قصيدة :"ما بعد الطوفان"
شعر : وليد صابرشرشير
أمعرفينَ النور يجري من ثنايا الأزمنة ْ (مصر- كفرالشيخ- برج البرلس)
أبداً..لقد طاولتها
وعشقتُ ناساً مؤمنة ْ
*******
سأمت ْ عيوني هول ما أدري أنا
عزلت عيوني مملكاتٍ لا ترى
وسحبتُ ريش الطائر الداجي هنا
أنا ها أنا
قلبي هنا
وشباك بحري ها هيَ
والمملكات الناجية ْ
أو غصن زيتونٍ بمنقار الحمامةِ
بعد طوفانٍ مضى
يا نوح أبصرْ ها هيَ
يا نوح والفتْ ذهنيَ
****ْ
القابضين على العفونة والحجرْ
الناعسين ليوم منهلِّ المطرْ
التاركين الروح في نبض الوترْ
وأخلفوها للخطرْ
***
البحر وشوشنا وألقى غيمةً في
صحن أعيننا
مجَّدَ ريحهُ
يا عاصفة ْ
والشعر في صدري يهبُّ
مع القلوع الراجفة ْ
والزاحفة ْ
ْطُوفان غربان المصيبة قد أتوا
شيطانهمْ
وعلى صواريهم حبال مشانقٍ
أجدولة السب القذرْ
البحرُ يبحرُ..لا أثرْ
دفن الهمام الرأس في ثني الرمالْ
ذكر النعامَ ورأسه تحت الحذاءِبلا بصرْ
يا ممسكين الطرف إن توارخاً
لتأرّخ الغصن النبيل مع الثمرْ
وتكلل النبراتِ تزهو بالجدلْ
عبّارةٌ هذي المياهُ
تشقُّ خلجان العربْ
طوفانها يمشي الهوينى
يخلع الأعصاب من غمدانها
صرختْ هي أوطانها
صرختْ هي تيجانها
ما عاد أمرْ
كلٌّ يهمهم بالسفرْ
كلٌّ فيبكي للقمرْ
وأسوّد الصفحاتِ
حين يسوّدوا
وأبيّض هذا التراثْ
ولأقسمنَّ إنني
رأتِ الحمامة َ عينيَ
فتبسّمت أحلاميَ
ونزلتُ مهلاً في المياه الناعسة ْ
فسمعتُ همس الموج يوزعني اللُّقى
وعلى ظهور الموج أنملة الضياء مورّدة ْ
لا غصن زيتون ٍ بأيدٍ هامدة ْ