هذه أنا ...

[ياسمين]

أنوستي الرقيقة





إن كلماتك أثرت بي كثيرا وهذا يدل على أن منبتك حسن

وأخلاقك رفيعة، أريد أن أسرد لك قصة حفرت بداخلي كثيرا

فعندما كنت بالجامعة في قسم الأدب الإنجليزي، كانت تدرسنا

المسرح مدرسة أمريكية، وكانت إمرأة متقدمة في السن،

إذ كانت هرما في المسرح، فأي ثقافة وأي علم وأدب،

وكنت كلما دخلت حجرة الدرس تتوقف عن الكلام وتفتح

ذراعيها وتناديني بصوت عال، وتقول لقد جاءت my sweet heart هكذا

لتحجز لي مقعدا بقربها، وكأن الكون ساعتهاقد توقف عن الدوران

هكذا كان يخيل إلي





أنا الفتاة التي لم يتجاوز عمري وقتها18 عشرة سنة، كنت

عديمة الخبرة ومعارفي ضئيلة، ورغم ذلك كانت تشعرني

بقربها مني وبأن المسافات بين الأستاذ وتلميذه غير موجودة

فتسألني عن أحوالي أولا وتبقى ممسكة بيدي وهي تسترسل

في حوارها مع الطلبة... هذه السيدة علمتني أشياء كثيرة

من أهمها التواضع في الحياة مهما بلغنا من العلم والمناصب،

لذلك فاليوم أصبحت مدرسة، لكنني لا أمارس طقوس

الأستاذية إن صح التعبير بيني وبين تلامذتي، وبمجرد خلع

وزرة العمل وإغلاق باب الفصل أنسى تماما أنني كنت

مدرسة وأكره التبجح بالألقاب فهذه فرقعات واهية..





ما أريد أن أقوله لك يا إيناس هو أننا كلنا تلاميذ في الحياة،

وصدقيني عندما قرأت كلماتك الرقيقة جعلتينني تلميذة

في مدرستك، لأنك أنطقت الحجر وكنت بارعة ورائعة بكل

المقاييس.

لا أدري إن كنت قد أدركت جوهر ما أريد أن أقوله لك

فانطلقي بقلمك وأبحري في الفضاء الرحب، ستجدينني

في انتظار كتاباتك يا أستاذتي المبدعة

لكن هذه المرة فليكن التواصل بيننا بدون ألقاب

تحياتي إليك