ومن العراق جئناكم بالرد
هذا مقطع من لقاء صوتي مع أبو حمزة المهاجر وزير الحرب بدولة العراق الإسلامية يرد فيه على الإتهام بأن لهم علاقة مع إيران
15- تتهمون أن لكم علاقة بالنظام الإيراني, ويستشهد بذلك بقضية القنصل الإيراني المفرج عنه أيام التوحيد والجهاد .
-هذه فرية خائبة مردودة في وجه صاحبها, وإلا فقد استهدفنا الدبلوماسيين الإيرانيين الثلاثة قرب مستشفى الكرخ, واستهدفنا السفارة الإيرانية مرات عديدة, واستهدفنا مجموعة من المخابرات الإيرانية على هيئة زوار في كربلاء, وقصة تدمير باصهم معروفه.
ثم من وقف في وجه عملائهم بالعراق وقاتل بضراوة فيلق بدر وجيش المهدي وكسر شوكتهم ورد الصاع صاعين ؟
وأما قصة القنصل الإيراني فقد حدثت أيام (التوحيد والجهاد) وهو اجتهاد الإخوة يومها ولا تلزم تبعاته الدولة, ومع ذلك فقد كنت شخصياً طرفاً في بعض الفصول, فلقد علمت بخبره من الأخ أبي عبدالرحمن المصري أو أبي إسلام -رحمه الله- وهو من السابقين إلى الجهاد في أفغانستان ومتهم بتدمير المدمرة كول في اليمن, وعلم بالخبر من الأخ أبي عبير الجنابي -رحمه الله- الذي كان يومها من قادة الجيش الإسلامي وذلك قبل أن يصل الخبر إلى الإعلام, وجاء إلينا أبو عبدالرحمن في الفلوجة يقترح أن نبادل الأسير بالإخوة في إيران أو ببعضهم, وكُلف أبو عبدالرحمن أن يبلغ الخبر للجيش, وبالفعل أوصل هذه الرغبة إلى الأخ أبي عبدالقادر -رحمه الله- وكان أيضاً من أمراء الجيش الإسلامي حينها, وسافرت إلى اليوسفية للقاء قادة الجيش لهذا الهدف وبتكليف من الشيخ أبي مصعب -رحمه الله-, ولكن بعد وصولي إلى اليوسفية صعقت حينما رأيت الفضائيات تنقل الخبر الذي يشترط فيه الجيش الإسلامي إطلاق سراح جنود الجيش العراقي السابق مقابل إطلاق سراح الأسير, وظننت أن خبر المفاداة بالإخوة لم يصلهم, واجتمعت بأبي أيوب المسؤول العسكري للجيش الإسلامي وأمير الجنوب وعضو مجلس الشورى وكان معه أبو المعتصم عرّفوه لي حينها أنه نائب أمير الجيش, وعاتبتهم, فادعى أبو أيوب أنه لا علم له بخبر رغبتنا في مفاداته بالإخوة, وحينها دخل أبو عبدالقادر -وكنا في بيته- فسألته: ألم توصل الخبر للمشايخ؟ قال: بلى, قلت لأبي أيوب حينها احمر وجه الرجل وبدأ يلتمس الأعذار, وقلت لهم: إننا الآن لا نستطيع أن نفعل شيئاً ما دام الأمركما فعلتم وقد خرج للعلن وهو ما يعيق المفاوضة, ثم إن إيران ردت أنها أطلقت بالفعل بعد السقوط كل أسرى الجيش العراقي, وجاء وفد من الجيش الإسلامي إلى الفلوجة وسلموا القنصل إلينا بعد أن احتاروا في كيفية التصرف معه, واشترط عليهم الشيخ أبو مصعب أن نتصرف فيه بما نراه مناسباً حتى لو أطلقنا سراحه, فقالوا: كما تشاؤون, وكان رأي الشيخ والإخوة أننا لا نستطيع قتله لأنهم ربما تصرفوا مع الإخوة أو بعضهم بنفس الأسلوب, كما لا حاجة لنا في فدية مالية ربما يعود ضررها على معاملة الإخوة هناك, وقال لي ساعتها الشيخ أبو مصعب: "لقد ورَّطَنا الجيش", فكان قرار الإخوة أن يطلق سراحه محملاً برسالة تهديدية للحكومة الإيرانية أن لا يلعبوا بملف الإخوة عندهم ولا يخرجوا أسماءهم إلى الإعلام وهو ما التزموا به حيناً من الزمن .
ثم إننا هددنا إيران صراحة ولكن منع من التنفيذ ظروف العمل الخارجي ومشاكله المعلومة لكل من مارس أسلوب العمليات النوعية, وكذلك ما شغلنا به داخل العراق من قبل عملاء المحتل.
ثم قولوا لي بربكم: هل هناك أي جماعة قتلت ولو إيرانياً واحداً؟ أو هددت إيران صراحة؟ أو قتلت رؤوسهم في العراق مثلنا ؟
أليس هذا قلباً للحقائق وكذباً مفضوحاً ؟!
__________________
|