العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-04-2023, 08:34 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي نظرات فى خطبة الموت

نظرات فى خطبة الموت
الخطبة موضوعها الموت وقد حاولت الوصول لاسم الخطيب فلم أوفق ووجدت معظمها فى موقع اسمه على خطى الحبيب والناشر أبو عبد الرحمن والله أعلم بمن هو الخطيب وقد بدأت بمقدمة لم أحذفها ربما لأنى أعجبت بسجعها وهذه المقدمة منقولة من كتاب إحياء علوم الدين للغزالى وهى :
"الحمد لله الذى أنهى بالموت آمال القياصرة ، فنقلهم بالموت من القصور إلى القبور ، ومن ضياء المهود إلى ظلمات اللحود ومن ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان ، ومن التنعم فى ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ فى ألوان الوحل والتراب !!"
وحذفت بقية المقدمة التقليدية وقد استهلها الخطيب بتذكير الله لنبيه (ص) بكونه والخلق جميعا ميتون فقال :
"...اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه ، رفع الله له ذكره وشرح صدره وذكاه ربه على جميع خلقه ، ومع ذلك خاطبه ربه بقوله :
{ إنك ميت وإنهم ميتون } "
ثم تحدث عن الهدف من خلق الإنس والجن وهو عيادة الله فقال :
"أيها الخيار الكرام :
لقد بين الله جل وعلا لنا الغاية التى من أجلها خلقنا فقال سبحانه وتعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } .
بل وبين لنا حقيقة الدنيا التى جعلها محل اختبار لنا فقال سبحانه : { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }
وأكد الحبيب المصطفى هذه الحقيقة فى حديثه الصحيح الذى رواه الترمذى من حديث سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ))
فالدنيا حقيرة عند الله أعطاها للمؤمن والكافر على السواء ، فلو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا قط شربة ماء واحدة ،"
والخطأ وصف الدنيا بالحقارة والحديث الذى بنى عليه ذلك مخالف لكتاب الله فالله لا يصف خلقه بذلك لأنه أحسن الخلق فقال :
"الذى أحسن كل شىء خلقه"
ووصف الله بعضها بالطيبات فقال :
" قل من حرم زينة التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"

وأما أن مخلوق يعدل أو لا يعدل عند الله شىء فهذا يتناقض مع أنه غنى عن الكل ومن ثم كل الخلق لا يمثلون عنده شىء
وتحدث عن عدم الركون للدنيا فقال :
"لذا كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يوصى أحبابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار الفانية لا محالة ، كما أوصى بذلك عبد الله بن عمر رضى الله عنهما كما فى صحيح البخارى :
(( كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) ، وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " .
ورحم الله من قال :
إن لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا
فالفطناء العقلاء هم الذين عرفوا حقيقة الدار ، فحرثوها وزرعوها ... وفى الآخرة حصدوها ."
وتحدث عن أن الوحى ذم الدنيا فقال :
"فالذم الوارد فى القرآن والسنة للدنيا لا يرجع إلى زمانها من ليل ونهار فلقد جعل الله الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ، والذم الوارد للدنيا فى الكتاب والسنة لا يرجع إلى مكانها ألا وهو الأرض ، إذ أن الله قد جعل الأرض لبنى آدم سكنا ومستقرا .
والذم الوارد فى القرآن والسنة لا يرجع إلى ما أودعها الله عز وجل من خيرات ، فهذه الخيرات نعم الله على عباده وجميع خلقه .
إنما الذم الوارد فى القرآن والسنة يرجع إلى كل معصية ترتكب فى حق ربنا جل وعلا ."
والرجل هنا يناقض نفسه فالله لم يذم الدنيا أبدا وإنما ذم من يرتكبون المعاصى فيها كما قال الرجل فى أخر الفقرة وكل ألأقول " إنما الدنيا بعب ولهو " إنما هى تعبير عن وجهة نظر الكفار لأن الله حكم بأنه خلق الكون الحالى وهو الدنيا للحق فقال:
" وما خلقنا والسموات والأرض وما بينهما إلا بالحق"
وحاول الرجل أن يقرر السابق فقال :
"إذا لابد وحتما من تأصيل هذا الفهم الدقيق لا سيما لإخواننا الدعاة وطلاب العلم الذين ربما يغيب عن أذهانهم حقيقة الزهد فى هذه الحياة الدنيا ، فنحن لا نريد أن نقنت أحدا من هذه الدنيا ، ولا نريد أن نثبت لعامل فى هذه الدنيا ولو كان فى الحلال أنه قد تجاوز عن طريق الأنبياء والصالحين والأولياء ... كلا ..!كلا ..!!
بل الدنيا مزرعة للآخرة .
تدبر معى قول على وهو يقول :
" الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن أخذ منها ، الدنيا مهبط وحى الأنبياء ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله ".
فالدنيا مزرعة للآخرة فتدبر معى هذا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أنس قال النبى - صلى الله عليه وسلم - :
(( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة ))
إذا لابد من هذا التأصيل والفهم العميق لحقيقة الدنيا ، لننطلق من هذه الدار الفانية إلى دار تجمع بين سلامة الأبدان والأديان .. دار القرار .
فلابد قبل العبور إلى دار القرار من المرور من دار الفناء ، فالدنيا دار ممر والآخرة هى دار المقر ، الدنيا مركب عبور لا منزل حبور ، الدنيا دار فناء لا دار بقاء ، لابد من وعى هذه الحقيقة التى لا مراء فيها ، لنزرع هنا بذورا ، لنجنى هنالك ثمارا .
فاعلم أيها الحبيب هذه الحقائق جيدا ، وكن على يقين جازم بأن الحياة فى هذا الدنيا موقوتة محدودة بأجل ، ثم تأتى نهايتها حتما لابد ، فيموت الصالحون .. ويموت الطالحون .. يموت المجاهدون .. ويموت القاعدون .. يموت المستعلون بالعقيدة .. ويموت المستذلون للعبيد .. يموت الشرفاء الذين يأبون الضيم ويكرهون الذل ، والجبناء الحريصون على الحياة بأى ثمن .."
إذا الدنيا ليست مذمومة وإنما هى دار اختبار أى ممر والمذموم هو من عصى الله فيها
رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .