اكتمل القمر
في ليلة هادئة من ليالي الربيع وقد نامت كل العيون وغار كل النجوم خرجت إلى الحديقة فإذا بالقمر اكتمل وصار بدرا يحن ويلوح بأشعته الدافئة إلى الورود ليزداد جمالها ويقوى عطرها.
وقفت أتأمل ذالك المنظر الخلاب وأسمع خرير الماء بين الزهور والخضرة يتغنى لصنع البديع الذي ينعش النفسة ويغذي الرح وكأنني غريبة في هذا الموطن الذي ولدت فيه وترعرعت. رفعت رأسي وكأنما القمر يبتسم لي فقلت:
ياقمر تغنى بك الشعراء والشاعرات واستأنس بك العشاق والعاشقات واستنار بك عابر سبيل في الظلمات واحتار فيك العلماء واخترعوا لك مركبات وأنا أقول لك: ''رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ'' هذا صنع الله في الدنيا وكيف بصنعه في الجنان؟ ودخلت غرفتي أسبح وأدعوا ربي راجية رضاه.
|