لا عزاء

[أحمد السلامونى]

لا عــــز ا ء
شعر : أحمد السلامونى


(1)
يميـنُ اللهِ يـا "غَــزَّهْ" لأنتِ عزَّتِــى الكُبـْرَى
وأنتِ قــدسُ أمْجَـادِى إليـكِ القلبُ قـدْ أسْـرَى
وأنتِ سـدْرةُ العشْــقِ ونحْـنُ كلُّنـا أسْــرَى
وأنتِ جَبـْـرُ أفئــدةٍ بَكَتْ هَوْنـاً ، شَكَتْ كَسْرَا
(2)
أيا أختــاً لِبيْــروتٍ لشاتيـلا وفـى صابْـرَا
أيـا أختـاً لبغْـــدادٍ وللقُـدْسِ وللنَّـاصِْــرَا
خفافيــشٌ لصهيــونٍ رمَوْا أحقادَهـمْ جَمْـرَا
من الجوِّ وفـى الأرضِ بِنـارٍ فَحَّمَـتْ بحْــرَا
مـن الأعـداءِ والخـلِّ جُرِعْتِ الحِقْـدَ والغْـدْرَا
سمـاءٌ تُمطـرُ نــارَا وأرضٌ تُنْبِتُ القبـــرَا
ودورٌ بُعْثِـرَتْ عِـهْنَـا هَبَــاءً بُـثَّ وانْـذَرَّا
فَمِنْها السُّحْبُ قدْ حَمَلَتْ مَنَايَا ، قَـدْ هَمَتْ قَطْـرَا
وَيرْمِـى القَطْـرُ أشلاءً رؤوساً ، أذرُعـاً ، صَدرَا
(3)
هُنَـا أقــدامُ أطفـالٍ فَـكَمْ جابُـوا بها البْدرَا
هُنَـا كَـفٌّ لِريْحـانـهْ وكَـانَتْ تَغْـزِلُ السِّحْرَا
وعينٌ كالدُّجى المُسْمَـلْ وكانتْ تُزهــرُ الفَجْـرَا
بَقَـايَـا طِفلـةٍ تَعْلَـقْ بِــأُمِّ شُطِّـرَتْ شَطْـرَا
خرابٌ قـد حْـوَى جِيفـاً تهـز المــوت والصَّخْـرَا
كَـلابٌ جُــوعُهَـا قَسَّـى قُلُـوبـاً تَسْحَــقُ الْحَجَـرَا
(4)
وتَفْـرِى النُّـوبُ أَشْــلاءً لأَحْشَـاءٍ غَــدَتْ قَبْــرَا
فــلا عـزَّى ولا صلَّـى سـوَى دَمْـعٍ رَوَى النَّحْـرَا
دِمَـاءٌ فُجِّـرَتْ فيْضَـا وشَقَّـتْ فى الفَضَا بَحْـرَا
وصَارَ المـوتُ شُطْآنَـا وعُمـرُ الأبريَا المجـرَى
علـى شُطْـآنِ دُنْيَـانَـا وَقَفْنَـا نُبْحِــرُ النَّظَـرَا
تَئِـنُّ تِلْكُــمُ الثَّكْـلَـى فَأعْطَيْنَـا لَهَـا الظَّهْـرَا
وَأَدْنَـا الشَمْسَ والنَّخْوَهْ زَهِـدْنا الكَـرَّ والفَــرَّا
(5)
دعَوْنــا كـلَّ رُعْيَـانٍ لِجَمْـعِ شََمْـل ما شَـذَرَا
نُلَبِّـى الجُرْحَ فى غَـزَّهْ خِفَـافـاً نَنْفِــرُ نَفْـرَا
فَكَـانَ الْخُلْفُ وَحْدَتَهُمْ وَكَــانَتْ وحدةً شَــرَّا
فكَانُـوا عَـوْنَ أعْـداءٍ بِصَمتٍ يَفْضَـحُ السِّــرَّا
بمـاذا الـردُّ فـى يـومٍ جُمِعْنـا كُلُّنَـا حَشْــرَا
وَفِيـهِ غَــزَّةُ تزْهُــو بِمَـنْ عاشَ الفَنَا العَطِـرا
بِمَـنْ يَهْـواها فرْدوساً وقـدَّمَ عُمْـرَهُ المَهْــرَا
وتُخْـزِى مَنْ لَها أعطَى بِيَـوْمِ العُسْـرةِ الدُّبُـرَا
(6)
يميــنُ اللـهِ يا غــزَّهْ لأنتِ العــزةُ الكُبْــرَى
وفـى أفـقِ الدِّمَـا تعلُـو طيـورٌ تَحْمِـلُ النصــرا
وفيـكِ نشْهَــدُ الْــوِزْرَ وفيـكِ نشْهَــدُ الفخْــرا
وفيـكِ نشْهَــدُ الكَسْــرا وفيـكِ نشْهَــدُ الجَبْــرا

شعر : أحمد السلامونى