العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميراث المالى في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال زوجة لوط المتحجرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رد فرية عصماء بنت مروان (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حشرات من الجحيم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال تعددت الأسباب والموت واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قميص نومك الناصع الحمـَار (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الاسم فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-01-2009, 01:29 AM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Post بقايا أشلاء من نبض ذاكرة مكلومة


كلما غلبني الحزن واشتد بي الكرب عصفت بي كلمات هذه القصيدة

لا أدري ما سبب تعلقي بها، لقد سكنتني واحتلت أعماق أعماقي منذ لحظة

لقائنا الأول عام ١٠ ـ ٢ ـ ١٩٨٥ .

أدركت حينها أنها لن تغادرني أبدا؛ لأن كل حرف من حروفها يضرب في أعماق

ذاكرة مثخنة بجراح أمة...لا أستطيع الانفلات

من قبضتها، فغداة كل ضربة جديدة ينفتح الجرح فأجدها تدعوني

لقراءة تحيي بداخلي مرارة الحروب والهزيمة ...لكم أرهقتني.

لكنني قررت هذه المرة أن أدعوكم لقراءتها معي ما دام حزننا مشتركا وهمنا واحدا.






الباشق

شعر: طه محمد علي



ـ ١ ـ

إذا استطعت يا حزن

يوما

أن أتحرر منك ...

فأني سأشعر

حتما،

بغبطة المنتحر...

وهو يتحرر من تبعاته.

وافترض...

أنني انطلقت منك

فجأة؛

انطلاق أسراب الصدى

من حقولنا وجماجمنا

فما الذي سيحدث؟؟

ما الذي يحدث

لو تمكنت من التخلي عنك

الآن؟؟

... هبني خرجت منك

في هذه اللحظة

خروج السكير

من الحانة...

فما الذي سأخسره؟؟

يكفيني أنني لن أحزن

بعد:

لن أحزن حين يأتي الشتاء

ولن أحزن حين يذهب الشتاء

لن أحزن عندما يجيء الصيف

ولن أحزن عندما يرحل الصيف

لن يحزنني تشرد الأنهر

ولن تحزنني غربة الطيور،

حتى الأزهار

نفسها

لن تثير بي

لا ألوانا مبهمة من الأسى

ولا صنوفا غامضة من الحزن.


ـ ٢ ـ

أيتها الطيور؛

أيتها الأزهار

وأنت يانهر

بعد أن يتخلى حزني عنكم؛

لن تكون الأنهر أنهرا

ولا الطيور طيورا!!

حتى الأزهار

ذاتها

ستكف عن أن تكون أزهارا

سيمسي النهر

دون حزني

مجرد دماء.

والزهر سيمسي

محض نبت

دون أساي.

الطير بعدي

سيدركها الليل

وتموت.

والطيور التي ستبقى

بعد حنيني

وخلف وحدتي:

بوما هنا؛

وأغربة هناك؛

هي ليست طيورا

ولا هي عصافير!!

إذ..ما الطير

بلا ذكرياتي؟؟

ما الطير بلا شوقي

وما الصراخ؟؟

ما الطير خارج حرقتي؟؟

العصافير بلا حزني

غابة مناقير

واجمة مخالب.

العصافير بلا حزني

كتل دموية

لا يظلها ريش

إلا....

لتلاحقها الأفاعي

ولا يكسوها زغب

هش رقيق

كغلالة الرمال

إلا...

لا غواء البزاة

واجتذاب الصيادين.

ـ ٣ ـ

ومع ذلك

فالذي يتراءى لي

أنني فعلا

سأتخلص منك!

سأتخلى عنك أخيرا

وأرتاح.

...أتخلى عنك

لأول مرة

سأغادرك

كما يغادر القرصان قاربه

لكنني لن أدفنك

في رمال الشاطئ

كما يدفن لصوص البحر

نقودهم وأقراطهم

لتنهبك الثعالب

فأنا لن أعود إليك.

ـ ٤ ـ

ولكن...

بربك أيها الحزن

قبل أن نفترق

لي عندك رجاء!!

قبل أن ترحل

كمن رحلوا...

لي لديك طلب.

فأنا أخشى ألا أراك

بعد أن أودعك.

أنا في الوداع

أعجوبة!!

أنا لم أودع شيئا

من أشياء الدنيا

إلا فقدته

إلى الأبد!!

ولم أمدد يدي

بالوداع لمخلوق

إلا تمنيت

عبثا

ألا أموت قبل أن أراه

ـ ٥ ـ

أريدك يا حزن

أن تكشف لي عن أمر

يحيرني!!

لن أسألك

كيف قيض لك

أن تذبحني

على هذا النحو

لن أسألك

ما الغاية

من جعلي هكذا:

أنهار كالممالك

وأتصدع كجدران البراكين؟؟

لن أطلب إليك

أن تفسر لي هدفك

من جعلي هكذا

أتبدد كالسحب

وأتساقط

كملامح النسور؟؟

...أمور كهذه

لاشك تعنيني

لكنني أدمنتها فلأدعها الآن تغفو

مثلما يغفو الخوف

أحيانا

وكما تغفو البذور.

ـ٦ ـ

أنا أيضا..

لن أسألك

من أين جئت

ولا كيف تهيأت لي

أو أين وجهتك؟؟

فقد تعقبتك

مرارا

وأنت غافل

كقصاص بدوي

تتبعت خطاك

فقدتني دوما

إلي هناك...

إلي المكان نفسه

إلي الزمان ذاته

وإلي الينابيع إياها.

ـ ٧ ـ

أنا حتى...

لن أسألك

متى؟

أين؟

أو كيف بدأت

تستقر على راحتي

هكذا؟؟

باشقا أليفا...

ذاكرته مموجة

كبكاء البحارة؛

جناحاه

في الليل

خنجران أزرقان

عيناه حبيبان

وجفناه زنادان أخضران

يتوسلان!!؟؟

ـ ٨ ـ

ما يحيرني

يا حزني

أنك أكبر مني

أعمق من يقظتي

وأكثر بعدا

من كل أحلامي.

بصماتك أشد تعقيدا

من هويتي

ووجهك صحاري

فضفاضة

يضيق بها الدرب

وتلفظها المواني...

ما يحيرني

أنك أكبر من يومي

أكبر من أمسي

وأكبر من غدي.

ـ ٩ ـ

في طفولتي

يا حزن

رأيت عصفورا

تطارده أفعى.

العصفور كان قعيدا

خلفه السرب

والخوف الذي شاهدته

يتفجر في عينيه

وهو يحاول الفرار؛

لا يمكنني أن أنساه؛

غابات، وأقمار، وبحيرات

مناف، جداول

ومروج لا يحدها البصر،

كلها كانت

تتكدس على عنقه وتنهار

بسرعة البرق

من شدة الهلع.

مذابح ومدن

كانت تتجمع في نظراته

بسرعة مذهلة...

وهناك تحترق رعبا

وتتناثر على ريشه

وصوته وقدميه.

هلع ذاك العصفور

لا يمكن أن يكون

خوف عصفور واحد.

خوف ذلك العصفور

يا حزن؛

لا يفهم إلا أن يكون

خوف السرب

بأكمله.

ـ ١٠ ـ

يحيرني يا حزن

أنك في معظم الأحيان

تختلط علي

ولا أعرفك.

فلكم أنكرتك

لكم تنازعتني فيك الشكوك

ساعة تصطف الأمسيات

والطيور والأشجار

في طوابير بعيدة

تحاذي الأفق

كل ينتظر حظه منك

انتظار المنكوبين للعون

أيام الكوارث؟؟

لكم أنكرتك

وأنا أتصفح أثرك

حائرا بك

مترددا بأمرك

اقلب بقايا عشك

كما تقلب بقايا المخطوطات!!

أأنت حزني الشخصي؟؟

أأنت حقا

حزن شخص واحد؟؟

أيعقل أنك حزني لوحدي

وأنا لا أفهمك

إلا أن تكون حزنا مطاردا

تتعقبه الحنش

وتتربص به الحراب؟؟

أأستطيع أن أتخلى عنك

وأنا لا أعيك

إلا أن تكون حزنا ممنوعا

أودعه الجيل الذي

أوصاني به

وأتمنني عليه؟؟

ـ ١١ ـ

أغلب الظن

يا حزن...

أنك لست حزني لوحدي!!

وما دمت حزني وحزنهم

فكيف يمكنني

أن أتصرف بك

لوحدي!!؟؟




اللهم انصر إخواننا في غزة




__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 10-01-2009 الساعة 01:40 AM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .