العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال هل سورة يوسف من القرآن؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخزى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اللعب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: فرسة و خيّال (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الصرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-05-2009, 10:31 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أختنا الفاضلة إيناس

سأسرد قصة واقعية، لم أعش أحداثها بل سمعتها ممن عايشوها ..

كان هناك أخوان (اثنان) لا أحد يعرف لهما أصلا أو فصلا، كانا يعملان في قرية كراعيين، أحدهما لأغنام وماعز القرية، والآخر يرعى الأبقار، وهي صيغة معروفة قبل عقود، إذ كان من يملك رأسا أو اثنين من الماشية، يجعلهما مع غيره من مواشي البلدة ليرعاها راع لمواشي الجميع.

ذات يوم، حدث أن قضمت أسنان بقرة بعض أوراق الأشجار، فبرز من بين الأشجار رجل وبيده عصا (ثخينة) فضرب راعي الأبقار على رأسه فمات على الفور.

دفنه أخوه وبعض الرحماء من القرية، وجلس أخوه يبكيه في كوخه وحيدا دون أن يأتي أهل القاتل ليطيبوا خاطره أو حتى يواسوه، امتنع لبضعة أيام عن الرعي بأغنام وماعز القرية، واختفى من القرية.

كان يتسلل في الليالي المظلمة، بين بيوت القرية، ويتسمع لأحاديث سمر أهلها، وعندما يأتي الحديث لما حصل مع أخيه، قال أحد العقلاء: لم يكن من الإنصاف أن نترك الأمر يمر هكذا، فكان لا بد من مصالحة أخيه وإعطاؤه (الدية) التي فرضها الشرع، صحيح أن القاتل لم يقصد قتله لدرجة الموت، لكن الواجب أن نصالحه ونعطيه ما يرضيه.. قهقه كبير عشيرة القاتل وقال: أف، ومن يكون راعي الماعز هذا حتى نصالحه؟ (دعه يقتل عشرين شخصا بدل أخيه) .. قهقه السفهاء، وأخ القتيل يتلظى حرقة وغضبا..

نزل الى الوادي المحاذي للقرية، وأقام بأحد الكهوف، وأخذ يتسلل للقرية كل أسبوع ويقتل أحد أبنائها.. حتى أصبحوا اثني عشر قتيلا.

وأهل القرية يتفكرون.. من يقتل أبنائهم؟ ولم يخطر ببالهم ذلك الراعي، حتى قال أحدهم: أيُعقل أن يكون راعي الماعز هو من يفعل ذلك؟

تطوع بعض رجال القرية حتى استدلوا على مكانه: وخاطبوه من أعلى الوادي: يا رجل: (كفى .. ودعنا نتصالح) ..
فأجابهم صوته من بين ثنايا الوادي: حتى يكتمل العدد للعشرين!

تلك القصة كان يسوقها القاص لتبيان خطورة السخرية.. والتكبر

وقد قال الشاعر:
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة .... إن البعوضة تدمي مقلة الأسدِ

عفوا أختنا على الإطالة
دمتِ أختاً فاضلة واعية
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل  
غير مقروءة 25-05-2009, 01:15 PM   #2
إيناس
مشرفة بوح الخاطر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3,262
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران مشاهدة مشاركة
أختنا الفاضلة إيناس

سأسرد قصة واقعية، لم أعش أحداثها بل سمعتها ممن عايشوها ..

كان هناك أخوان (اثنان) لا أحد يعرف لهما أصلا أو فصلا، كانا يعملان في قرية كراعيين، أحدهما لأغنام وماعز القرية، والآخر يرعى الأبقار، وهي صيغة معروفة قبل عقود، إذ كان من يملك رأسا أو اثنين من الماشية، يجعلهما مع غيره من مواشي البلدة ليرعاها راع لمواشي الجميع.

ذات يوم، حدث أن قضمت أسنان بقرة بعض أوراق الأشجار، فبرز من بين الأشجار رجل وبيده عصا (ثخينة) فضرب راعي الأبقار على رأسه فمات على الفور.

دفنه أخوه وبعض الرحماء من القرية، وجلس أخوه يبكيه في كوخه وحيدا دون أن يأتي أهل القاتل ليطيبوا خاطره أو حتى يواسوه، امتنع لبضعة أيام عن الرعي بأغنام وماعز القرية، واختفى من القرية.

كان يتسلل في الليالي المظلمة، بين بيوت القرية، ويتسمع لأحاديث سمر أهلها، وعندما يأتي الحديث لما حصل مع أخيه، قال أحد العقلاء: لم يكن من الإنصاف أن نترك الأمر يمر هكذا، فكان لا بد من مصالحة أخيه وإعطاؤه (الدية) التي فرضها الشرع، صحيح أن القاتل لم يقصد قتله لدرجة الموت، لكن الواجب أن نصالحه ونعطيه ما يرضيه.. قهقه كبير عشيرة القاتل وقال: أف، ومن يكون راعي الماعز هذا حتى نصالحه؟ (دعه يقتل عشرين شخصا بدل أخيه) .. قهقه السفهاء، وأخ القتيل يتلظى حرقة وغضبا..

نزل الى الوادي المحاذي للقرية، وأقام بأحد الكهوف، وأخذ يتسلل للقرية كل أسبوع ويقتل أحد أبنائها.. حتى أصبحوا اثني عشر قتيلا.

وأهل القرية يتفكرون.. من يقتل أبنائهم؟ ولم يخطر ببالهم ذلك الراعي، حتى قال أحدهم: أيُعقل أن يكون راعي الماعز هو من يفعل ذلك؟

تطوع بعض رجال القرية حتى استدلوا على مكانه: وخاطبوه من أعلى الوادي: يا رجل: (كفى .. ودعنا نتصالح) ..
فأجابهم صوته من بين ثنايا الوادي: حتى يكتمل العدد للعشرين!

تلك القصة كان يسوقها القاص لتبيان خطورة السخرية.. والتكبر

وقد قال الشاعر:
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة .... إن البعوضة تدمي مقلة الأسدِ

عفوا أختنا على الإطالة
دمتِ أختاً فاضلة واعية

أخي إبن حوران
إنها فعلا قصة مؤلمة تعبر عن نتيجة السخرية ومخلفاتها المدمرة
والسخرية هي ذروة الألم، بل هي الألم نفسه، فهي تعمل على إيذاء من حولها بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة في أعماقها المريضة الجاهلة، تسعى في تهديم العلاقات الإنسانية، وتمزيق أواصر الأخوّة
آراؤك ومداخلاتك أخي إبن حوران لها قيمتها عندي وتشرفني، فلا عليك من الإطالة لأنها تسعدني وتفيدني


__________________

Just me

إيناس غير متصل  
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .