إذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة .. فإن علينا أن لا نستهين بالبدايات الصغيرة .. والمحاولات الصغيرة ..
فلكل عمل بداية .. كما لكل شخص طفولة تزحف على ركبتيها وتتعثر حتى تكبر ..
العمل العظيم لا يمكن أن يولد بحجمه الطبيعي .. ولكنه يتم على مراحل أو أحجام حتى يستوي ويكتمل ..
ومن هنا .. فأي محاولة فكرية أو إبتكارية قد تبدو للوهلة الأولى كما لو كانت عبثاً صبيانياً للتسلية وامتصاص الفراغ .. إلا أن تلك المحاولات ما تلبث أن تنشط خلاياها وتنتشر داخل البنية الأساسية لصاحبها وتحوله الى مبتكر أو الى مفكر أو الى أي شئ آخر اتجه اليه في محاولاته ..
ولو أن الشخص منا عاد بنفسه الى الوراء في إطلالة على ماضيه المبكر وعلى أولى بداياته لأدرك كم موقفاً مضحكاً مر به .. وكم فشلاً ذريعاً إصطدم به .. وكم غمزة هزء.. ولمزة استخفاف صدمت ناظريه .. وأثقلت أذنيه .. وطعنت قلبه ..
ومع هذا فقد استطاع أن يجتاز مرحلة ورحلة الألف ميل .. وأن يقف بقدميه شامخاً في نهاية المطاف مع اصراره واستمراره الذي لا يكل ولا يمل ..
المهم أن تكون قوة إرادتنا أقوى من ضعفنا في .. وثقتنا في النجاح أكبر من تخوفنا وترددنا .. والمهم أيضاً أن لا يصل الغرور الى نفوسنا عندما ننجح .. لأن الغرور مدمر ..
البدايات تعني النهايات .. فلا نهاية لعمل دون بداية .. حتى لو كانت تلك البداية بدائية طفولية إلا انها جادة ومستمرة ..
فمن أراد منا أن يجتاز الطريق الطويل فإن عليه أن يتحرك دون تردد .. وأن يحاول اثبات الخطى حتى لو كانت متدانية لا متدنية .. المهم أن لا تتوقف .. والمهم أيضاً وأكثر أن لا ييأس