العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-05-2023, 07:48 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي قراءة فى كتاب البشعة بين العرف والشرع

قراءة فى كتاب البشعة بين العرف والشرع
المؤلف محمد فنخور العبدلي وهو يدور حول البشعة وهى حديدة أو معدن يتم تسخينه لوضعه على لسان الفم لمعرفة صدق المتهم أو كذبه وذلك فى المنازعات التى يحكم فيها شيوخ القبائل وشيوخ المنصر وفى هذا قال فى مقدمته :
"وبعد
يتم الفصل في المنازعات بالمناطق القبلية عن طريق الأعراف القبلية التي لها في كثير من الأحيان قوة القانون، ويمثل شيخ القبيلة أو من يقوم مقامه دور القاضي وترتبط قوة قراره بقوة شخصيته 0
فالعرب قديما وحديثا وقبل انتشار وسيادة نظام الدولة في جميع إنحاء العالم كانوا بحاجة ماسة للقضاء منذ وجودهم على هذه الأرض لذلك شيدوا للعدل صرحا وأسسوا له قواعد احترموها وتقيدوا بها ولا يتجاوزونها مهما حدث وإلا تقع عليه عقوبات أخرى أشد وأنكى، ومع أن هذه القوانين لم تكن مكتوبة إلا أنها سائدة ومنتشرة بينهم كالقوانين والأنظمة الحالية المدونة والمكتوبة سواء كانت شرعية إسلامية أو قانونية وضعية 0"

وتحدث العبدلى عن قدم ما يسمى بالمجالس العرفية فقال :
"الأنظمة العرفية القديمة لم تكن وليدة الساعة أو تم إقرارها في جلسة أو اجتماع وإنما هي نتاج سلسلة طويلة من التجارب على مدى سنوات طوال، والغريب أنها لم تكتب وتوزع على القبائل والعشائر، ولم تدون في كتب يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل 0
لقد توارثها الأبناء وصانوها جيل بعد جيل، ليس بالكتابة وإنما بالحفظ والمحافظة عليها وعرف أناس بتطبيقها من القضاة والعوارف وأمثالهم
جاء الدين الإسلامي وبرز نوره وانتشر بحمد الله وفضله فكان له الأثر البعيد والكبير في جميع مناحي الحياة العربية والبدوية ولا سيما القضاء العرفي البدوي فأقر الصحيح من العادات والأحكام التي كانت مألوفة في الجاهلية، وألغى منها ما لا يتوافق مع الشرع، أما الذي يحتاج للتعديل فقام بتعديله 0"

وقيام تلك المجالس محرم لوجود قضاء مسلم أوجب الله أن ينشىء له مؤسسة القضاء والناس لم ينشئوا تلك المجالس إلا بعد هدم دولة المسلمين وفى الغالي أنشأها من يريدون الحكم بالظلم اعتمادا على خوف الناس منهم باعتبارهم من يملكون السلاح
وتحدث عن أحد الأنظمة المستخدمة فى القضاء العرفى وهى البشعة فقال :
"ومن القوانين العرفية السائدة هي البشعه التي اعتبرت في فترة من فترات الزمن إحدى الوسائل التي يتم بموجبها إبراء الذمم والتبرئة من التهم وهي تقليد عربي مارسته القبائل العربية قبل وبعد الإسلام 0"
وعرف البشعة فقال :
"تعريف البشعة:
البشعة في اللغة: مشتقة من بشع بتشديد الشين وفتحها، يقال: بشع يبشعا تبشيعا، وهذا بشع بفتح الباء وكسر الشين، وهذه بشعة، والأبشع والبشعاء، أي القبيح والقبيحة، إذن بشع قبح
واصطلاحا: هي التعزير أو التجريم، أي تلبيس الشخص تهمة، ثم إزالتها عنه بالتبشيع، والبشعة على عادات العرب الموروثة لمعرفة المجرم في جريمة وقعت ولم يعرف الأطراف المشاركة بالجريمة 0
قال أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 271: البشعه هي تلحيس النار المتهم 0"

ووصف البشعة الموجودة حاليا فقال:
"وصف البشعة:
البشعة هي الكي بطرف يد المحماس أو قطعة حديد محمية على النار إلى درجة الاحمرار، حيث يطلب القاضي من المتهم أن يمد لسانه فيلذعه على رأس اللسان، فإذا تركت النار أثرا للكي على اللسان يسند الجرم إليه، وإذا لم يترك الكي أي أثر على رأس اللسان يعلن القاضي براءته 0
فهي إحدى الطرق الذكية التي استخدمها بعض أبناء البادية للحكم على براءة أو إدانة المتهم وهي وسيله لكشف الكذب أو التأكد من براءة متهم ما، تتم عملية (البشعه) بأن يجلس المتهم بجانب (المبشع) وهو الشخص الذي يقوم بالعملية كذلك يجلس الخصوم والشهود لمشاهدة ما يجري حيث يقوم المبشع بتسخين (الميسم) يد محماس القهوة العربية حتى تصبح حمراء من شدة النار ويخرجها ثم ينظر إليها ويقلبها , ثم يرجعها إلى النار ثانية وكل هذا يتم أمام ناظري المتهم وخلال هذه الفترة فأن المبشع يقوم بعمل المحقق فيتحدث المتهم طالبا منه إظهار الحقيقة مبين له مدى خطورة حرق النار للسانه هذا من جهة ومن جهة أخرى فأنه يراقب ملامح وجه المتهم عن قرب وقسمات وجهه والانعكاسات البادية عليه وعندما تصبح يد المحماس قد جهزت واحمرت من شدة النار فأن المبشع يطلب من المتهم مد لسانه حيث يقوم بوضعها على اللسان بسرعة ومهارة لا يتقنها إلا قلة عرفوا بهذا الفن وتمرسوا عليه , ثم ينتظر الجميع بضع دقائق ثم يطلب المبشع من المتهم مد لسانه مره أخرى أمام الجميع فإذا ظهرت البثور على لسانه فأن ذالك يعني تجريم المتهم وإذا بقى لسانه سليما فذالك يعني براءته من التهمة المنسوبة إليه ويعلن المبشع حينها براءته، قال أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 271: البشعه هي تلحيس النار المتهم , أعني عندما تنفذ جميع الأدلة الثبوتية لإظهار المجرم , يقرر القاضي إرسال المتهم إلى رجل من أهل الطرق الصوفية كالرفاعية وأمثالهم يدعونه (المبشع) وهذا الرجل يأتي بقضيب عريض من الحديد ويحميه بالنار بحضور المدعي أو وكيله حتى يبلغ أقصى حد من الحرارة ويمسح به لسان المتهم بكل سرعه ولباقة , ثم يناوله في الحال شربة ماء، فإذا حصل ضرر في لسانه أعلن المبشع أن لاحس النار مجرم، وإن لم يحصل ضرر يعلن براءته "

وهذا الكلام من العبدلى عن أن البشعة ذكاء من القضاء هو خبل وحمق فهى لا تظهر الصادق من الكاذب لأنها تعتمد على معرفة المتهم فمن يعرف أن ابقاء أو اكثار الروال فى الفم يطفىء حرارة البشعة ومن ثم لا يتم لسعه لأن الماء عندما يقابل طرف المحماس أو الحديد يبطل شدة حرارتها ولكن لو تم تجفيف اللسان وإخراجه خارج الفم فسيتم لسع البرىء والمجرم معا لأن العملية كلها تعتمد على وجود الروال
والعملية مثلها مثل المشى على النار فالحشيش قبل جمرات النار يكون مبلل بالماء وهو ما يكون طبقة خفيفة من التراب أو الماء تجعل الرجل لا يتم لسعها
وتحدث عن مكانة المبشع فى القضاء العرفى:
"منزلة المبشع:
"فيها رأيان هما:
الأول: أنه قاضي: يعد المبشع في العرف القبلي قاضيا بل أكبر القضاة، فعن طريقه تحسم القضايا الصعبة، ففي منتدى الملتقى العربي المبشع: هو قاضى الجرائم المنكرة التي لا شهود لها ويتم اختبار المدعى عليه بالماء أو بالنار أو بالرؤيا 0
الثاني: المبشع ليس بقاضي ولكنه صاحب طريقة أو معرفة ونحو ذلك لكنه أدنى منزلة من القاضي، يقول أحمد وصفي زكريا في كتابه عشائر الشام ص 271: يقرر القاضي إرسال المتهم إلى رجل من أهل الطرق الصوفية كالرفاعية وأمثالهم يدعونه (المبشع) فهنا يقرر أن المبشع غير القاضي في عرف مستخدميها 0"

وتحدث عن أن مهنة المبشع يتوارثها بعض العائلات فقال :
"مهنة المبشع:
مهنة المبشع وراثية تحتكرها قبائل معينة، وداخل القبيلة عشيرة معينة، وجرت العادة أن يكون المبشع من (رجال الدين) لأنها في معتقد القبليين جانب روحي وديني , ويعتبرونه من الصالحين، الأتقياء، ويؤمنون بصحة أقواله، وصدق أحكامه، قال عارف العارف في كتابه القضاء عند البدو: لا يستطيع أي كان من البدوان يكون مبشعا، بل هنالك عائلات مخصوصة، وإذا مات المبشع يخلفه أكبر رجل من عائلته , حتى إذا لم يكن هذا هو الأفضل، لا ينتخب المبشع انتخابا وإنما هو يصل إلى منصبه بحكم الوراثة والعادة 0"
والحقيقة أن القضاء العرفى من يعملون به معظمهم شيوخ منصر – كبار اللصوص والمجرمين - والقليل منهم من يتقى الله ومن ثم يتم التوارث لجمع المال وغيره والحياة على قفا المتقاضين فى الغالب0
وتحدث عن مكان عمل البشعة وهو بيت الرجل الذى يقوم فقال :
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .