يوم الفراقِ عظيمٌ ليس يحتملُ
يوم الفراقِ عظيمٌ ليس يحتملُ
كأنّهُ النار في الأعضاءِ تَشْتَعِلُ
من شدّة الشّوق باتَ الْقَلْبُ معتكفا
بين النحيبِ وبين الدمعِ ينتقلُ
كانت تُدلّعه بالوصلِ غانيةٌ
سَمْراء في ثغرها الترياقُ والعسلُ
بأيّ حقٍ تُرَى تمضي بلا سببٍ
وكيف عن جنّة الأفراحِ ترتحلُ
كأنها كفرت بالحبِّ واعتزلتْ
أهل الهوى وأنا هيهات نعتزلُ
أنا المريض دوائي ريقُ سيدتي
هِيَ الطبيبُ وهِيْ يا لائمي الأملُ
إني جهرت بما في النفس معترفاً
ولستُ أخشى غشيما راعه الهبلُ
نَعَمْ عَشِقتُ وكان الوصْلُ يُسْحِرُني
أنا الأسيرُ وفي الهجران أُعْتَقَلُ
أنا الذي حيّرَ الدنيا وساكِنَها
واسْتَغْربَتْهُ بناتُ الْعَقْلِ والْمُقَلُ
أنا الْغَريبُ وعيني لمْ تنمْ أبدا
عنْ أمّةٍ مَزّقتْ أوْصالَها الْعِلَلُ
أعيشُ بينَ أناس لا أمان لهم
كأنهم مِنْ أديم الغدْرِ قد جُبِلوا
مثل المجانين لا عقل سيسْعفهمْ
ولا يؤَاخذهم طفلٌ بما فعلوا
من سبّ أحمدَ كانَ الحقدُ سيّده
ضَميره ميّتٌ أودى به الشّللُ
اللهُ صلى على طه وكرّمه
محمّد حاطَ ما جاءتْ بهِ الرّسلُ
ويل امّها فتنة ويل امّ صاحبها
جنتْ على أهلها الأوزار والغِيَلُ
دَعِ الْوصيّةَ أوْ خذها برمّتها
واحفظْ فؤادَكَ قد ماجت بنا النِّحلُ
وامسكْ لسانَكَ تنجُ الْيوم منْ غرقٍ
مذاهبُ السّوءِ أَعْيا أهلَها الخطلُ
اقرأْ ورتّلْ كتاب الله سيّدنا
وقلْ كقولي هداكَ اللهُ يا رَجُلُ
إنّ الوصيّة إنْ كانتْ كما زعموا
فقد أطعت خصيمي الكفرُ والجدلُ
أوْ أن أحمدَ لم يوصيه خالقُهُ
فإنني تابعٌ ما عاشتِ الأبلُ
|