أردنُ يا موطنَ الأشراف ِ والحسبِ [! وباعثَ المجدَ في التاريخ والكتبِ!]
أنت المنار إذا الدنيا بنا عصفـتْ [! بالروح تفدى وبالأنجال والذهـبِ!]
فيك المكارمُ ما زالتْ منابعُهَــا [! فيضٌ يغذي ديارَ العُجْمِ والعـربِ!]
لله درك كم كانت لكـــم دررٌ [! غنَّى بها الشعرُ في بحرٍ من الخُطَبِ!]
قدمتَ فخراً لكلِّ العرْبِ تضحيةً [! حين استفاقوا على داجٍ من السحـبِ!]
تحمي العروبةَ إن حلّتْ مصائبها [! ولا تعانـي من الأوصابِ والتعـبِ!]
أشرقتَ في زمنٍ هيهاتَ نعلمـهُ [! حين ارتقيتَ فويقَ المزنِ والشهـبِ!]
أنت العرينُ لمَنْ دنيا بهم عصفتْ [! من حلَّ فيه تناسى علةَ الوصــبِ!]
أردنُ مهلاً فأنتَ الروحُ في بدني [! وأنت شمسٌ أضاءت داجي العبـبِ!]
تشفي العليلَ بإحسانٍ ومرحمـةٍ [! وترسمُ المجدَ في أُنسٍ من الطـربِ!]
يا أيها الوطنُ المأمونُ جانبُـهُ [! نلتَ المكارمَ في عالٍ من الرتــبِ!]
إن صابَ صدعٌ رُبا عرْبٍ وقفتَ له [! كالليثِ يزأر في سطوٍ وفي غضـبِ!]
أفديك روحي فداءً لا أضنُ بها [! يا من تربعتَ في الأحداقِ والهـدبِ!]
في كل نادٍ هتفتُ الشعرَ يا وطني [! إلا اتخذتك نبراســــاً إلى الأدبِ!]
يا من ركبت ذرا الأخطارِ معتزماً [! نيلَ المكـارمِ في كفٍّ من اللهــبِ!]
ما أنت إلا عظيمُ الشأنِ في زمنٍ [! فيه الحقائــقُ قد آلتْ إلى الكـِذبِ!]
فأنتَ أولى بأنْ ترقى على فلكٍ [! بدراً لعمــري بلا شكٍ ولا ريـبِ!]
وكيف تخشى ذئاباً أنت جاعلهم [! يومَ المعـاركِ أشلاءً من العطــبِ!]
فأنت سيفٌ شديدُ الفتكِ مضربُهُ [! وسيفُ غيرك مصنوعٌ من الخشـبِ!]
بل أنتَ في الحقِّ لم تنطق بمنديةٍ [! وأنت دوماً معينُ الحقِّ والصحــبِ!]
فلتبقَ يا موطنَ الأشراف في صعد [! والآخرون وشرُّ الإفكِ في صبــبِِ!]
إنْ أجرع المرَّ في الأردن عاذلتي [! خلتُ الشرابَ مضاقاً من جنى العنبِ!]
فالشوك وردٌ بدارٍ طابَ مسكنها [! والشهدُ مرٌّ بدارٍ لم تكـنْ طلبــي!]
أردننا أولاً في القلبِ أحضنـُهُ [! إنْ غبتُ عنه فعنْ جفنيَّ لم يغـبِ!]
بَجَّلتُ مَنْ جعلَ الأردنَ قافيـةً [! تحيي المسامعَ بالتصميــم لا اللعبِ!]
فأنت أحرى بأن تبقى منارَ غدٍ [! وتبعثَ المجدَ في الأفراح واللجــبِ!]
فالعُرْبُ دونك لا روحٌ ولا بدنٌ [ لولا سيوفُكَ ما قامــوا على التُّرُبِ!]