27-05-2009, 07:25 PM
|
#1
|
قـوس المـطر
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
|
حضــارة الإنســان
حضــارة الإنســان
إن عمر الإنسان الحديث على ظهرهذا الكوكب يتجاوز 10 – 40 ألف عام رغم أن عمر الأرض كما يدعى العلماء أربعة ونصف البليون من الاعوام .. لا يعنينا علم ما قبل الحضارة والإنسان .. قد يكون عمره ضاربا فى أعماق التاريخ أكثر ، إنما بداية إدراكه لأهمية المجتمع قد تكون بدأت منذ هذا الوقت ولو فى تجمعات صغيرة .. ربما يكون قد عرف هذا اللون من الطبيعة وعالم الحيوان والطير .. وربما يكون قد لمس بنفسه فائدة المجتمع فى الصيد والزراعة والحماية .. بعد أن أمضى حياته وحيدا بين الكهوف مقلدا جدرانها رسوما هى اليوم كنز لا يقدر بثمن .. وامتد عصر الأسلحة الحجرية آلاف السنين ليتبعه عصر الزراعة الذى بدأ فى منتصف الالفية السادسة قبل الميلاد ..
ومنذ هذا العصر السحيق بدأت تنمو هذه المجتمعات الصغيرة لتنشىء مجتمعات أكبر .. وبدأت هذه المجتمعات فى التوسع من حولها ويكون لها كيان إقتصادى وعسكرى منظم للغاية ..
ومن هنا .. بدأت أولى الحضارات الإنسانية ..
لكننا وحتى يومنا هذا لم نجد تعريفا دقيقا لمفهوم "حضارة" ..
ففى اللحظة التى بدأت ابحث عن معناها اللغوى بأكثر من لغة أدركت حقيقة هامة .. إنها ليست لفظة لغوية .. إنها معنى وإحساس وفكر ومشاعر وأشياء أخرى كثيرة لا ترتبط بالكلمة نفسها أو مرادفاتها فى أى لغة من لغات الإنسان ..
عرف تاريخ البشرية الكثير من الحضارات .. بعضها مرّ كومضة الضوء وبعضها لا يزال له تأثير فى ثقافة اليوم .. لكن مفهوم حضارة نستطيع أن نقسمه بشكل مبسط إلى ثلاثة اقسام :
جانب مادى – جانب عسكرى – جانب أخلاقى واجتماعى
حضارة مادية تنبعث من تقدم علمى وإقتصادى مذهل وبناء وعمران مختلف ومميز ..
جانب عسكرى تبسط فيه هذه الحضارة نفوذها على من حولها من الأمم ..
جانب أخلاقى واجتماعى فى سن التشريعات والقوانين ومبادىء السلم والحرب وأسس الحياة الإجتماعية وقد يكون منبعها دين جديد أو إحياء لدين قديم أو ثورة إجتماعية ..
سنمضى فى عرض غير مرتب لحضارة الإنسان على ظهر هذا الكوكب وصولا إلى حضارة اليوم .. ولا شك سيتضح لنا من المقارنات كلها حقيقة واحدة ..
من بين هذه الحضارات كلها برزت حضارة واحدة بشكل مميز ولا تزال آثارها لليوم كما هى بالأمس .. إنها حضارة الإسلام .. وإنها حين تخلفت عن ركب الحضارات الأخرى فى فترة ما من فترات التاريخ (مرات قديما أو الآن) فإن تخلفها هذا يكون ماديا لا فكريا .. فى حين أن تخلف كل حضارة غيرها يكون فكريا .. ولهذا السبب فهى قادرة على النهوض من جديد مرات ومرات عبر هذا التاريخ .. فى حين أن كل حضارة غيرها لها سطوع وغروب واحد ..
يُتبع ..
|
|
|