[FRAME="12 70"]
قد عرفنا صولـة الجسـم التـى
تحكم الحى ، وتطغى فـى دمـاه
وسمعنا صرخـة فـى رعدهـا
سـوط جـلاد وتعذيـب إلــه
أمرتنـا ، فعصيـنـا أمـرهـا
وأبينا الـذل أن يغشـى الجبـاه
*****
يا لمنفيين ضـلا فـى الوعـور
دميا بالشـوك فيهـا والصخـور
كلمـا تقسـو الليالـى ، عرفََـا
روعة الآلام فى المنفى الطهـور
يقبسان النـور مـن روحيهمـا
كلما قـد ضنـت الدنيـا بنـور
*****
أنت قد صَيـرت أمـرى عجبـا
كثـرت حولـى أطيـار الرُبـى
فـإذا قلـت لقلـبـى سـاعـة
ً قـمْ نُغَـرد لسلـو ليـل أبـى
حجـبُُ ُ تأبـى لعينـى مأربـا
غَيْـرَ عينـيـك ، ولا مطلـبـا
أنـت مـن أسدلهـا ، لاتدّعـى
أنـى أسدلـتُ هـذي الحُجـبـا
*****
ولكمْ صاح بي اليـأسُ انتزعـه
افيـرد الحب الساخـرِ: دعهـا
يالها من خطَةً ٍ عمياء ، لوأننـى
أبصـر شيئـا لـم أ ُطعمـهـا
ولــيَ الـويـلُ إذا لبّيْـتُـهـا
ولـيَ الويـل إذا لـم أتّبعْـهـا
قد حنَتْ رأسي ، ولو كل القـوى
تشترى عزة نفسى ، لـم أبعهـا
*****
يـا حَبيبـا ً زُرتُ يومـا ً أيكََـهُُ
طائِرَ الشوق ِ ، أ ُغنـى ألمـي ِ
وحنينـي لـك يكـوي أعظمـى
والثوانـي جمـرات فـي دمـى
وأنـا مُرتَقِـبُ ُ فـي مَوضِعـي
مُرهَفُ السَمْـع ِ لِوقـع ِ القـدم ِ
*****
قـدمُ ُ تخطـو ، وقلبـي مشبـه
موجـة ً تخطـو إلـى شاطئهـا
أيهـا الظالـم : بالله إلـى كـم
أسفـح الدمـع علـى موطئهـا
رحمة ُ ُ أنت ، فهل مـن رحمـةٍ
لغريـب الـروح أو ظامئـهـا
يا شفاء الروح ِ ، روحي تشتكي
ظلـم آسيهـا ، إلـى بارئـهـا
*****
أعطني حريتـي واطلـق يـديّ
إنني أعطيت ما استبقيـت شـيّ
آه مـن قيـدك أدمـي معصمـيّ
لمْ أ ُبقيه ، ومـا أبقـي علـيّ ؟
ما أحتفاظي بعهـود لـمْ تصنهـا
وإلامَ الأسـر، والدنيـا لــديّّّّّّّّ
ها أنا جفت دموعي ، فاعفُ
عنها إنهـا قبلـك لـمْ تُبـذل لـحـيّ
*****
وهب الطائر من عشـك طـارا
جفت الغدران ، والثلـج أغـارا
هـذه الدنيـا قلـوب جـمـدت
خبت الشعلة ُ ، والجمر تـوارى
وإذا مـا قبـس القلـب غــدا
من رمادٍ ، لا تسله كيف صـارا
لاتسل ، واذكر عذاب المصطلـي
وهو يذكيه ، فـلا يقبـس نـارا
*****
لا رعى الله مسـاءً قاسيـا قـد
أرانـي كـل أحلامـي ســدى
ليت شعري ، أي أحداثٍ جـرت
أنزلت روحـك سجنـاً موصـدا
صدئـت روحـك فـى غيبهـا
وكـذا الأرواحُ يعلوهـا الصـدا
*****
قد رأيـت الكـون قبـراً ضيقـاً
خيـم اليـأس عليـه والسكـوت
ورأت عينـي أكاذيـب الهـوى
واهيـات كخيـوط العنكـبـوت
كنت ترثي لي ، وتـدري ألمـي
لو رثى للدمـع تمثـال صمـوت
عنـد أقدامـك دنـيـا تنتـهـي
وعلـى بابـك آمـال تـمـوت
*****
كنت تدعونـي طفـلا ً ، كلمـا
ثـار حبـي ، وتنـدت مقـلـي
ولك الحق ، لقد عـاش الهـوى
فيّ طفـلا ً ، ونمـا لـمْ يعقـل
وأرى الطعـنـة َ إذ صوبتـهـا
فمـشـت مجنـونـة للمقـتـل
رمـت الطفـل ، فأدمـت قلبـه
وأصابـت كبـريـاء الـرجـل
[/FRAME]