07-06-2009, 11:11 PM
|
#13
|
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد
حين قرأت ردود أختي ياسمين سررت لاكتشافي أن هناك عندنا من يدافع عن الكتاب والقراءة، ولكني أختلف قليلاً مع ما بدا لي من أنها تظن أن الأمر كان قبل عصر الإنترنيت مختلفاً عما هو عليه الآن. وفي الحقيقة يا أختي الكريمة عادة القراءة عندنا عادة غير موجودة إلا عند قلة قليلة جداً نسبتها لعلها لا تصل الواحد بالمائة، والإنترنيت لعلم الإخوة لا يستعمل عندنا غالباً حتى في الحصول من غوغل على معلومات للصقها، بل هو يستعمل لشتى الأغراض الفارغة من أغان و"شات" سخيف لا هدف له وأفلام وما شابه ذلك.
وشكراً لأبي طه.
|
أخي البدوي الشارد
مما لاشك فيه أن معضلة القراءة في العالم العربي بشكل عام
حقيقة لا يمكن إنكارها. وعندما أتحدث هنا عن إعادة سلطة الكتاب فلا
أقصد بتاتا أن القراءة متأصلة في أوساطنا الاجتماعية؛ إذ كما هو شائع
فإن نسبة القراءة لدينا ضعيفة ومتفاوتة من بلد لآخر إن لم نقل تكاد
تكون شبه منعدمة!!
لكن أقول أن ظهور الأنترنت زاد من حدة هذا الوضع تفاقما وتقلصت
عدد الساعات التي كان يقضيها الطفل بالأمس في قراءة كتاب أو
تصفح قصة..وأذكر أن بداية تأسيس علاقة الطفل بالكتاب كانت
تبدأ في أولى مراحل صباه حيث تحرص الجدة أو الأم على تلاوة
قصة شيقة لعنترة بن شداد أو " حديدان " ...بمعنى أن الطفل لا يصل
إلى المدرسة إلا ويكون لديه مخزون غني وتنمى لديه خيال خصب
يمهدان له الطريق بيسر للتعامل مع محتويات الكتاب المدرسي ..
يمكنني أن أقو ل أن طفل الأمس أكثر قربا من الكتاب
وأقوى احتكاكا به وأكثر انفعالا وتجاوبا مع مضامين
النصوص..يمتلك المقدرة على الإبحار في النص ويستطيع أن يخلق
صورا جديدة من وحي خياله ..وهذا ما رميت إليه بسلطة الكتاب
الذي كان يحتل البؤرة الأساسية في تعلم الطفل ..وأذكر أن نجاحي
من سنة لأخرى كان يكلل بهديتين وهما عبارة عن كتابين واحد
لي والآخر لأختي، وكنا نحرص على جمع الكتب وحفظها في مكان
أمين ..كانت بالنسبة إلينا كنزا ثمينا ..وهذا ما قصدته أيضا بسلطة
الكتاب كقيمة في حياة الإنسان..لهذا لا تسل عن الفرحة التي كانت
تغمر قلوبنا داخل الفصل حينما يطلب منا المدرس كتابة موضوع ما
حيث تجد جميع المتعلمين يتفننون في انتقاء العبارات الجميلة وكتابة
الموضوع وإعادة صياغته كي نخرجه في أبهى حلة ..هذه الأمور
التي تحدثت عنها لم تعد موجودة لأن علاقة الطفل بالكتاب أصبحت
سطحية جدا وعندما أنتقي كتبا للتلاميذ كتلك التي كنت أطلع عليها وأنا
صغيرة، فاجأني معظمهم بالقول أنها طويلة !! أو أنه غير قادر على
فهم محتواها أو نعت أحدهم بأنه كتاب ممل...طبعا لأنهم يفتقدون
لذة القراءة.
ومعظم الأطفال ينفقون أوقاتهم في الألعاب عبر النت ....
وإن طلب منهم عمل لإنجازه اكتفوا بالنقل واللصق..
وشتان ما بين جيل اليوم والأمس ..ومن هنا أقول أعيدوا للكتاب
سلطته كما كان عليه الحال في السابق..وإذا كنا نمتلك بالأمس
نسبة واحد بالمائة من فئة الطبقة التي كانت تقرأ،فاليوم يمكن
عد هذه النسبة على رؤوس أصابع اليد فحسب..
إن عملية التكوين لا يمكن أن تتم بمعزل عن القراءة ولا بديل عن
الكتاب لتنمية العقل وفهم الحياة..لهذا كان الخطاب القرآني جليا
وموجها لأولي الألباب .
قال تعالى في محكم تنزيله : " اقرأ باسم ربك الذي خلق ،
خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربك الأكرم ، الذي علم
بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم " صدق الله العظيم
تحياتي وخالص مودتي
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|