نبذة عن حياة أبو ايهاب رحمه الله

[الفارس]

بقلم ابو راشد صديق الكريم رحمه الله

[quote]بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
*********************
سأحاول قدر المستطاع أن أبين بعض مآثر أخينا الفقيد رجائي أبو السعود رحمه
الله وأحسن نزله خلال فترة الخمس عشرة سنة التي كان لي شرف العمل برفقته
كل في مجال تخصصه الفني بعد هذه الأدعيه بعون الله.
أللهم يا رحمن الدنيا والآخره إرحم أخانا وحبيبنا ومعلمنا "الحاج رجائي
أبو السعود واغفر له واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء البارد والثلج ونقه من الذنوب والخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس..أللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا... أللهم إن كان محسنا فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عن إسائته... أللهم افتح له أبواب رحمتك وأبواب جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين...أللهم هذا عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوه وأحباؤه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه... كان يشهد أن لا إله إلاّ أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به... أللهم يمّن كتابه وهون حسابه ولين تربه وألهمه حسن الجواب وطيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه.
********************
أيها الإخوة والأخوات الكرام مصابنا جلل بفقد أعز أخ وصديق ومعلم
ووفاء مني لروحه الطاهره لا بد لي إلاّ أن أبين نبذه مختصره عن الراحل العظيم طيب الله ثراه.
- عرفته في أواخر الستينات من القرن الماضي عندما جمعتنا الظروف كمحاضرين فنيين وكان رحمه الله من أكبر مهندسي وخبراء الإلكترونيات ، تخرج
من أرقى الجامعات وأرسل في عدة بعثات دراسيه إلى الخارج، وكان مثالا عظيما للتواضع الذي اشتهر به مع الجميع.
- كان له تأثير كبير على شخصي فقد صقل شخصيتي ودعاني لأداء فريضة الحج برفقته - وما أروعه من رفيق - تلك الرحلة الإيمانيه ستبقى في ذاكرتي حتى آخر يوم في حياتي.
- كان رحمه الله محبا للخير في جميع وجوه الحياة، عطوفا على الفقراء ومحسن كبير ولا أبالغ عندما أقول بأنه يتمتع بأخلاق قل نظيرها ، فكان مثالا رائعا يحتذي به كل من عرفه واختلط به، وكان رحمه الله هادئا ومتواضعا إلى أبعد الحدود لم أسمع منه طوال الخمس عشرة سنه التي عشتها برفقته ، لم أسمع منه كلمة استغابه لأي مخلوق ولم ينم بأحد، خلقه القرآن الكريم، كريم إلى أبعد الحدود حتى يصور إليك أنه غريب زمانه، ويحضرني هنا حادثه عرفتها عنه في وقت متأخر فقد اعتاد في نهاية كل شهر أن يحضر إليه ممثل إحدى الجمعيات الخيريه لجمع التبرعات من المحسنين، وقد اعتاد ذلك الشخص أن يقدم للمتبرع وصولات بقيمة المبالغ المتبرع بها، وكان رحمه الله يأخذ تلك الوصولات
ويقطعها فورا حتى لا تعلم يساره ما قدمت يمينه، والأعجب أنه كان يتبرع مقدما عن المدد التي يتغيبها أثناء إجازته السنويه، وكما سبق وقلت لم أكن أعلم بذلك طوال المدة الطويله التي قضيناها معا - وهي أجمل مده في حياتي - إلا في وقت متأخر جدا وعن طريق طرف آخر وبالصدفه.
رحمك الله يا أحب وأغلى أخ وصديق ما أروع سيرتك ومآثرك وأفضالك علينا بعد الله . وكان رحمه الله يتمتع بهدوء عجيب ملفت للنظر مهما جابه من مصاعب، إيمانه عجيب بالله ورسوله الكريم، لا يخشى بالحق لومة لائم...وهكذا
شاءت الأيام أن تبعدنا عن بعض ولكن لم تنقطع صلتي به رغم بعد المسافات
وكم كان حزني شديدا لأنى حرمت من رؤيته ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رحمك الله يا أطيب من عرفت وجمعني بك مع الحبيب المصطفى في رحاب جناته آمين.
- الفقيد كان عنده ولع وحب عجيبين لزيارة الأراضي المقدسه وأداء الفريضه وحسب معلوماتي كان يشد الرحال لأداء الفريضه والعمره كل عام بلا انقطاع ، وكان مجموع تلك الرحلات - حسب علمي والله أعلم - أربع عشرة رحله، أي حج لبيت الله الحرام أربع عشرة حجه وعمره، وهذا يكفي لنعرف شيئا بسيطا عن تلك الشخصية الإسلامية الرائعه... رحمك الله يا أبا إيهاب.
- هناك قصص أخرى كثيره سأحاول أن أكتبها في مذكراتي عن هذا الإنسان
ذو السيرة العطره، وأكتفي إلى هنا بهذه المقتطفات الموجزه عن سيرة فقيدنا الغالي رجائي أبو السعود رحمه الله وأرجو من الجميع وكل من يقرأ هذا الموضوع أن يقرأوا الفاتحة ويهدوها لروحه الطيبه الطاهره...دمتم جميعا بخير، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.[/QUOTE]

رحمك الله والدنا الحبيب