وجادلهم بالتى هى أحسن

[آمال البرعى]

سؤالى ... هل تمتلك من الوعى واللياقة الأدبية مايؤهلك لإقامة حوار حضارى ناضج وواع ... لامجال للمزايدة او المناورة تحت لواء الدين فيه
فقد فوجئنا مؤخراً على شاشات الفضائيات والصحف ومختلف الوسائل بمن يشن حرباً من الإتهامات الغير مسئولة والمشككة فى نوايا البعض بل والأدهى فيما يمس عقيدتهم وإيمانهم دون أدنى مسئولية أخلاقية ومراعاة للقيم الإنسانية فى التواصل المحترم ....
دون العلم أنه ليس هناك مجال للمزايدة بإسم الدين ... وليس لك ان تفرض وصايتك الفكرية
على أحد مدعياً أنك الناصح الأمين ... فمن أين لك بالأفضلية عليه وكيف نصبت نفسك كذلك .... إذن ليس هناك مجال للإتهام العشوائى ... فالمزايدة بالدين سلاح قد ينقلب للضد ....... فالدين والعقيدة هى القيمة الإيجابية للتعاملات الأخلاقية الراقية ... وليست سهام غدر تطلق هنا وهناك
وأتساءل لما أصبح الدين شعاراً نتخفى ورائه كسلاح للمهاجمة ... أسأل وأنا أعلم الإجابة ... إستخدامك لهذا دليل ضعف وليس قوة فأنت تدرك تماماً ماهية العزف على ذاك الوتر العاطفى الدينى الذى إذا ماعارضك أو ناقشك فيه أحد فهو حتماً زنديق ... فهو بذلك ليس ضدك ولكن ضد الدين ويعد من الهالكين ... ضامناً التبعية العمياء من الأخرين
وهذه هى الرؤية التى تعتمد عليها ويتبعك فيها المهللين .... قد تظن ذلك ذكاءاً منك ولكن للأسف هو قمة الغباء .... فالله جلت قدرته لم يعط رسوله حق إكراه الناس أو التعدى على حرياتهم على كل المستويات فقط كان الناصح الأمين
( وجادلهم بالتى هى أحسن ) ( وادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) هذه هى القيمة الفعلية لأدب التحاور التى لقنها رب العزة لرسوله .... لا التطاول أو الإتهام الباطل
أما الهمز واللمز هو ماحرمه الله بالحق لمن يدركون حقيقة دينهم أو كانوا يفقهون ..... الدين سادتى شرع الله فى أرضه ولا يجب الزج به فى متاهات الغفلة وسوء الظن بالأخرين ... ومناصبة العداء مع الأشقاء
وأخيراً لك أن تعرف أنت ليس بالأفضل إلا برقيك وإحترامك للأخر
أعتقد فى ظل الموقف ... وفى ظل الحرية المسئولة والمساحة المطروحة فى هذا الصرح الثقافى
يجدر بنا طرح هذا الموضوع على مائدة الحوار

تقديرى وإحترامى
آمال البرعى



__________________