كان لى يوما صديق كنا نتجاذب اطراف الحديث كلما التقينا
كان مثالا للانفتاح العقلى و الأحترام المتبادل للآخر و سعة الأفق
كنا نتقابل و معنا بعض الاصدقاء نتحادث فى مواضيع كثيرة دينية و سياسية و أدبية
و كم كنا نختلف حول المتنبى و ابو العتاهية
كنت و لا زلت من محبى شعر المتنبى و كان ابو العتاهية الشاعر الزاهد يعجبنى شعره
بعد زهده و توبته و كان دائما هذا الصديق كلما ازعجه أحدنا برأى مخالف يضحك مرددا قول المتنبى
و ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله.... و أخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
و عندما يصل الى هذة النقطة نعلم أنه آن اوان انهاء النقاش فقد بدأ يضيق بنا
فكنا نغير مجرى الحديث
و انتهت ايام الدراسة و ذهب صاحبى لبلد خليجى و عاد بعد سنوات
و عندما سعدنا به و اتفقنا ان نعيد ايام زمان حيث كنا نتجاذب اطراف الحديث
و ذهبنا اليه مهنئين بالعودة و يا ليتنا لم نقابله
اطلق لحيته و لبس ذلك الجلباب القصير و تجهم وجهه
و كل شئ اصبح حراما بالنسبة له
فكلما تناقشنا فى شئ اسرع محذرا ايانا من الكفر و الشرك
فلو اردت زيارة المقابر فأنت مشرك و لو صليت فى مسجد بجواره قبر حتى لو كان بينه و بينه امتار عديدة
فلن تقبل صلاتك و كل حجاب غير النقاب هو انحلال و كل كلام غير القرآن من اساطير الاولين
حتى الشعر فأنه صار منكرا من القول و زورا
كل من ليس على طريقته مخطئ و كل من لا يسير بهديه ضال
و كان دائما يردد هكذا كان السلف و هكذا هم السلفيون
حتى صلاة الجنازة مات لنا جار و كان هو موجود و قدمه الناس للصلاة لصلته بالميت
فصلى بالناس اربع تكبيرات و فى الرابعة سلم مباشرة فانكر الناس عليه ذلك
و قالوا له نحن نصلى باربع تكبيرات نقول فى الأولى الفاتحة و بعد الثانية نصف التشهد كما يقال فى الصلاة و الثالثة الدعاء للميت و الرابعة الدعاء للمصلى و لسائر المسلمين
هكذا نصلى صلاة الجنازة منذ ولدنا و هكذا يصليها البلد كله بل و القطر كله
و عندما ناقشته فى الموضوع قال هكذا يصلون فى البلد الذى اقيم فيه و هم الأصح
قلت له الا تعلم ان كل بلد له مذهبه الفقهى الذى يسير عليه و عندما تخالف المذهب بدون تنبيه
فهذا يصيب الناس بالبلبلة فقد كان الأولى بك ان تنبه الناس لطريقة صلاتك بدلا من تسبب كل هذا الامتعاض.. و لكنه ضاق بكلامى جداااا
فقلت له يا ليتك لم تذهب الى هناك
هذا ما أخذه صديقى عن السلف
تجهم وجه و ضيق افق و تكفير للآخر و عناد و تشبث