العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال آلهة فاسقة وغريبة تمت عبادتها عبر التاريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال عالم الجنون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال عالم الأقزام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميراث المالى في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال زوجة لوط المتحجرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رد فرية عصماء بنت مروان (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حشرات من الجحيم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال تعددت الأسباب والموت واحد (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-04-2008, 11:35 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي ما وراء الدعوة إلى حوار الأديان

ما وراء الدعوة إلى حوار الأديان



لو قيل لهؤلاء الداعين ، أو المدَّعيـن ، لمّا يسمى حوار الأديـان : تعانوا نفتح حـوارا بينكم وبين شعوبكـم ، إذ هذه الشعـوب المسحوقة تعاني من شتّى أصنـاف الظلم ، والقهر ، والفقر ، وتُعامـل كقطعـان الغنـم ، فلا يُؤخذ رأيها حتى في قضاياها المصـيريّة ، إلاّ في شكليات مثيرة للسخرية تُسمّى مجالس الشورى ، أو الشعب ، أو الأمّة ..إلخ

ويُعبث بثرواتـها ، بل بكرامتـها ، ولا يُسمـح لأحـد أن يتدخـل في مساءلة السلطة ، ولا يتجرأ أن ينتقدها ، كأنَّ القائمين عليها ملائكة نزلوا من السماء ! ولا يجرؤ مفكـّر أن يطالب بحقوق المسحوقيـن ، أو إصلاح النظام السياسي ، أو الأمني أو القضائي ـ وقد امتلأت السجون ببسبب فساد النظـام بالمظلومين حتى خيار الناس ، من علماء ، ومجاهدين ـ ولا يُقـبل إخضاع السلطة لنظام يجعلها محاسبة أمام شعبها في مؤسسات قوتها مستمدة من نظام الدولة ، أو مساءلة القائمين على الحكم عما يفعلوه من نهب ، وسلب ، وظلم ، وكنز أموال يحسدهم عليها قارون ..إلـخ

فستكون المطالبة بهذا الحوار ، من أعظم الإجرام في الأرض ، لايُقبل من المطالب به صرف ، ولاعـدل !

فليت شعري ، ما معنى أن يُمنع الحــوار عن هذه القضايا المصيرية داخل بلادنا ، ويحُظـر طـرح هذه القضايا للنقاش لإنقاذ شعوبنا من بؤسـها ، ويأسها ، ويُجعـل هذا كلُّه حرماً حراماً، وحجراً محجوراَ ،

بينما فجأة يصحو الضمير لتخليص الإنسانية ، خارج أوطننا ، بحوار مع الأديان الأخرى !

ثـمّ تنطلق في حالة من التجلّي الإنساني المفاجىء ، تلك الدعوة إلى حوار الأديان!

لاسيما هنـا جزيرة العرب ، والنفـط !!

فوالله ما تذكرنـا هذه الصحوة إلاّ بصحوة ضميـر البابا بعد ألف عام !!

حينـما اصدر الباب السابق ، وثيقة تبرئة اليهود من " دم المسيح " ، متجاهلا النص الإنجيلي ، الذي أعلن فيه اليهود منذ حوالي ألفي عام أن دم المسيح " دمه علينا وعلى أولادنا " ( متى 27-25)

كما تذكرنـا بصحوة الكنيسة الكاثوليكية عندما عاقبت ـ ولم تقبل حوارا هنا ـ المطران كابة تشي الفلسطيني و" جمدت " نشاطه الكنسي ، والوطني ، نتيجة لطلب "اسرائيل" ، بعد اتهامه بالتعاون مع المقاومة الفلسطينية !

والعجيب من تناقضات هذه القضية أمران :

أحدهـما : أنَّ الداعين يزعمون الحاجة إلى هذا الحوار لتخفيف وطأت الحروب ، بينما المتحاورون من هؤلاء البابوات ، يزعمون أنهم لايُسمح لهم ـ وفق النظام العلماني ـ بالتدخل بالسياسة ! ثـمَّ هذه الحروب التي طــمَّ الغـرب علينا دمارها ـ نحن المسلمين ، كلُّها أصـلا من سياسة الغرب ،

فلعمري .. ما فائدة حوارنا مع هؤلاء البابوات إذن ؟!

والأعجب من هذا ، أنَّ هذه الجيوش الغربية عندما تحتل بلادنا ، تأتي حملات التنصيـر مع الغزاة ، فهؤلاء يقتلون ، وهؤلاء يشربون من دماءنـا ، ثم يقولون لنـا إنه " حوار الأديان" !!

والأمر الثاني : أنَّ أمريكا ، والكيان الصهيوني ـ وهما الراعيان الخبيثان لهذه الدعوة المشبوهـة ـ نراهما يقاطعان أيَّ مؤتمر يُخشى فيه التطرق لعنصرية اليهود ، وإجرامهم ، كما أعلن مؤخـرا عن مقاطعة أمريكا والصهاينة ، مؤتمر ديربان في جنوب أفريقيا أول عام 2009م !

فهنـا لايقبلان الحوار ، كما لايقبل الصهاينة بحوار عن خرافة الهولوكست !!

بينما نطالب نحن بفتح بلادنا ، لمؤتمرات ظاهرها حوار ثقافي ، وحقيقتها قبول إهانة مذلِّـة من جهات دينيـّة تشتمنا ، وتمعن في تشويه ديننا ، وتحتل دولهُــا ، بلادَنـا ، وتقتل أبناءنا ، وتنهب ثرواتنا ، بتحريض ، ودعم لامحدود ، من الذين يحضرون تلك المؤتمرات المشبوهـة ، من قساوسة ، وحاخامات ، أو من بعضهـم !!

هذا .. وإنَّ أمــر هذه المؤتمرات لـم يعد يخفـى على أحـد ، فهـو كما قال أحد المفكرين : " تخفي وراء مظاهر التسامح ، و الرحابة الفكرية البرّاقة ، دعوة عنصرية لفرض ثقافات ، و قيم ، و توجهات الغرب ، على الثقافات الأخرى ، و بالذات على الإسلام بوصفه دينا ، و عقيدة ، و ثقافة ..فإن دعوة التعددية تسوي بين جميع الأطراف الداخلة فيها فلا يصبح هناك حق أو باطل , أو جيد أو رديء..بل الكل سواء طالما أنه دخل في سياق التعددية...و المحصلة النهائية مرة أخرى هي علمنة الإسلام أي نزع القداسة و المنزلة الإلهية عنه..."... مجلــة البيان الأعــداد 100 و 134

فهي دعوات هدفها التمهيد لهذا كلِّه ، ولفتح الطريـق أمـام مشاريع التنصيـر ، الذي يمـرّ عـبر ما يسـمّى التوفيق بين الأديان ، أو الدعوة إلى وحـدة الأديان ،

وهذه الدعوة هي أخـطر ما يراد من شعار حوار الأديان .

وهـي دعوة تنشط وراءها الحركة الصهيونية ، وما يدور في فلكها من الدوائر الماسونية .

وهي دعوة شيطانية يقصد بها : وضـع معان جديدة مناقضة لمعاني القرآن : للكفر ، والإلحاد ، والشرك ، والإيمان ، والإسلام ، والاعتدال ..إلخ وذلك بحجة منع هذه الأسماء الشرعية ، والأحكام المرعية ، من التفريق بين أصحاب الديانات ! ولئلا يوصف اليهود ، والنصارى ، بما وصفهم الله به في القرآن ، بل ليوصفوا بالإيمـان فيؤدي ذلك إلى إزالة العداوة ، فنسخ الجهاد !

كما يقصد بها إيجاد معاني واحـدة بين الأديان ، للسلام ، وحقوق الإنسان ، والمرأة ، والديمقراطية والتعددية ، والحرية ، والسلام العالمي ..إلـخ ، تناقض أحكام القرآن ، وتخالف ما فيه من البيان .

يقول الدكتور المصلح محمد محمد حسين رحمه الله : 'أما التوفيق بين الأديان -بين المسيحية والإسلام على وجه الخصوص - فقد بدأ في العصر الحديث ، باتفاق قسيس إنجليزي اسمه (إسحاق تيلور ) مع الشيخ محمد عبده ،وبعض صحبه في أثناء نفيه بدمشق 1883م على التوحيد بين الدِّينيْن.

ثم ظهرت الدعوة من جديد في السنوات الأخيرة ، حين قام جماعة من المعروفين بميولهم الصهيونية ، بعقد مؤتمر للتأليف بين الإسلام والنصرانية في بيروت 1953م، ثم في الإسكندرية 1954م، وقد كثرت الأقاويل في أهداف هذه الجماعة, وفي مصادر تمويلها, وأصدر الحاج أمين الحسيني بياناً أثبت فيه صلة القائمين على هذه الدعوة بالصهيونية العالمية'الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصـر: 2/319-320.



يتبع ..........
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .