المنطق في هذا الموضوع هو منطق قومي متعصب لا علاقة له بالإسلام. فالحديث كله يدور عن الفرس وحقدهم التاريخي.
إن هذا المنطق هو خطأ شرعي بل انتهاك لمبدأ الإسلام الذي لا يفرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى.
الفرس قدموا عبر تاريخ الإسلام ألوف الشخصيات العظيمة التي بنت هذا البنيان الإسلامي العظيم. بل كانت إيران قلب الحضارة الإسلامية وساهمت في نشر الإسلام بل أكثر من ذلك: ما لا يعرفه السطحيون أن الفرس بالذات كانوا خط الدفاع العنيد للموقف السني في وجه الباطنية الشيعية الإسماعيلية على أيام نظام الملك وعالمه العظيم الغزالي رحمه الله. ولم تتشيع إيران إلا في القرون القليلة الأخيرة. ومن الخطأ الفادح الشائع الدمج بين الشيعة والفرس.
والموقف السياسي والمذهبي الحالي لا يجعلنا نحول السياسة أو الموقف العقدي المذهبي إلى موقف قومي فأنا أيضا لا أجهل أن هناك موقفا قوميا فارسيا متعصبا وثمة محاولة لاستثمار الشيعة في العالم كاحتياطي لموقف قومي فارسي ويجب الوقوف ضده لكن هذا شيء والتهجم على الفرس بحكم كونهم فرسا هو شيء آخر. هذا الأخير هو موقف جاهلي لا يمت للإسلام بصلة.
نكون ضد السياسة الإيرانية أو ضد المذهب الشيعي لكننا لا نشتم الفرس ونقصيهم من الإسلام منذ بداية التاريخ فهذا موقف لا إسلامي بل هو ببساطة موقف قومي شوفيني متعصب يقف ضد الإسلام.
ومن المثير للسخرية يقظةأنظمتنا في الخليج القومية العربية عندما دعتهم أمريكا لذلك وقد حاربوا طويلا القومية العربية حين كانت لا تروق للعم سام.
|
النمط المتطور