طلال .. وكنداليزا رايس

[حمود خلف]

قصة واقعية

ما سوف تقرأه في الموضوع هو قصة حقيقية حصلت لكاتب الموضوع وهو
كاتب قدير يدعى أبو نوره ويكتب في أحد المنتديات الأدبية واستاذ في احد
المدارس الثانويه بمنطقة مكه المكرمة ... وكان لي شرف سماع هذه القصة منه
شختك بختك ... جت من بختك
مدخل لا بد منه
كم هي صعبة .. البدايات ؟!
منذ الصيف الماضي وأنا أبحث عن موضوعٍ لأكتبه ..!
أبحث عن شيء لتعاطي هنا .. ولم أجد !
جل ما أملكه .. قابل لدفن ..
وبعضه قابل .. لترميم التسويف ..
وهناك أشياء .. غير قابله .. للاستهلاك الآدمي ..
ففضلت أن احتفظ بها.. ليومٍ ..أشعث .. أغبر ..
يقول صديقي العزيز أبو جابر" المتنبي" :
(( تعجبني الكتابة لأنها .. رخيصة .. التكاليف .. وأنا سئمت تكاليف الحياة ))
فقلت له :
تعجبني الكتابة لأنها بالنسبة لي طوق النجاة .. لتجاوز.. " حقل ألغام " أجبرت على العيش فيه .
"قبل الهاويه "
ألف مبروك لجميع الأبناء الناجحين
تهنئة " متأخرة " كالعادة
وربما " مات آخره " كالعادة أيضاً
" طلال .. وكنداليزا رايس"
.. كل عام وأنت بخير .. " عساكم " من عواده ..
عبارات جميلة شنفت أسماعنا .. خلال العيد
كذلك قالها طلال ..في لقائي به
لم اعرفه في البداية !؟
.. فأخر لقاء به كان .. قبل ست سنوات .. في أحد "الأروقة " ..
فقد اختفت سمرته بـ " لحية كثيفة " .. فزادته بياضا ..
وبعد تبادل التهاني بالعيد ..
سألته :
هل لا زلت طالبا ؟ أم تعمل ؟
فأجابني – كما عهدته مرحا - :
أنا الآن زميل لـ " كونداليزا رايس " !
فضحكت !!
فقال :
أنا الآن أدرس بجامعة " دنفر " بولاية " كولورادو " ..
وهي بالمناسبة نفس الجامعة التي تخرجت منها " كونداليزا رايس " لذا فنحن زميلان !
ثم ذهب طلال بعد أن وعدني بزيارة خاصة بعد إلحاح مني ليكمل لي قصته ..
" لغم "
ذهب طلال ووقفت استجمع قواي فقد أصبت بـ " نيران صديقة " !!
سأخبركم من هو طلال ؟
طلال شاب بالصف الأول ثانوي معيد لثلاث سنوات ..
"قدر الله " عليه .. ونجح من الصف الأول إلى الثاني ..
ودخل" قرعة " هي أشبه ما تكون " بالشختك .. بختك "
مدير مدرسة يمسك بكشف الناجحين من الصف الأول في اجتماع " سري للغاية " ..
ويحاول أن يوزع الأرزاق ..
شرعي .. علمي .. شرعي .. علمي ..
ووقف عند اسم طلال !
طلال طالب مشاغب فاشل ومن الأفضل التخلص منه لكي لا يفسد الطلاب ..
طلال .. علمي .. " وخلنا نفتك منه " ..
طلال يَرفض .. أن " يُرفض " ..
طلال يتمسك بأروقة المدرسة لمدة شهر.. رافضا أن يطرد - وكان آخر لقاء لي به - ..
طلال ينتقل لمدرسة أخرى.. وسط سعادة من مدير المدرسة بنجاح " الخبطة "
طلال يبدأ اكتشاف نفسه من خلال .. " صديق " ..
طلال يجتاز المرحلة الثانوية.. بتقدير امتياز 98%
طلال طالب بجامعة " دنفر " بولاية " كولورادو "
" كانسة ألغام "
- طلال الطالب بجامعة " دنفر " .. هو نفسه الطالب الفاشل المعيد !
- كان مع طلال عشرون طالبا ضحية لتلك " القرعة " السخيفة ..
- لا أعتقد بأن حالهم سيكون أفضل من طلال إيمانا بمقولة " الخير يخص .. والشر يعم !"
- كم خسرنا طلال ذات " قرعة " ؟
- ما لفرق بين " التدجين " .. وتعليمنا ؟!
-
" إضاءة "
إن أول ما يتعلمه الطالب هو :
" إذا كان الكلام من فضة .. فإن السكوت من ذهب "
رشوة مبتدعها استغل فقر الطلاب ..
فدق أول مسمار في نعش الحرية ..