العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-12-2011, 01:26 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي المسلمون : الحكام الجدد و التحديات التي ستواجههم

الإسلاميُّون : الحكّام الجُدُد ..والتحديّات التي ستواجهُهُم

حامد بن عبدالله العلي

كان القرن السادس عشر الميلادي ، قد أُطلـق عليه في أوربا : ( قرن المراهقة ) إذ لأوّل مرة يكتشف الناس قدرتهم أن يناقشوا أساليب الحكم ، وإعادة تنظيمها ، وإمكانية تغيير ما كان سائدا من المعتقدات ، والقوانين ، والأنظمة الحاكمة .

ثم بعد هذا القرن ، وعلى إثـر الشّرخ الذي أخذ يتّسع فيه ، انفـتح قُمقـم العلوم ، فخرجت عفاريته بما لم يسبق مثله في تاريخ البشرية ، وكان حظُّ العلوم السياسية ، والاقتصادية ، والإجتماعية الفردية ، والجماعية ، لايقل عن غيرها من العلوم ، وكُتبت فيها مؤلفـات كثيرة ، فتحت أبوابا كانت موصدة ، وكسرت أقفالاً لم تزل مغلقة .

ولكن حقـّا .. ليس إلاّ بعـد كتابات جون لوك في بريطانيا ، ومونتسكيو في فرنسا، إنطلق جيلٌ من الثائرين ، المتمرّدين ، أبوا إلاّ أن يضعوا أُسسَ بناءٍ جديد ، لعالم جديد ، فتفجـَّرت العقول بآلاف الإبداعات ،

ثم لم تلبـث حتى صارت في أمرٍ مريج ، كالبحـر الثجيـج ، فتواجهت تلك النظريّات في صراع ، فحـروب مدمّرة ، ووصـل الصراع إلى أوْجِهِ في الحرب الأوربية الثانية .

ثم جرت عليهم سنـّةُ الله في التاريخ ، أن لايصحّ إلاّ الصحيح ، فاستقرّ بهم النوى بعد إصرارهم على تحويل التجارب الخاطئة إلى كنـزٍ من المعارف ، ليطـوِّر حياتهـم السياسية في سُلم الإرتقـاء إلى الأفضـل ،

فانتهوْا إلى وضـع أنظمةِ حُكـم _ عادت بهم إلـى ما وضعـه الإسلام _ تقوم على : تحريـر الفـرد ، وتكريم الإنسان ، وتقديس العدالة ، وإخضاع السلطة لها قبل المجتـمع ، وجعـل الأمّة هي مالكةَ أمرها .

لكنّهم لما جاؤوا محتلّين بلادنا ، طغـت عليهـم أنانيتُهم ، واستولتْ عليهم شهواتُ النهب ، وسالَ لعابهُم على مااكتشفوه قبلنا من ثروات تزخر بها بلادنا ، وحرَّكهم من وراء ذلك كلِّه شيطانُ المكر الصليبي الناكح سفاحا الروح الصليبية ، فتولّدت من ذلك مرحلتا الإستعمار ، فالإستبداد الذي هو ربيب الإستعمار .

وقد تكفَّل الغرب الصهيوصليبي برعاية هؤلاء الطغاة المستبدّين حقَّ رعايتهم ، وأمدّهم بكلّ ما يحتاجونه لشـلِّ حركـة الأمّة الحضاريـة ، وتمزيق كيانها ، وقطع علاقاتها برسالتها ، وتحطيمها بإبقائها في قفص الإتهام ، الإتهام بالإرهاب ، وبالتطرف ، وبأنها لاتحمل مقومات الحضارة ، ولا تتمتع بما يتمتع به غيرُها من الأمم بمؤهلات النهوض من التبعية إلى الإستقلال ، بل من العبودية إلى التحـرُّر !

وقام الطغاة من حكّام العرب بهذه الوظيفة خير قيام ، وما فتئوا يبثـُّون في الأمـّة _ إلى جانب ما تقدم آنفا _ روح الهزيمة النفسية ، ويكرّسون فيها الشُّعور بالعجز ، ويغرسون فقدان الثقة بالذات ، إذ هذا النهج هو الذي يخدم بقاءَهم على كراسيهم ، واستمرارهم في طغيانهم ، واستبدادهم .

وكان للحركة الإسلامية رموزاً ، وفكـراً ، وفرادى ، وجماعات ، نصيب الأسد من الملاحقة ، والإضطهاد ، ومحاولات تحطيـم الذات ، وكسر النفس ، بالتعذيب ، والتضييق ، والطرد ، والإبعاد ، والإهانـة ، والإذلال .. إلخ

حتى امتلأت بهم المعتقلات ، وشاع _ ولأوّل مرّة في تاريخ أمّتنا _ ما أطلـق عليه ( أدب المعتقـلات ) ، وهو كمٌ هائل من إبداعات أدبية فاح عبيقها من غياهب السجون ، ولاح ضياؤها من سراديب المعتقـلات !!

ثم أراد الله أن يمنّ ( على الذين استُضْعفوا في الأرض ، ويجعلهم أئمة ، ويجعلهم الوارثين ) ، وأتى الله الطغاة من حيث لم يحتسبوا ، فتفجرّت الشعوب ، فأطاحت بالطغاة ، في زمـن هـو بمقياس الدهور أسرع من لمح البصر ، وأخذت عروشهم تتهاوى ، والأمّة تهجـم عليهم تحطّمُ عروشَهم ، تحطيم الإعصار المدمّر لأشدّ ما أمامه رسوخا ، وأعظمه حجما .

حتى تبـدَّل خوف الأمـّة أمناً ، وضعفها قوةً ، وهوانها شموخاً ، واسترقاقها حريةً ، وتغييبها عن العالم ، وخمولها عن إحداث التغيير فيـه ، إنطـلاقا مدويـّا ،

كما تحـوَّل فقدانها الأمل إشراقاً باهراً ، ملأ نفوسها إشتعالا بحيوية التغيير ، وحماسـة النهوض ، بما لم تعهد مثله منذ عقود .

وما إن استردَّت الأمّة إختيارها ، وملكت إرادتها ، حتى ألقت بمقاليد أمورها إلى المشروع الإسلامي ، فتقدّم في تونس ، واكتسح في مصر ، وارتقى في المغـرب ، وبـدا يتعاظم في سوريا ، وأخـذ يتطلع إلى الإنطلاق في سائـر البلاد العربية .

وماجرى في البلاد التي نجحت فيها الثورات ، فإختارت الإسلام ، مقياسٌ واضح ، ومعيار لائح ، لصورة المستقبل في كلّ البلاد الإسلامية إذا لم يحُـلْ بين الشعـوب ، وبين إختيارها ، وهو أن الإسلام هو المستقبل القادم بإذن الله تعالى .

ولاريـب أنّ بين التحديات التي سيواجهها المشروع الإسلامي ، وهو في موقع المسؤولية عن الأمـّة ، وبين ما كان يواجهه وهو في موقع المسؤولية عن أتباعه فحسب ، بونـاً شاسـعاً .

وكذلك بين موقعه الذي سيأتي ، والأمة بأسرها تحاسبه على أدائه , وبين ما كان عليه فيمـا مضى من موقع النقد للسلطة ، والتحريض عليها ، وهو خالٍ من تحمل مسؤولية الدولة .

وكم هو صادق ذلك المثـَل الذي يقول : إنّ المحافظة على القمة أشـقّ بكثير من الإرتقـاء إليها.

وحتى يكون وضعنا لعناوين التحدِّيات التي سيواجهها الإسلاميون وهم في الحكـم ، في سياقـه الصحيح ، يجب أن نقدم أولاً ما يحسب في صالحهم ، وهـو ما يلـي :

1ـ أنّ إختيارَ الشعب له نابعٌ من ثقافـة الأمّـة الأصلية ، وروحها الحضارية الأساسية ، فهم عندما يختارون من يرفع شعار الإسلام ، إنما يختارون لحمتَهم ، وينصرون لواءَهم ،

وبهذا فهو يتمتّع بأعظم عمق شعبي رسوخـاً ، وأبعده مـدى .

2ـ أنَّ الأسس الحضارية التي قامت من أجلها الثورات العربية _ تحريـر الفـرد ، وتكريم الإنسان ، وتقديس العدالة وإخضاع السلطة لها قبل المجتـمع ، وجعـل الأمّة هي مالكةَ أمرها _ هي أسس واضحة المعالم في الفكر السياسي الإسلامي .

فالمشروع الإسلامي قـد التقى فيه نورُ الفكر الإسلامي الوضّاء ، مـع خلاصة التجارب الإنسانية الناجحة التي طـوّرت الحياة الإنسانية إلى الأحسن .

3ـ أنّ في ضميـر الشعوب الإسلامية من ثقافة الطاعة تعبـُّدا لله تعالى لمن يعزّ دينها ، ويرفع كلمة الإسلام في مواجهـة أعدائه ، وينصر قضاياه _ لاسيما في فلسطين _ ما يعـدّ أعظـم داعمٍ معنوي لأيِّ سلطة تحمل المشروع الإسلامي ، يعزِّز قوتها المعنوية في نفوس الشعب ، ويغسل عنها أخطاءهـا إنْ وقعت ، ويصرف الأنظار عن بعض إخفاقاتها إنْ حدثت .

4ـ أنّ معاناة المشروع الإسلامي من الاضطهاد ، والملاحقة ، والإبعاد ، قبل وصوله إلى الحكم ، ستجعله أكثر تفهُّما لحاجة المجتمع للعدالة ، والكرامة ، والحقوق .

5 ـ أنَّ الوازع الإيماني الكامن في حملة المشروع الإسلامي _ المعـدوم في المشاريع السياسية الأخـرى _ عـن كلِّ مـا يناقض النزاهة ، وتحمّل الأمانـة ، يُضاف إلى الرادع الشعبي الذي خلقته الثـورات ، مما يزيد من رصيد الرموز السياسية النزيهة ، فيحقق النجاحات المطلوبة شعبيا ،

ومعلوم أنَّ أعظم أسباب سخط شعوبنا على الطغاة ، نهبهم ثروات الأوطان ، مما أدى إلى إنتشار الفساد ، فهلكت الشعوب جوعاً ، وفقراً ، وتخلفاً .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .