العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال باربي الاوكرانية وحلم الدمى البشرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال المنقرض الأفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: السحر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الشجرة الملعونة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال السرنمة (المشي اثناء النوم) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال البحث عن الكنوز المفقودة .. ما بين العلم والسحر (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-01-2008, 11:04 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي تربية بلا أهداف

[FRAME="13 70"]عملية التربية ليست عملية اعتباطية بل هي عملية منظمة مخططة موجهة تقوم الجهة المنوطة بها سواء كانت جهة رسمية أم غير رسمية . وتقوم هذه الجهة بوضع النقاط الأساسية التي تضمن لها تحقيق الهدف المطلوب ..
وإذا كانت عملية التربية عملية تستهدف تشكيل الفرد في إطار الفلسفة التي تتبناها الدولة بما يحقق لها ما ترجوه من أهداف ، فإن هذه الأهداف لابد أن تكون نابعة من طبيعة حاجات المجتمع ولابد أن تكون واضحة بالشكل الذي يمكن معه تقييم نجاحها من عدمه .
المؤسسات التربوية قد تكون رسمية كالدولة وأجهزتها والإعلام ودور العبادة . وقد تكون غير رسمية كالأسرة والأصدقاء والعلاقات التي تنشأ في إطار غير معلن أو غير مقنن بشكل كاف .
وقديمًا كانت الأهداف التربوية وما تزال تعبر عن الواقع الذي تعيشه الدولة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ، وتعبر عن طبيعة توجهات الجهة المنوطة باتخاذ القرارات .
ففي مصر الفرعونية مثلاً كانت التربية تهدف إلى صنع المواطن الإداري ، لذا أولت لعلوم الكتابة اهتمامًا خاصًا لشغل الأعمال (المكتبية) وهذا يعد من الأسباب الأساسية وراء اتسام النظام الإداري المصري بالبيروقراطية بل وكان الهدف في بعض الأحيان صنع المواطن المتدين بحيث يمكن له تقبل الأفكار المختلفة التي تكرس سيطرة الكهنوت على الحكم على أنها جزء من العبادات .
وفي اليونان كانت مدينة" أسبرطة" تهدف إلى تكوين المواطن العسكري الذي يقوم بمهام التوسع في المملكة اليونانية وكان ذلك له أثره على طريقة اختيار المواطنين الذين يتصدون لهذه المهمة..وعمومًا كانت التنشئة تعتمد على أسلوب قريب من أساليب الدول الشيوعية الاشتراكية في اعتمادها على المعسكرات بشكل كبير وصب المجتمع في قوالب جامدة لا تقبل التغير إلا وفق ما تراه الجهة القائمة باتخاذ القرار .
وفي الجارة لأسبرطة كانت أثينا عاصمة الفلسفة والأدب دولة ديمقراطية أخرجت أفلاطون وسقراط وأرسطو تهدف إلى صناعة المواطن الصالح المتسم بسلوك المعرفة والمدافع عن قيم الحق والخير والعدل والجمال ... وهذا كله انعكس على حالة الفوضى نتيجة الانفلات في الحريات .
وفي الصين والهند كانت التربية دينية صرفة تهدف إلى صنع المواطن الزاهد والذي صبغ بصبغة صوفية تتفق مع طبيعة الرؤية التربوية الخاصة بالدولة ..
***
لم يكن الهدف من هذا كله الاستعراض التاريخي ، وإنما يتبين لنا من هذا أن الأهداف التربوية سواء كانت مقبولة أم غير مقبولة كانت مُعلنة ، ووجود الأهداف على هذه الشاكلة من الوضوح يمكّن من معالجتها ومعرفة مدى صحتها أم خطئها .
وعندما نصل إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية نجد أن التربية – من حيث الأهداف- تفتقد إلى العديد من النقاط والتي تضعفها وتجعلها غير قادرة على تحقيق أهدافها ، ومن أبرز أخطاء التربية في الوطن العربي كما ذكر الدكتور محمود قمبر الأستاذ بجامعة الدوحة :
- تغليب الأيديولوجيا .
- عدم وضوح الأهداف .
- تناقض الأهداف .
- الأهداف الشكلية .
- الأهداف المكررة.
- أهداف لا تضطلع بها المؤسسة التربوية.
وسوف أقوم بإذن الله بعرض عينة من هذه الأخطاء من خلال ما تم رصده مما ورد في مواثيق وزراء التربية والتعليم العرب وقد ذكرها هذا الباحث القطري الفذ .
يضاف إلى ذلك مجموعة أخرى من الأخطاء والتي تعبر عن الرؤية المشوشة تجاه عملية التعليم مثل :
- افتقاد الخطاب السياسي لرؤية واضحة عن العملية التعليمية ومخرجاتها والاكتفاء بأفكار مرسلة .
- عدم وضوح مكانة التربية والتعليم على الخريطة السياسية.
- الفصل شبه التام بين العملية التعليمية من ناحية وانعكاساتها التربوية من ناحية أخرى بسبب عدم وضوح الغرض الأساسي من التعليم .
- ما زالت النظرة إلى الفرد على أنه محور العملية التعليمية مفتقدة .
- عدم اشتراك فئات المجتمع المختلفة في صياغة أهداف التربية والتعليم (مركزية السلطة و اتخاذ القرارات).
- عدم اضطلاع مؤسسات المجتمع المدني بتبني مشروعات بديلة أو تكميلية للعملية التعليمية.

لكن وإذا كنا بصدد الحديث عن هذه السلبيات المتعلقة بالأهداف فإن من الضروري الإشارة إلى أكثر من مشكلة نجدها لدينا في المناهج المصرية :
• في الوقت الذي نجد فيه تعريفًا بالأهداف الوجدانية والمهارية والمعرفية التي على المعلم أن يراعيها على هوامش الصفحات وحواشيها في كتب المدرسة ، فإننا لا نجد هدفًا حقيقيًا يمكن للطالب أن يستفيد منه أي أن الطالب والذي ألف الكتاب من أجله هو نفسه يعاني من انقطاع الصلة بينه وبين المؤلفين.
• عدم وجود هدف فضلاً عن وضوحه في فلسفة التدريس . بمعنى أن الطالب لا يعرف لماذا أدرس هذه المواد ؟وما فائدتها .
فمثلاً إذا كان الهدف من تدريس النحو – كما هو معلن- تغذية الطفل أو الطالب بالحد الأدنى من مقومات الثقافة والهوية فإن القائم بعملية وضع المنهج لا يحقق هذا الربط . بل إننا لا نجد سؤالاً بريئًا :" لماذا نتعلم هذه المادة" على صفحات الكتاب.
• تعدد قنوات الاتصال بين الجهة المتخذة للقرار والجهة التنفيذية وعدم الاتصال المباشر مما يؤدي إلى تعدد الوسائط وهذا ا يجعل نقل المعلومة المتعلقة بالهدف التربوي مشوشة ويجعل استقبالها وتنفيذها ومن ثم معالجتها وتقييمها أمرًا صعبًا .
• التعبير عن الأهداف التفصيلية يتخذ في كثير من الأحيان أشكالاً من عدم الوضوح وهذه شأنها عمل ازدواجية مما ينتج عنه فهم المعلومة بشكل خاطئ .
بمعنى : أن القائم بوضع الاختبار قد يهدف إلى قياس قدرة الطالب على التفكير ، وذلك من خلال سؤال يبدأ بالصيغة "اذكر " ولكن نتيجة عدم وضوح دلالات العبارات المستخدمة في الأسئلة يستخدم الصيغة "ناقش " وبين الصيغتين فارق كبير فالأول يهدف إلى مجرد السرد والثاني يهدف إلى الاستنتاج والتحليل والتفسير.. .إلخ والعديد من القدرات الذهنية المختلفة .
هذا مجرد نموذج يجعلنا نسأل وإذا كانت هذه هي الحالة عند القائمين بالتخطيط للمنهج ومستقبل الدولة ممن يتمتعون بالشهادات العليا والكفاءات الرفيعة .. فكيف يا ترى يكون الواقع التربوي عند القطاع العريض من المجتمع والذي تبلغ نسبة الأمية فيه 27% على الأقل ؟ وللحديث بقية بإذن الله.
[/FRAME]
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 09-01-2008 الساعة 04:37 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل  
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .