الخبت في الإسلام
الخبت في الإسلام
الخبت في القرآن
الاخبات للرب :
بين الله للنبى (ص)أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات والمراد وفعلوا الحسنات وفسرهم بأنهم أخبتوا إلى ربهم أى أنابوا إلى دين الله مصداق لقوله بسورة الزمر:
"وأنابوا إلى الله"هم أصحاب الجنة أى سكان الحديقة هم فيها خالدون أى مقيمون أى ما كثين فيها مصداق لقوله بسورة الكهف:
"ماكثين فيها أبدا"
وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون "
تبشير المخبتين:
بين الله لنا أنه جعل لكل أمة منسك أى أنه عين لكل فرقة من الفرق مذبح عبر العصور والمراد مكان لذبح الأنعام هو فى مكة والسبب ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام والمراد ليتبعوا حكم الرب فيما أعطاهم من ذبيحة الأنعام وهذا يعنى أن سبب تحديد المذبح هو طاعة حكم الله بذبح الأنعام المعطاة لهم من الله
وبين لنا أن إلهنا إله واحد والمراد أن ربنا رب واحد ومن ثم فالطاعة هى لحكمه وحده ويطلب منا أن نسلم له أى نطيع حكم الله ويطلب من نبيه(ص)أن يبشر المخبتين والمراد يخبر المؤمنين أن لهم أجر حسن من الله هو الجنة مصداق لقوله بسورة الكهف:
"ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا "
وفى هذا قال تعالى :
"ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين "
اخبات القلوب للحق:
بين الله لنبيه (ص) أن الله ينسخ قول الكافر ويثبت قوله ليعلم أى ليعرف الذين أوتوا العلم وهم الذين علموا الوحى أن الوحى هو الحق من ربهم والمراد العدل من عند خالقهم فيؤمنوا به أى فيصدقوا به فتخبت له قلوبهم والمراد فتعمل به نفوسهم ويبين له أن الله هاد الذين أمنوا إلى صراط مستقيم والمراد أن الله مدخل الذين صدقوا إلى مكان عادل هو الجنة
وفى هذا قال تعالى :
"وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربهم فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين أمنوا إلى صراط مستقيم "
خبوت النار :
بين الله لنبيه(ص)أن من يهد الله فهو المهتد والمراد من يرحم الله فهو المنقذ من العذاب وأما من يضلل أى يعاقب فى النار فلن يجد له أولياء من دونه والمراد فلن يلق له أنصار من سوى الله ينقذونه من النار ،ويبين له أنه يحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا أى بكما أى صما والمراد أنه يبعثهم فى يوم البعث على ذواتهم أى على أحوالهم التى كانوا عليها فى الدنيا وهى أنهم كفار أى ظلمة أى فساق وكل هذا بمعنى واحد أنهم كفار ومأواهم وهو مكانهم فى الآخرة جهنم كلما خبت أى كلما خفت النار زادها الله سعيرا أى أمدها الله وقودا حتى تشتعل من جديد فيتم تعذيبهم
وفى هذا قال تعالى :
"ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا "
الاخبات في الأحاديث :
لم يتحدث الفقهاء في الاخبات ولم يذكروه في فقههم وقد ذكر في بعض الأحاديث خاصة في كتاب شعب الإيمان للبيهقى ومنها :
4221 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، ح، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ بِضْعَةٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَا يَغُرَّنَّكُمْ فَاجِرٌ فِي نِعْمَةٍ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ قَاتلًا لَا يَمُوتُ {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97] ". كَذَا قَالَا. وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، وَبَضْعَةُ اسْمُهُ زِيَادٌ "
والحديث يقول أن النار قاتل لا يموت والحقيقة :
أنها لا تقتل لأن من في النار لا يموت ولا يحيا وإنما هو في حزن وهو ألم مستمر
وفى هذا قال تعالى :
"إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى"
وقال :
"ويتجنبها الأشقى الذى يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى"
وذكرت الجملة القرآنية في الحديث التالى :
5139 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا تَمْتَامٌ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
|