شــــــــهيدة
شــــــــهيدة
ضاعت ملامحها
بين حبات التراب
وقالت في عتاب
وداعاً للأحباب
لم أنل من حياتي
إلا مماتي
أين الأمان
أيها الإنسان
أين أبي .. أين طفولتي
فرح أمي .. أين عروستي
ها أنا
مثل العطور
تفوح في الهواء
وتُكتب في سطور
قد كانت.. يوماً عطور
فأنا خير ذكرى
لمن يكره الذكرى
تكررت صورتي
في أنحاء مدينتي
أذكر يوم وفاتي
حين ارتفعت أناتي
ثم أرقد في سكون
وأهلي من حولي يصرخون
أنظر إلى أخي
يبكي في عذاب
ليرتوي بدموعه التراب
ويقول له في عتاب
أنا .. ملجأ الأحباب
أشعر بأحضان أمي
وهي تُقلب في جسدي
وتصرخ في أُذني
لعلي
أستيقظ من موتي
ومن وسط العناء
يأتي رجلٌ .. ذو لحية بيضاء
يجفف عني الدماء
ويقول في بكاء
أنتِ فتاة السماء
وساد السكون
وجفت العيون
وانشقت السماء
وخرج منها شرفاء
في ملابس بيضاء
وأخرجوني من جسدي
وقالوا يضحكون
نحنُ مبشرون
فأنتِ في السماء
مع الأنبياء
...
__________________
ما أصعب أن نـُجرح ... من يد لا نحتمل الجرح فيها
|