العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال عالم الجنون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال عالم الأقزام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميراث المالى في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال زوجة لوط المتحجرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رد فرية عصماء بنت مروان (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حشرات من الجحيم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال تعددت الأسباب والموت واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قميص نومك الناصع الحمـَار (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-04-2010, 10:59 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي المثقف العربي.. والغزال والأرنب

المثقف العربي.. والغزال والأرنب

حظي المثقفون العرب، منذ بداية القرن العشرين على مكانة وهيبة لم يستطيعوا الاحتفاظ بها لوقت طويل. ومن يتذكر قصة الشاب اللبناني الطرابلسي (عمر الفاخوري) صاحب كتاب أو كُتيب (كيف ينهض العرب)، والذي استنفرت له القوات التركية، فاعتقلت وأعدمت من الشباب على هامش ما جاء فيه الكتاب من أفكار لرجل لم يكن يبلغ العشرين من عمره بعد.

لقد منح المواطنون لقب (أستاذ) لكل مثقف في الثلاثينات والأربعينات وحتى الستينات من القرن الماضي، فينهض له من كان يجلس في المقاهي عندما يمر من أمامهم، ويحتفي به الفلاحون إذا ما أُرسل لقراهم لتعليم أبنائهم، فيقدمون له السكن والطعام، ويشاورونه حتى في تقسيم الإرث فيما بين الوارثين. لقد كان المثقف (مشروع مُخَلِص) لهم فكانوا يبجلونه ويوقرونه ويعلقون عليه آمالهم.

في فترة انقلابات الأربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، اكتشف المثقف معابر مصلحته، فكان إذا ضمن أن ذلك الانقلاب سيفيد مصلحته اصطف الى جانبه، وإن فاته لحظات الانقلاب الأولى فإن الوقت لم يفت للالتحاق بركب الانقلاب، فيسارع للمباركة بالانقلاب ونظم الشعر الغزلي والحماسي فيه، فيصبح من خيوط الهالة الثانية أو الثالثة وأحياناً يُرَفع للأولى مباشرة.

وعندما تحصنت الدول، وأصبح من الصعب نجاح الانقلاب عليها، اكتشف بعض المثقفين حيلة جديدة، وهي أن يُبلِغ السلطات عن محاولات انقلابية حقيقية أو وهمية، فهو بتبليغه ذلك سيحصل على مكافئته المضمونة، والتي قد تفوق ما سيناله لو نجح الانقلاب.

اكتشفت الحكومات العربية، مدى تهافت المثقفين للانضمام لدوائر رضاها، فقامت بتخفيض التسعيرة، فبعد أن كان يطالب المثقف بحرية كبيرة، وديمقراطية حقيقية، أخذ يكتفي بما تمنحه إياه الدولة دون تذمر.

أما الدولة، ففتحت باب الحريات، وتركت للناس أن يقولوا ما يريدون، ولكنها رفعت لهم شعار (تريد أرنب، خذ أرنب .. تريد غزالاً، خذ أرنب)!

اكتشف المواطن بفطرته عدم صلاحية المثقفين، ورضائهم بالأرنب بدل الغزال، وإن مر من جانبه مثقف، فإنه لن ينهض ليحييه، حتى وإن بادر المثقف بطرح التحية!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .