يتكلم بعضهم عن النص وكأنه في مسائل الزواج بين الكبير والصغيرة موجود وقطعي الدلالة والثبوت.
وفي الحديث "
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : تزوجت ؟ قلت : نعم ، قال بكرا أم ثيبا ؟ قلت : بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت : إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس .
رواه البخاري ( 1991 ) ومسلم ( 715 ) . "
فالنبي عليه الصلاة والسلام نصح الشاب جابرا رضي الله عنه أن يتزوج من بكر صغيرة من سنه لكن جابرا راعى وضع عائلته فتركه النبي عليه الصلاة والسلام.
والاستشهاد بزواج النبي عليه الصلاة والسلام من عائشة لا يصح أن يتخذ دليلا على استحباب زواج الكبير من الصغيرة إذ كان حال المجتمع آنذاك مختلفا وأعرافه مختلفة فالشاب كان يتزوج ممن تكبره سنا كما أن العكس صحيح ويكفيكم أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج من خديجة وهي تكبره ولم يتزوج عليها طيلة حياتها. ولما كانت زيجة الشاب من الثيب أمرا مألوفا فلم يكن مما يضر البنت الصغيرة أن تتزوج من شيخ إن وافقت لأنه إن مات لم تنته حياتها فباب الزواج لها مفتوح. وليس الأمر كذلك في زماننا فالصغيرة إن تزوجت شيخا ومات فقدت كل فرصة بعده أو كادت في أن تتزوج من شاب.
وعلى هذا فالمطلوب مراعاة تغير الزمن والمكان في تغير الفتوى وهذا ما كان يعرفه عظماء الأصوليين من أسلافنا ويجهله الآن من ينتسب إلى السلف بدون أن يكون عنده شيء من ذكاء السلف وبعد نظرهم.