غيابٌ عن الأحبة
الغياب.... كلمة تتسع معانيها كلما طالت مسافة السفر
فهل تكفي ورقة واحدة كي تشرح معناها؟
على أية حال هي ورقة واحدة، وأترك لكم أن تملؤوا بقية الأوراق من دفاتر غياباتكم
لستُ أنسى الاحتفال الذي أقاموه لوداعي،...
كان كل شيءٍ فيّ يودعهم، فيكبر فزعي من اتساع المسافة بيني وبينهم!...
\"لا تنسي الرسائل\"... هكذا قالوا، وكان بودّي لو أسطُرَ رسائل كثيرة حينها فأنقل لهم ما لم تستطع عيناي أن توصله لهم...
وعندما اجتزتُ مسافة الغياب تضخّم شعوري بالبعد خلف شطآن السفر...
كتبتُ رسالةً طويلة،... وأخرى لعلّ الأولى لم تصل،... وثالثة فلعل الثانية وصلتْ في ظروفٍ منعَتْهم من الردّ،... ورابعة...
ثم جاء الردّ في بطاقة عيدٍ تقول: \"كل عام وأنتم بخير\"!...
تناثر الياسمين حولي، وفاح عطر الليمون،... وعدتُ إلى الكتابة لهم،... لكن ما من جواب!...
تذكرتُ عباراتهم: \"لا تنسي الرسائل\"!...
نعم... لن أنسى الرسائل، ولن أنسى أيضاً أنكم ستقرؤونها ثم تودِعونها أدراج النسيان!...
أنا وحدي أذكركم، فكل واحدٍ منكم ذكرى تؤنسني... وتوجِعني،... أما أنتم فجمْعٌ واحدٌ تتساند أحاديثكم معاً وتلهيكم عن ردٍّ على كلماتٍ جاءت من بعيد!!!.
|