العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-05-2008, 12:36 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]تجـاعيـد

د. حنان فاروق

مرة ثانية.. بل عاشرة يأتينى عمي بخاطب جديد... لا أدرى لماذا يصر على تزويجى بالرغم من أنه يعرف أنى لم أعد صالحة للزواج... أكثر من ثلاثين عاماً وأنا تتقاذفني الأيدي وأقلام موثقى الزواج.. أنجبت عشرات من الأطفال غير الشرعيين.. لا لشيء إلا لأن عمي كان يصر على إتمام زواجى قبل أن أكمل عدتى من طلاقي السابق تارة، ودون علمي تارة، ويزور معلوماتى التوثيقية زاعماً أنى أنا البكر الرشيد... وفي كل مرة يتكرر نفس السيناريو.. ما ألبث أن أنجب حتى يطلقنى زوجي لأرتمي بين يدى آخر يجرنى إليه عمي جراً.. بعد أن يأخذ ابنى مني قسراً ليستغله بالبيع أو يربيه بضع سنين على الكفاف لكى يطلقه فى ميدان العمل ويستولي على حصيلة مجهوده ليضيفها إلى أرصدته المتضخمة كجسده دون أدنى التفاتة لمتطلبات الحياة اليومية لى ولأبنائي.

اليوم يأخذنى إلى مركز التجميل لكى أتزين لخاطبي الجديد وهو يشترط عليه أن يصنع لي كل مرة (شكل جديد) أو (نيو لوك).. حتى لايتعرف الخاطب على عمرى الحقيقي أو نقش الزمن على وجهي.. وتنجح العملية التجميلية ظاهراً، لكن مع اقتراب الصورة ينكشف الأمر وتظهر تجاعيد الوطن على محياي...
وجاء يوم الرؤية وهو اليوم الذى يسمح فيه عمي للزوج المرتقب برؤيتى ومن ثم إتمام زواجى.. بيد أن هذه المرة لم تكن ككل مرة.. فقد أتى الخاطب قهراً ورغماً وجلس ليقول فى مجلس خطبتى : لا أريد أن أتزوج..
هتف به كبار عائلته : ستتزوج لا مفر
قال لهم : كيف أتزوج وأنا رجل رشيد، بلغت الحلم والعلم والفهم.. هل يزوج الرجل رغماً؟!
قرأ الجالسون الفاتحة كأنهم لم يسمعوه، كانوا يبتسمون وسط زغاريد نسائهم، ويعطونه ما يعرف بـ"الشبكة" ليقدمها لي.. وهو يصرخ : لا أريدها.. ألا ترون تلك العجوز الشمطاء المتصابية؟
ظلمنى.. آه لو يعرف أنى أيضاً لا أريده لا أريد الزواج منه ولا من غيره.. لو بيدي الأمر لحررتك أيها المسكين قبل أن أحرر نفسي... كنت فرحة بكلماته لأنها كانت تعبر عن ثورتي حتى وإن آلمتني.. وهو كان يظن أنه يجرحني، ربما حدثته نفسه بأن يثير فيّ الغضب لأهرب من صفعات إهاناته.. بيد أنى لم أفعل، فقد كنت مهانة بالفعل منذ بضعة عشرات من السنين.
أخذت صرخاته تتعالى، والجميع ينظرون إليه بعيون جامدة وابتسامات صفراء، ويهنئونه بعروسه الجميلة، ويتمنون له عمراً زاهراً معي بالرفاء والبنين.. ورغم كل إهاناته إلا أنى كنت مشفقة عليه فقد كان كالمذبوح.. تارة يصرخ كالمجنون، وتارة يكتب كلماته على الحائط ظنّاً منه أن الذين يتظاهرون بالصمم سيرونه أو يعيرونه التفاتاً، وتارة يقبل أيدى الكبار ليرحموه وينقذوه من عذاباته... لكن لا حياة لمن تنادي.. كان الأمر يسير "أوتوماتيكيا"ً بطريقة سابقة التجهيز.. كل شيء.. كل شيء يسير وفق الخطة المعدة قبلاً.. دونما أدنى استعداد للتوقف.. أما الأغاني فحدث ولاحرج، كلها تحكي عن فرحة العروسين ببعضهما البعض، وتفرش الطريق أمامهما بالورود الصناعية، والحلوى البلاستيكية.

وبعد عدة ساعات من صرخاته والدف.. جاء موعد افتتاح بيت الزوجية، وارتفعت أصوات فرق الزفاف لتوصلنا إليه.. أما صوت زوجى فقد حبس فى حنجرته بعد إتمام العقد حيث لم يعد هناك مناص من التزام الصمت.. قام كالمغيب وتركنى أتعلق بذراعه.. ومضى..
كنت أريد أن أقول له أنى لا ذنب لي.. كنت أريد أن أخبره أنى كنت أتمنى أن أكون مثل زميلاتي وأخياتي اللاتي يخترن حياتهن ويبنين علاقاتهن الزوجية على أسس من الحوار والفهم المتبادل والتكافؤ.. كنت أريد أن أقول له: اقتلني.. مزقنى لتريحنى من عناء السنين.. لكني لم أنطق.. كنت حبيسة نفسي وحبيسة (نعم).. فأقدميتى فى هذا الأمر كانت عتيقة.. كنت أوقن فى أعماقي أن (لا) لن تجدِ ولن تغنِ أو تسمن من جوع.. فآثرت السلامة؛ أو هكذا خيّل إليّ؛ وسلمت نفسي لعمي... لكني...
بعد لحظات وجدتنى أصيح: كلا... لن أسكت بعد الآن.. سأصرخ فى وجه عمي لأستعيد أبنائي الذين مزقهم الضياع والإنهاك.. سأفعل مافعلته قريباتى وأذهب إلى حيث أكون حرة الاختيار.. سأكسر قيود عمي التى أدمت معصمى وكاحلي وعنقي وكل جزء فى جسدى المسن الضامر المتعب.. لابد أن أنقذ نفسي وهؤلاء الضحايا من الذبح الدوري...
ارتديت ملابس الحداد وتوجهت إلى بيت عمي.. استقبلنى حراسه الذين يذكروننى بزبانية جهنم بيد أن الأخيرين ملائكة وهؤلاء من الشياطين لامحالة... لم ألتفت إليهم.. دخلت إليه، وقفت أمامه بثبات.. قلت : أريدك فى موضوع هام على انفراد..
قال: ماذا تريدين؟
قلت له: اتركنى أعيش حياتي كما أريد، لا كما تريد أنت.. لم أعد قادرة على الاستمرار فى لعبة لا نهائية الألم والعذاب أنت الرابح الوحيد فيها..
نظر إليّ كأنه يرانى لأول مرة.. ولم يرد.. خلته وافق، وبدأت الفرحة تشق طريقها إلى قلبي.. وكيف لا.. لماذا لم أفعل ذلك منذ سنين طويلة.. لماذا تركت نفسي له دون قيد أو شرط، مع أنه لديه الاستعداد ليتركني.. آه لو تكلمت منذ زمن!

فجأة أظلمت الدنيا وتكاثرت الغيوم.. آه.. الصداع يمزق رأسي.. لا أكاد أرى وجه عمي، تداخلت الصورة في بعضها ولم أعد قادرة على تمييز وجهه أو جسده.. ماهذه الرائحة النتنة؟ وأين أنا؟
سمعت صوتاً عابراً يقول: ما كل هذه الأوراق الملقاه فى مقلب القمامة؟
آه..إنها بطاقات التصويت المستعملة فى الاستفتاء الذى أعلنت نتيجته قبل قليل..
ابتسمت واستسلمت للموت.







د. حنان فاروق


http://fisabeelella h.maktoobblog. com


- شاعرة وكاتبة مصرية من مواليد عام 1967
- حائزة على جائزة المجلس الأعلى للثقافة فى الشعر. عام 1991
- حائزة على جائزة مسابقة الشاعر علي الصافي. 2001
- ماجستير أمراض باطنة كلية الطب جامعة الإسكندرية
- دراسات حرة في الثقافة والدعوة الإسلامية
- عضو جمعية الكتاب والأدباء المعاصرين بالإسكندرية
- لها أعمال منشورة في العديد من الصحف والمجلات الأدبية العربية، وكذلك المواقع الإلكترونية.
- لها نشاط بارز في مجال الدعوة الإسلامية، على شبكة الإنترنت.
- شاركت في العديد من الفعاليات والندوات شعرية

- البريد الإلكتروني: fisabeelellah@ gmail.com

- الموقع الإلكتروني : http://fisabeelella h.maktoobblog. com
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:39 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"] رجم .... - د.حنان فاروق

أرسل يوم الخميس 24 يناير 2008 بواسطة إنانا



... رجم

د.حنان فاروق











(1)

قالت: أنا خاطئة..

تكالبوا عليها ..أوسعوها ضرباً ..أمسكوا بالحجارة واستعدوا للرجم..

صرخ صوت: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر

تهلل الأمل في عيونها بينما واصل الرجم مهامه.

(2)

تمرد على كل الأسلحة واستمسك بالحجارة..

قذف واحداً في وجه عدوه فانفجر..فكَبّر الكون..

قذف الثاني في وجه أخيه فانفجر.......وبكى الصمت..

(3)

واعدته الأولى فانتظرها في الواقع فلم تأت

واعدته الثانية فانتظرها فى الحلم..فلم تأت

حين واعدته الثالثة ثار عليها وصرخ فيها: أنتِ لاتفين بوعدك..

قالت: بلى أفعل...لكنك تخطىء البين بين

(4)

أعادت ترتيب أوراقها..قسمت نفسها ثلاثاً..ماضياً دفنته..وحاضراً احتفظت به..ومستقبلاً أهدته للحلم..وحين وقفت أمام مرآتها..لم تعرفها..

(5)

أكلت الضوضاء حياته..قضمتها قضمة قضمة..وحين حاول اللوذ بالسكون..أزعجه.

(6)

حين حل المساء..تزينت للحلم..استجمعت كل فتنة الخيال ..ولما حان الموعد..جافاها النوم..

(7)

طرّزت أحلامُها روحَها..رسمت عليها خارطة طريق..وما أن أوشكت على الانتهاء حتى حُدِّدَت إقامتها..
د.حنان فاروق
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:49 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
مساحات خضراء
(إلى خلود الخير الراقدة هناك فى العناية المركزة على حافة الحياة..تنتظر إذن الولوج إلى العالم الذى يختاره لها ربها..نسألكم الدعاء)
كم بقى لي؟؟؟
سؤال يسأله كثير من بني آدم لأنفسهم في مراحل متفرقة من حياتهم..ربما تخبو علامة استفهامه في أحيان الزهو والنجاح وتكالب الأعمال والمهمات على أعمارنا المحدودة لكنها تسطع وتقوى وتصرخ فينا حين تصفو العقول والقلوب..حين يقرع الشجن نبضنا لنفتح له نافذة يخترقها إلى أعماقنا وأرواحنا..فتطل الحقائق فى مرايا النفوس المستوية المصقولة دون تزييف أو تزوير..ودعونا نتفق أن الأمر يختلف باختلاف الشخصيات والمواقع أو بمعنى آخر يلتبس على البعض إذ يلقي على نفسه نفس السؤال الذى بدأنا به دون أن يصل إلى المقصد الذي نريد..فهو حين يبحث عما بقى له..لا يلتفت إلى الذى بقى له من نفسه..ولكن إلى ما بقى له من ممتلكات ومدة تملك..وهو منحى مختلف ينطلق من نقاط ضعف إنسانية وبؤر ظلام لم تر بعد الأمور على حقيقتها بدون نقاب لا من ومضة نور تحلم بأن تصبح فى الغد القريب شمساً تضيء العالم بأسره لا جنبات صاحبها فحسب..لذا فإذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا فلنسأل بالتحديد: ماذا بقى لنا منّا..وكم نستطيع أن ندخر مما تبقى للذى يبقى؟..
ربما نعرف أن بداخل كل منا خيراً وشراً..كل إنسان –إلا من عصم ربي-يحمل في طيات نفسه ميلاً للخير وضعفاً تجاه الشر الذي يزينه هو لنفسه أو غيره..والفعل والضمير هما الشاهدان على كونه منتمياً لأحد الدربين..لكن المسألة أدق من مجرد الانتماء..فالشر حتى لو لم يكن فاعله منتمياً إليه..يختصر العمر..يلتهمه..يدخل صاحبه إلى التيه الذى دخله بنو إسرائيل قديماً لكنه..إن لم يتداركه خير.يتعدى أربعينهم و يمتد ليشمل الدنيا والآخرة..يأسر مصدره وراء قضبان لافكاك منها إذا أصر على ألا يرى مفتاح حريته..
إن كل راحل مهما أسموه بـ (خالد الذكر) و(الحي داخل قلوبنا) سينتهى لامحالة ذكره من الدنيا يوماً ما..قد يأتي هذا اليوم بعد شهر أو بعد سنة أو ربما بعد قرون..إنها الحقيقة التى لايستطيع إنكارها مؤمن ولاكافر..والعاقل هو الذي يضيف لعمره الذى يعيشه ويحمله فوق كاهله مساحات خضراء تروي عطش الحصار الذي تفرضه عليه ساعة التوقف التى لاتكف عن الإعلان عن نفسها مع كل نفس يدخل أو يخرج من صدره..هذه المساحات لا يبعثها من مواتها إلا الخير..والخير هنا لا يعني مجرد قروش تلقى في يد سائل أو أثواب تبعثر فوق أجساد عارية نشترى بها ضمائرنا ونرضي بها خوفنا..لكنه يعني رحابة القلب الذي يتسع ويتسع ليحتضن الكون كله ويحتويه وهو لا يعدو حجم قبضة يد..الخير هو الذى يجعل صاحبه –بإذن الله-أقدر على الحياة وأقوى على الموت..فالموت يحتاج من الراحل إلى قوة يعبر بها إلى الشاطيء الآخر بقدم أثبت وروح أصفى..يحتاج إلى أن يترك رفيقه والمتصف به موضع قدم آمناً يجعله آخرون منطلقاً لرحلات ناجحة وعبور عظيم..وإذا كان الملائكة هم مخلوقات الله التى جعلها رمزاً للخير وأهله..فبنو آدم هم مخلوقات الأمانة والاختيار..وعليه فإذا لم تستطع أن تمد يداً تنقذ بها غيرك فلا أقل من أن تفعل ذلك مع نفسك لتحيا..فالموت يلاحق البشر من المهد إلى اللحد ..وهذا الأخير ليس موت الجسد فحسب بل موت الإيمان والضمير والانتماء والمعرفة والبصيرة والقدرة على الاستكمال الأصوب لرحلة إجبارية لابد أن تتم كما بدأت..ربما أثبتت علوم الأخلاق والنفس والطاقة والبرمجة اللغوية العصبية وتنمية الشخصية وتطوير الذات أهمية الخير والتسامح والقيم الجميلة فى تغيير الإنسان وواقعه..ربما نسمع النصائح ليل نهار في البيت وقاعات الدرس ووسائل الإعلام بل ومن أصدقائنا ورؤسائنا وزملائنا وممن لم نعرفهم إلا معرفة عابرة..ربما رويت لنا عشرات القصص التى تحض على الخير وتنفّر من الشر..لكن الحقيقة التي لانستطيع إغفالها أو تكذيبها هي ذلك النور الذي لمس روحنا و أضاء جنباتنا في لحظة ما إثر خير صدر منا..هي تلك الدفعة التي تلقيناها لنكمل طريقنا ونحن نحمل في صدورنا راحة غير مرئية موحية بالرضا والسعادة والأمل فى أجمل مافي الدارين..
كم بقى لي؟؟؟
إن العمر غاية فى القصر..انظر إلى مافات من حياتك ..سيمر شريطه بسرعة البرق فى أقل من دقيقة كأنه حلم مهما كان عدد السنوات الهاربة من بين أيدينا..وأحياناً..كأن بطل هذا الشريط شخص آخر غيرك ذهب بلا عودة..ولأن الوقت محدود وتنبيهه أوشك على الرنين..فعليك أن تستمع لمن يصرخ فيك قائلاً: عش حياتك..لكن احذر فذكاؤك يفرض عليك أن تميز معنى العيش ومعنى الحياة وتنفذ إلى أعماقك بصدق لتعرف إن كنت بالفعل حياً أم من جملة الأموات..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:51 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

الوصمة!!

لاشك أن برامج الفتاوى أصبحت هي السمة المميزة للقنوات الدينية ..وهي ظاهرة صحية لا ننكرها ولانجحدها..لكن حين تتلخص صورة الدين فى مجرد سؤال وجواب تصبح العلاقة بين المرء وعقيدته يعتريها حالة من الجفاف..فإذا أضفنا محدودية وضيق أفق الأسئلة المطروحة تهتز الصورة أكثر وتصبح غير واضحة المعالم والشخوص..كان هذا رأيي منذ زمن بعيد بالرغم من أنى أتابع بعض برامج الفتاوى لأنى من العوام الذين يحتاجون إلى الخواص لاستجلاء مايستغلق عليهم فهمه من أمر دينه ودنياه..بيد أنى بالأمس صدمت صدمة موجعة رغمرغم تحصني بأختها منذ زمن وأفراز جسدى أجساماً مضادة لمثيلاتهما منذ فترة طويلة..ولكن القدر كتب لي أن أصدم للمرة الثالثة ..ففي برنامج فتاوى يعرض على قناة عربية أحترمها سؤل أحد الشيوخ الأجلاء الذين لانزكيهم على الله هذا السؤال من فتاة عربية :

أنا فتاة أحب العلم والتعلم وكل أملي أن أكمل دراستي وأبى وأمى لا يعارضاني ولكن المشكلة تكمن فى أن لي أخاً يرفض فكرة استكمال تعليمي نهائياً ويهدد أبي وأمى بعدم الإنفاق عليهما إن أصررت أنا على ذلك وكلما أخذت خطوة فى طريق العلم قلب الدنيا رأساً على عقب وأجبرنا على الخضوع لوجهة نظره التى لانتفق معه فيه بطرق وضغوط مادية ومعنوية فماذا أفعل؟؟

بالقطع لم يكن السؤال هو الصدمة فالظلم قضية حية فى كل زمان ومكان إلا من رحم ربي..والعقليات المختلفة المتدرجة الانغلاق والانفتاح أيضاً لاتعيش فى عالمنا العربي فحسب لكن العالم يزخر بها وبسياسة (الاستعباد مقابل الغذاء) ..المصيبة كل المصيبة كانت في الرد على السؤال..وهي:

لست أرى أن تعليم المرأة فيه أى ضرورة لأنه يعرضها للاختلاط والمفاسد...

لم تكن تلك هي المرة الأولى- كما قلت- التى أستمع فيها إلى مثل هذا الرأى بل إن شيخاً آخر من أكابر الشيوخ العرب قال أيضاً أن المرأة لا يجب أن تتعلم أكثر من(فك الخط) لتستعين به في قراءة المصحف ثم تنصرف بعد ذلك لتعلم شؤون البيت وتربية الأطفال ..وشككت في نفسي ساعتها وقلت ربما لم أفهم بيد أن الفتوى الأخيرة ثبتت سابقتها!!

وتساءلت..هل كل التعليم فيه اختلاط..هل لم يجد الشيخ الجليل أى وسيلة لتعليم المرأة إلا عن طريق الاختلاط؟؟وهل الاختلاط هو المصيبة الوحيدة فى السؤال..؟؟ألم يعقّ هذا الأخ أباه وأمه ويعامل رحمه بقسوة تهدد بقطعه..؟؟وهل حرص هذه الفتاة على التعليم دخل فى دائرة المفاسد؟؟؟ألم تحرص سيدتنا أم المؤمنين حفصة بنت عمر على تعلم الكتابة فشجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن حجر فى الإصابة بقوله لمعلمتها الشفاء بنت عبد الله التي اشتهرت بحكمتها ومعرفتها بالرقية:

علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة

ألم تكن السيدة عائشة علامة فى الأنساب والشعر كأبيها وألم تكن حجة فى رواية الحديث حتى نعتها الإمام الذهبي بأنها أفقه نساء عصرها وألم تكن أعلم الناس بالطب الذى أتقنته لتطبب به نفسها ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأ المرض يشق طريقه إلى جسده الكريم..؟؟

فإذا قال قائل أنها لم تكن تخرج إلى الجامعات التى امتلأت اليوم بالمفاسد ولم تكن تختلط بالرجال لكان الرد أنها تعلمت من الوفود التى كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم من دون اختلاط غير مقنن أو تعرض للمفاسد فقد قالت حين سأله ابن أخيها عروة بن الزبير عن تعلمها الطب :

يا بني كان النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره كثير الأوجاع ، فكانت العرب تفد إليه من كل مكان، يأتونه بما عندهم من وصفات طبية ، وانا اسمع منهم ، واجرب ، حتى تعلمت الطب

ثم أن هناك جامعات نسوية الآن يمكن لأى الانتساب إليها بل لقد وصل التعليم إلى داخل البيوت عن طريق جامعات التعليم عن بعد المنتشرة عبر الإنترنت والمعترف بها دولياً وإن كانت كثيرة التكاليف..هذا يعنى أن العلم فى حد ذاته ليس محرماً على النساء ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مايفيد منع تعليم المرأة درءاً للمفسدة..وإن كان هناك مفسدة حقيقية تتعرض لها المرأة المسلمة فى زمننا فهي الفراغ والتغييب في حين تتقدم زميلتها العلمانية أو المنتمية إلى أى اتجاه آخر مئات الخطوات تسبقها بها وتكتسب كل يوم مكانة أرفع ومهارات تواصل أقوى وليس أدل على ذلك من الحوارات التى تقام إعلامياً بين من يمثلن الاتجاهات الإسلامية واللواتي تحملن لواءات أى اتجاهات أخرى..حيث تكون المحصلة صورة مشوهة لما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة وصورة ملونة بارزة لزميلاتها الأخريات..ومن ثم اتهام للإسلام بأنه السبب الأساس فى تأخر عقلية المرأة الممثلة له .. والتى تنحصر اهتماماتها فى فتاوى الحجاب والنقاب والطهارة والزواج والطلاق..وهي أمور لا نطالب بتهميشها ولكن بترشيد الحوار حولها فنحن لانشكك في أهميتها بقدر ما نأمل أن تتحول بؤرة تفكير المسلمات لتركز على إنقاذ الأمة مما هي فيه بالفهم والتفاهم والتفاعل الحقيقي مع القضايا المطروحة على كل الساحات والتأكيد على أن قامتهن لا يجب أن تنحني ثقافياً أو حوارياً أمام غيرهن فلديهن نفس الفرصة للتعلم والتحاور والتفاعل البناء المثمر واستسلامهن للجهل إنما يسلمهن لأيدى أعدائهن..وسؤالى لأى شيخ يفتينا هو:

هل هو محتم علينا كنساء مسلمات استيراد الطبيبات وأستاذات الجامعات والمفكرات والخبيرات فى كل المجالات غير المسلمات من الخارج لتوجيه عجلة حياتنا ونحن نحبس أنفسنا في الجهل والضياع المجتمعي وتوسعة الهوة بيننا وبين الفكر المطروح على الساحات المحلية والعالمية مكتوفات الأيدي بدعوى أن ديننا يأمرنا بذلك؟؟؟وهل ديننا فعلاً يأمرنا بذلك؟؟؟

أشك.. وربما –رغم جهلي وعدم ادعائى العلم- أرفض وصم ديني بما ليس فيه !!
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:53 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

الخطاب الدعوى للمرأة..إلى أين؟؟

برغم أننا وصلنا إلى عصر مايسمى بثورة الاتصالات وتقدم التقنيات الحديثة إلا أن مشكلة الخطاب الدعوي للمرأة مازالت قائمة ومتوقفة عند مرحلة ماقبل منتصف القرن العشرين..ولا أدرى على وجه التحديد ماهو السبب الحقيقي لهذا التوقف ولا لماذا ظل التطور الخطابي مؤطراً داخل أطر بعينها رفض أن يخرج منها وعنها..وعندما تطالع نشرات دعوية نسائية أو ترى برنامجاً تلفزيونياً يدعو المرأة تلمس فى كثير منها قصوراً ملحوظاً يحتاج إلى دراسة وفحص وإعادة تقويم..

إن معظم النشرات والمطويات الدعوية الموجهة للمرأة إما تخاطب الوجدان أو العقل وفى هذا خير كثير بيد أن المواضيع التى تطرقها وطريقة العرض هى التى ساهمت فى تكبيل سير الدعوة النسوية فى الاتجاه الصحيح..فإذا خاطبت الوجدان قصت عليها القصص المستفزة للدموع وحكايات بنات جنسها اللواتى أكلهن ذئاب البشر وسقطن فى مستنقع الرذيلة والخطأ ولم يعدن إلى رشدهن إلا بعد فوات الأوان..وإذا خاطبت العقل لم تخرج عن الحجاب وطاعة الزوج والتهديد والوعيد بعذاب الله إن لم تفعل كذا وكذا أو أسَرتها فى ساحة فتاوى الحيض والنفاس والطلاق المعلق..وربما أجد لهذا التأطير سبباً وسنداً يأتى من بعض كتب السلف وليس كلها حين تتحدث عن النساء بأن عقولهن محدودة الفكر وعواطفهن أسبق من قراراتهن..وهو حق لبعض فئات النساء وفى أوقات معينة من حياتهن لكن هذا بالطبع لا يمكن أن ينطبق على جميع النساء وكل مراحل أعمارهن وفى السيرة ما يركز على إمكانية الاعتماد على عقول النساء ومشاورتهن والأخذ برأيهن مثل ماحدث فى الحديبية مع السيدة أم المؤمنين أم سلمة...وما مواقف السيدة خديجة فى بداية عهد الرسالة منا ببعيد..بل ستظل أبد الدهر سراجاً ونبراساً وفخراً للمرأة أنها تنتمي لجنس انتمت إليه سيدة مثل خديجة بنت خويلد رضي الله عنها..وليست السيدة خديجة فحسب بل هناك عشرات الأمثلة لنساء الصحابة اللواتى كن من صاحبات العقول الراجحة المتميزة مثل أمهات المؤمنين خاصة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق راوية الحديث الفقيهة والصحابية السيدة نسيبة بنت كعب أم عمارة المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أحد والسيدة أسماء بنت زيد خطيبة النساء والشفاء بنت عمرو التميمي التى يقال أن سيدنا عمر بن الخطاب استعان بها فى الحسبة فى السوق والسيدة خولة بنت حكيم التى جادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى زوجها وسمعها الله من فوق سبع سموات وانتصر لها..وغيرهن كثيرات وكثيرات لايتسع المجال لذكرهن مع فضلهن وعظمتهن.

ولعل المشكلة الأساس التى يواجهها الخطاب الدعوي للمرأة هى عدم مراعاته للتدرج الذى أصبح الآن ضرورة من ضرورات الولوج إلى عوالم المرأة..فالمرأة التى تعلمت وشاركت فى الحياة السياسية والعلمية والثقافية والمجتمعية تحتاج إلى أكثر من (الوعظ) الذى يبكى عينيها وينتهى أثره بمجرد خروجها إلى واقع الحياة واستسلامها لعنكبوتية خيوطها المتشابكة والمتناحرة الذى يشعرها أنها عدة كيانات منفصلة لاتستطيع التركيز فى نقطة واحدة أو على قضية بعينها..إن وسائل الإعلام التى أصبحت اليوم حقيقة لا مهرب منها ولاسبيل إلى تجنبها اصبحت تلاحقنا صباح مساء بنشراتها ومعلوماتها وحواراتها مما تسبب –رغم التغييب والتغريب- فى تطور كثير من المهارات الثقافية لدى المرأة من الأميّة إلى التى تحمل أعلى الشهادات الدراسية ومن ثم فهى فى حاجة لما يروى عطشها للعلم والمعرفة والثقافة والدين بطريقة واعية راشدة تشعرها أنها ليست طفلة تكتفى بالحكايا والقصص التى تنال منها العبر وتجنى منها التجارب بل هى عقل يتفهم له خلفية ثقافية تستطيع استيعاب العلم الشرعي والمجتمعي وفهمه وإسقاطه على الواقع بطريقة صحيحة تسهم فى تقدم المجتمع ككل..ومن ثم فى تربية جيل يعرف ماهية الدين وأهميته ومكانته فى الحياة فلا هو ذلك المهمش الذى يظل مؤطراً داخل عبادات الجوارح دون حركة الحياة ولا هو ذلك الموقف لمسيرتها أو العقبة فى سبيل تقدمها وتفاعلها مع بقية الحضارات الأخرى دون إفراط أو تفريط..

إننا نعاني من التطرف بشتى صوره..إما التطرف فى استخدام الدين كسيف نقطع به رقاب المخالفين أو التطرف فى التعامل مع الدين على أنه جزئية صغيرة فى حياتنا مكانها القلب ولامحل لها غيره..والدين ليس هذا ولاذاك..فالدين هو ماعلمناه رب العزة حين قال لرسوله الكريم فى كتابه العزيز:

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162

ولكى تصل المرأة المسلمة العصرية إلى دينها بطريقة صحيحة يجب أن تدرس حالتها جيداً ونقصد بحالتها ثقافتها..اهتماماتها..مستواها الاجتماعي..بيئتها..مواهبها ومهاراتها..نقاط ضعفها هى ومجتمعها..وبناءاً على تلك الدراسة يتم استخدام مايسمى بـ(تدرج الدعوة) وهو الذى يعنى تقديم الخطاب الدعوى لكل فئة على حدة بالشكل الذى تحب وتستطيع استيعابه والإفادة والاستفادة منه..وربما يرى البعض أن هذا الأمر ليس سهلاً لكنى ربما أختلف معه فى الرأى ..فالعاملون والعاملات فى حقل الدعوة عندما يعدون للقاءات دعوية يجب أن يكون لقاؤهم هذا مدروساً منذ البداية لا عشوائياً اللهم إلا إن كان هذا اللقاء غير مرتب له أو فى مكان لا يستطاع فيه تمييز مستويات المدعوات وخلفياتهن.. لكن حتى فى هذه الحالة يمكن تنويع الدعوة بحيث توافق كل تلك المستويات وتخاطب كل العقول الموجودة بشكل يرضيها جميعاً ولايزيدها نفوراً وإعراضاً.

إن الكثير من التوجهات الأخرى غير الإسلامية تعمل على اجتذاب المرأة المسلمة المثقفة بمختلف الوسائل التى من أولها احترام عقلها وتفكيرها وتغازلهما بكل طريقة ممكنة لتكسبها إلى صفها والدعوة أولى بهذا الجذب لهذه الفئة بالذات من النساء لأن تلك الفئة إن صلحت صلحت بنية أسرتها وبيئتها المحيطة..وإن انفلتت وانضمت إلى المعسكر المضاد المحارب أو المهمش والمغيب للفكر الإسلامي خسرت الدعوة الكثير وظلت تحارب طواحين الهواء في زمن لم يعد يعترف بالتخلف وأهله وطواحين هوائه.
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:55 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

صراخ الثكالى

بادرني أحد الذين أعتز بنقدهم وآرائهم بسؤال..قال:هل كل أبطال كتاباتك يموتون باستسلام..؟؟؟؟سؤاله ذكرنى بواقع أليم نعيشه بشكل يومي ألا وهو موت القضايا المدوية بعد تفجيرها بأيام قليلة .. وخرس الألسنة والأصوات العالية التى كانت تطالب بمناقشتها وإيجاد حلول لها..وجعلت أتساءل..ماذا إذن كان الغرض الأساس من تفجيرها..أهى مجرد فرقعات إعلامية وسباقات صحفية لتأكيد شهرة البرامج التى فتحت ملفات تلك القضايا أم أن هناك ضغوطاً من جهات مختلفة وأطياف أياد خفية تضطر الإعلاميين إلى غض النظر عما أثاروه ووأد الحقائق حية لكى لا تضيف غلياناً على غليان فى صدور الجماهير وهو ماقد يهدد بحالة من الغضب مما لايحمد عقباه..ونعود نتساءل:مادمنا موقنين بأننا لانمتلك إعلاماً حراً وثبت لنا بما لايدع مجالاً للشك أن الدخول فى معارك بعينها لايفضي إلا إلى لاشىء ولانتيجة فلماذا ندخلها من الأساس ولماذا إذن نعيب على الصحافة الصفراء ماتفعله ونسميها بصحافة الفضائح وإعلام التشهير طالما أننا نتبع نفس المنهج..مر ذلك بذهنى وأنا اتصفح أوراق ذاكرتى التى أثقلت كاهلها قضايا مفتوحة لم تحل ولم تغلق..فقط أثيرت ثم أعقبها صمت من نوع خاص ..ترى من خلاله شيئاً غامضاً وراء الكواليس الإعلامية..على سبيل المثال لا الحصر ..أثيرت قضية الإعلامية هالة سرحان وقامت الدنيا ولم تقعد بعد ماجاء فى برنامج تسعين دقيقة من التلفيق المتعمد لحلقات بنات الليل ..وأحيل الموضوع برمته للنائب العام وظهرت السيدة هالة على إحدى القنوات وهى تستعرض مجدها الإعلامي دون أن تبرىء نفسها أو تعترف اعترافاً صريحاً بخطئها الذى ارتكبته مع سبق الإصرار والترصد..وانتظرنا معرفة ماتوصل إليه النائب العام وأعوانه..لكن القضية ماتت غير مأسوف عليها..ومن كان بالأمس يصرخ حزناً وغضباً على حق مصر الضائع بين الفضائيات التى تحاول النيل من كرامتها وسمعتها من أجل حفنة دولارات..سكت ..وصمت كان الأمر لم يكن..لم تعلن نتائج تحقيقات..ولم تطرح تطورات..ولم تبرأ ساحة أو تفرد مساحة لإثلاج صدور قوم أثيرت حفائظهم وأعصابهم بلا ثمن..ثم أعقبتها قضية لبن الأطفال المغشوش الذى أدى إلى حدوث عاهات مستديمة عند بعض الأطفال الرضع بعد إصابتهم بنزلات معوية حادة أثرت على وظائف المخ بشكل أو بآخر مما عرقل حياة أبرياء لاذنب لهم فيما أصيبوا به اللهم إلا أنهم وثقوا فى حليب مجفف مدعم تقوم بصرفه وزارة الصحة بدلاً من مثيله مرتفع السعر المستورد والمحلي..وانفعل الناس مع دموع الأب الشاب الذى تحول ابنه من النقيض إلى النقيض فى يوم وليلة وانتظروا أن يروا نتيجة وردة فعل منشورة بنفس المستوى الذى نشرت به فضيحة الموت القادم من غذاء الاطفال المدعم لكن ..مرة أخرى عم الصمت وسكت الصراخ وأخفيت دموع الآباء الغاضبين..ثم أعقبتها قضية اللبن المغشوش بسماد اليوريا ومسحوق السيراميك والتوتيا الزرقاء..والتى أثبتت أن 55% من اللبن المطروح فى الأسواق مصنع فى مصانع اللبن المزيف..وتداولتها البرامج الحوارية والمقالات الإخبارية ثم ماتت بلا بواكي بل أن هناك من قال أنه تم إعادة فتح تلك المصانع لكن..لم يعلن علينا أية نتائج حقيقية لما تم من تحريات وإجراءات وكأن الشعب سعيد بهذه النوعية المتميزة من اللبن التى يبدو أنها باتت أفضل من الطبيعي لديه..تضاف إلى تلك المصائب بعض قضايا اغتصاب ربما كان أبرزها اغتصاب الطفلة ذات التسع سنوات بسبب إهمال ضابط شرطة..واغتصاب طفل السبع سنوات بواسطة معلمه فى المدرسة المحافظة فى غرفة وكيل المدرسة..وكلها لا تعدو أن تكون مفورات دموية للمشاهدين المتابعين للأحداث خاصة المغتربين الذين يحرصون على متابعة أخبار بلدهم الحبيب ويتمنون سماع ما يسر قلوبهم ويثلج صدورهم..ولايجدون إلا اليأس والإحباط والتثبيط المفرغ من الإيجابية..فالإيجابية من وجهة نظرى المتواضعة ليست فى كشف المستور..وفضح الكوارث المستترة لكنها بالأساس التفتيش عن حل وعرض نتائج البحث والتقصي والتفاعل مع القضايا على الجمهور الذى يموت كمداً كل يوم وهو يتابع الألم الذى تنزفه الفضائيات المصرية الخاصة والعربية عامة ثم ينام قريح العين مكلوم الفؤاد ليأتي اليوم التالي بأشنع ماجاء به سابقه وحتى إن لم يتابع فزملاء العمل وغير العمل يتولون الأمر ويخبرونه بما لم يعرف ولم يحط به علماً..ونعود لنسأل:ماهى وظيفة الإعلام الحقيقية؟؟؟إن البعض يحمل شعارات تنادى بالشفافية والوضوح والتنصل من إخفاء الحقائق..ونحن نشجع ذلك لكن ليس على حساب أعصاب المشاهد والمتابع بصفة عامة..فكشف المستور يجب أن يقترن بوضع نهايات سعيدة مرضية يشعر معها المشاهد أن له قيمة وأن إعلامه بالمشكلة لم يكن إلا خطوة في طريق حلها لا مجرد استفزاز لغضبه وابتزاز لمشاعره ليرسل رسالة جوال أو براق أو يشارك بمحادثة هاتفية لا تعادل إلا صراخ ثكلى لا يعيد إليها وليدها الذى أسلم الروح من عالمه الآخر مهما علا صوته وارتفعت حدته..



[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:57 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن..
يحكى أنه في بلد من بلاد المسلمين قامت إحدى الدور الثقافية التى لها وزنها بالإعلان عن منح لدراسة اللغة الإنجليزية خصت بها طلاب وطالبات كليات التربية قسم اللغات ..هذه المنح المميزة ذات تمويل أمريكي..واشترطت الجهة المعلنة عمل اختبار ومقابلة شخصية للطلاب المتقدمين لتتخير منهم العدد المناسب..كانت لجان المقابلات الشخصية مؤلفة من أساتذة أمريكيين أما أسئلتهم فقد انحصرت في موضوعات بعينها مثل: ما رأيك فى الوضع الراهن لأفغانستان؟؟ما رأيك فى دخول أمريكا العراق لترسيخ معنى الحرية والديموقراطية؟؟كلمنا عن طالبان؟؟مارأيك فى العمليات الانتحارية التى تقوم بها فرق الإرهاب(المقاومة)الإسلامية فى الدول موضوع الأسئلة؟؟
أما الامتحان التحريرى فقد أتى على نفس الشاكلة ولكن بطريقة (تكلم بإسهاب عن واحد من المواضيع المذكورة أعلاه موضحاً فيه رأيك ووجهة نظرك وسببه..؟؟)
دخل الطلاب الامتحانات وانقسموا إلىفرقتين..فرقة آثر ت الحصول على المنحة والإمساك بالعصا من منتصفها وأدلت بإجابات غير قاطعة حاولت فيها أن تماليء الدولة المانحة لتفوز بالمنح..وفرقة أخرى استفزتها الأسئلة وفهمت مابين السطور وأحست بالغرض من تلك المنح فردت بالإجابات التى رأتها مناسبة و لا تخالف ضميرها وفضلت أن تقول الحق وألا تأخذها فى الله لومة لائم..وانتهى الامتحان وكل فريق يعرف مافعل وينتظر نتيجته المتوقعة...ومر أسبوعان ثم أعلنت النتيجة ..لم يهتم كثيراً طلبة الفرقة الثانية فقد فهموا أن الرسوب لن يكون هو النتيجة الوحيدة لإجاباتهم بل قد يذهبوا إلى جوانتاناموا وأبى غريب فى منح من نوع خاص تعدها وزارة الدفاع الأمريكية..فلم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عن نتيجتهم..أما الفئة الأولى فقد تحرقت شوقاً لمعرفة نتائجها وهى تثق فى ذكائها الذى جعلها تحسن التصرف وتتعامل مع الموقف وفق مايقتضيه لتستفيد منه كما ينبغي..إن هذه الفئة لم تكن سيئة لكنها اعتقدت أن رأيها لن ينفع أحداً لأن الموضوع مجرد مقابلة شخصية من أجل منحة..بل على العكس قد تتضرر هي إن لم تحصل على المنح المطروحة والتى لن تكلفها إلا كلمات قليلة ترضى بها الممتحن..وكانت المفاجأة..فقد نجح كل من هاجم أمريكا والنظام العالمي الجديد وفاز بالمنح بينما رسب كل الذين استرضوها وخطبوا ودها..
بدأت المنح الدراسية فعالياتها واكتشف الطلاب الفائزون بها أنهالم تكن إلا شركاً الهدف الأساس منه عملية غسيل مخ منظمة ولقاءات وجلسات حوار مع رجالات تربية وثقافة أمريكيين عبر الدوائر التلفزيونية لتغيير توجهات هؤلاء الشباب الواعين وكسبها لصالح الكفة الأمريكية..والجدير بالذكر أن معظم من حضروا تلك الندوات لم يتغيروا بل بالعكس تناقشوا مع محاوريهم بمنتهى الموضوعية وأحرجوهم بالحجج التى لم يستطيعوا منها فكاكاً وفشل البرنامج فشلاً ذريعاً..
انتهت القصة نهاية سعيدة..بيد أن فحواها ذكرنى بأسطورة( إيريال) عروس البحر الكارتونية الديزنية(نسبة إلى ديزنى)بنت ملك البحار التى أحبت أميراً بشرياً وأنقذته من الموت غرقاً فى عاصفة بحرية ولم يتذكر هو شكلها لكن صوتها الرائع انطبع داخله ولما أن أحست ساحرة البحار الشريرة رغبة عروس البحر الجميلة فى الحصول على قلب هذا الأمير والحياة معه مابقى لها من عمر عقدت معها صفقة مفادها أن تمنحها ساقين وقدمين بدلاً من ذيلها مقابل أن تأخذ صوتها الرائع..وقبلت الأميرة الصفقة واستطاعت الخروج من البحر والحياة على الأرض كبشرية والوصول إلى الأمير الذى تحب لكنها لم تستطع أن تعرفه بشخصيتها الحقيقية لأنها بلا صوت..وهو عرفها في البدايةعن طريق صوتها الشجى وبالتالى لم يتعرف على حقيقتها لأنه لم ير منها إلا أنها فتاة جميلة خرساء..وكانت النتيجة أنهالم تجن من مشاعره أكثر من العطف والشفقة..
وتأملت الأسطورة وقصة المنح معاً ..فوجدت أنهما متطابقتان من ناحية التخطيط مختلفتان تطبيقاً..فقد كان أمل الساحرة الشريرة(أمريكا) شراء صوت الشباب الواعى الذين تعلم علم اليقين أنهم هم من سيمسكون بالزمام غداً إن شاء الله..ولما عقدت الاختبار لم تكن بحاجة لمن لديهم الاستعداد المسبق للبيع ..لكنها كانت تريد الآخرين الذين تعتقد أنهم الشوكة فى ظهرها..لقد حاولت إقناعهم بالبيع أو على الأقل بحضور المزاد بواسطة سماسرتها من بنى جلدتنا..كانت مقتنعة أن مجرد دخولهم تحت طائلتها الثقافية الفكرية قادر على إحداث تغيير حقيقي فى نفوسهم وقناعاتهم بيد أنها فشلت لكنها لم تيأس..إنها تعمل فى كل الاتجاهات بكل السياسات سواءاً كانت سياسة العصا والجزرة أو الغزو الفكرى والثقافى والانحلالى..أو فرض النظام العالمي الجديد واستخدام فخ العولمة..أو..أو...تشترى من يبيع وتبيع من تشترى..فمن وجهة نظرها لكل ثمنه الذى يرتضيه وإن لم يفعل فالنار والدمار أولى به..
لكن الذى يجب أن نتوقف عنده هو:لماذا تفعل أمريكا كل هذا إن كان العرب المسلمون قد انتهى زمانهم أو يئست منهم الحياة فألقت بهم فى سلة مهملاتها..وصاروا نهباً لكل قاطع طريق أو مجرم صفيق..؟؟لماذا تضيّع من وقتها وأموالها ماتضيّع إن كنّا نحن بضاعة مزجاة لاتنفع ولاتضر..وإن كان وجودنا فى حد ذاته عبئاً على الحضارات الأخرى التى قطعت أشواطاً طويلة فى التقدم والعلم والعلو؟
والإجابة تتلخص في أننا نشكل رعباً حقيقياً لأمريكا ومن يحالفها لأننا ذوو مرجعية ثابتة لم تتغير وأمتنا جبلت على أنها أمة محاربة مقاومة للضربات المتوالية التى قد تصيبها بالمرض حال ضعفها لكنها لا تميتها ولاتفنيها فعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أن الله أو أن ربي زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها وعشرون بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يسبي بعضا وبعضهم يهلك بعضا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال من بأقطارها إلا وإني أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان))مسند أحمد
لقد درس أعداؤنا ما منحنا إياه نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام من معلومات مستقبلية نبأه الله بها كمفاتيح نصرللأمة فآمنوا بها وغضضنا نحن عنها الطرف وبدلاً من أن تكون تلك المفاتيح بأيدينا نفتح بها أبواب النصر والأمل استخدمها عدونا لتحجيمنا وإغلاق الباب علينا وحبسنا فى قمقم الضعف والهزيمة..لأنه يعلم علم اليقين أن المارد خارج خارج لا محالة..وكل الذى يفعله هو سجنه أطول فترة ممكنة عله يستطيع أن يحقق أغراضه ويستفيد من هذا الوقت الممنوح له أقصى استفادة..ألم نر التفكك والانقسام على النفس من قبل أولياء أمورنا تارة أو من قبل فرق المقاومة للمحتلين أخرى بإيعاز وتمويل ومؤازرة من أعدائنا فى كل بلد يلوح فيه الحكم بـــ (لاإله إلا الله)....ألم نر ورغم ضعف المسلمين وبعدهم عن روح الإسلام الحقيقية ومنهجه القويم ومشاريع التبشير السياسي والفت فى عضد المسلمين أن أعداد من يدخلون للإسلام تزيد ولاتنقص وتدخل الدعوة بفضل الله لكل فج عميق لتصل إلى قلوب شاء الله لها أن تجتمع على موائد فضله وهدى رحمته..؟؟؟ألم نر أن كل مصيبة تدبر للإسلام يكون القصد منها تشويه صورته تدفع الناس لدراسته والبحث عن كنهه ودعوته فيرى كل من أراد الله له صفاء البصر والبصيرة الوجه الحقيقي للإسلام ويفهم كل من رزق عقلاً راشداً ويستطيع قراءة مابين السطور سبب هذا العداء الجامح الذى لم يرقب فى مؤمن إلاًّ ولاذمة ولم تأخذه بدولة الإسلام رأفة فى دين أو دساتير حقوق إنسان..فيشهد لنا لا علينا حتى وإن لم ينضم لحظيرة الإسلام..؟؟؟
إننى أرى المنح فى المحن والعطايا فى الرزايا..وإن المبشرات أكثر وأكبر من المثبطات والمحبطات..إن الله منجزنا وعده ولو كره الكافرون ..وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وقد قال تعالى:
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ))البقرة 214
ألا إن نصر الله قريب..ألا إن نصر الله قريب..ألا إن نصر الله قريب..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .