~*¤ô§ô¤*~ مفهوم الحيـــــــاة الطيبة ~*¤ô§ô¤*~
يقول أحد أذكياء الإنكليز : بإمكانك وأنت في السجن من وراء القضبان الحديدية أن تنظر إلى الأفق , وأن تُخرج زهرة من جيبك فتشُمَّها وتيتسم , وأنت مكانك , وبإمكانك وأنت في القصر على الديباج والحرير , أن تحتدَّ وأن تغضب وأن تثورَ ساخطاً من بيتك وأسرتك وأموالك ...ً
إذن السعادةُ ليست في الزمان ولا في المكان , ولكنَّها في الإيمان , وفي طاعة الدَّيَّان , وفي القلب . والقلبُ محلُّ نظرِ الرَّبِّ , فإذا استقرُ اليقين فيه , انبعثت السعادة , فأضفت على الروح وعلى النفسِ انشراحاً وارتياحاً , ثمَّ فاضت على الآخرين , فصارت على الظَّراب وبطون الأودية ومنابت الشجر .
ابن تيمية شيخ الإسلام
لا أهل ولا دار ولا أسرة ولا مال ولا منصب , عندهُ غرفةٌ بجانب جامع بني أُمية يسكنها , ولهُ رغيفٌ في اليوم , ولو ثوبانِ يغيرِ هذا بهذا , وينامُ أحياناً في المسجد , ولكن كما وصفَ نفسه : { جنَّتُه في صدرهِ , وقتلهُ شهادةٌ , وسجنه خلوةٌ , وإخراجه من بلدهِ سياحةٌ } لأن شجرة الإيمان في قلبهَ استقامت على سُوقها , تؤتي أكلُها كلَّ حين بإذن ربها , يمدُّها زيت العناية الربانية ... ( يُضِيءُ وََلو لَم تَمسسهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهدي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ) ~ ( والَّذينَ اهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدىً وآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ )
إذن ليست السعادة بشيكاً يصرف , ولا دابةً تشترى , ولا وردة تشم , ولا برا يكال .. إنما السعادة سلوة خاطرٍ بحقٍّ يحملهُ , وانشراحُ صدرٍ لمبدأٍ يعيشه , وراحةُ قلبٍ لخيرٍ يكتنفهُ .
د. عائض القرني
النمط المتطور