "اليتيمة" التي لا يُعرف لها ناظم مؤكد، وإن رأى البعض أنه دوقلة المنبجي, تعتبر من أروع وأجود قصائد الشعر العربي لمتانة سبكها، وسهولة فهم مقاصدها, حيث تصف جَمال"دعد" من خلال وصف كل جزء من جسدها استهلالاً بقمة رأسها وانتهاءً بأخمصَيْ قدميها. أمام جراءة الماضي هذه جَبُن الحاضر, فتم اجتثاث عدد من أبيات القصيدة خصوصاً تلك التي تصف "منتصف جسد دعد". رغم النعوت التي قد يلصقها البعض بهذه القصيدة سواء تحريم ترديدها أو منع تدريسها أو صبغها بالإباحية الجنسية، فإن ذلك لن يخلع ثوب الإبداع عنها، والذي كان سبباً في هلاك ناظمها.

طريقة التفكير هذه تضيق المنافذ التي تسمح لعموم الفن أن يجتازها, فيقف فن الباليه, مثالاً لا حصراً ,عالقاً على بوابات الشرق، وإن نفذ فإنه، حتماً، سيقع تحت وابل الجدل والسجال، وسيُجرّد من صفة الإبداع ويبقى فناً في نظر فئة من الناس، مثل حال الموسيقى, أيضا، والتي لا ينكر متعقل علومها وفنونها وعذْب ألحانها بمعزل عن أحكام التحليل والتحريم. ليس كل حلال فيه إبداع، ولا كل حرام خالياً منه.
* *إعلامي بقناة العربية
mrnews72@hotmail.com
جمال الدين الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .