بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدتك هذه جميلة للغاية ، والذي زادها جمالاً هو الجانب الموسيقي المتمثل في المجزوء من بحر الرجز كما أن القافية المكسورة المختومة بالتاء كانكت عنصرًا إضافيًا جيدًا يضاف للعمل .
فهذا الإيقاع الهادئ مع الكلمات الممتزجة بجانبيها المباشر والخفي جعلت القصيدة ذات روح خفيفة مرِحة تتجاور الدلالتان فيها :الدلالة الوجدانية العذرية والدلالة الأقرب إلى الجسية .كما أن إدخال تراث الصوفية في بعض العباراة كالمريد والذات جعل لهذه المحبوبة تقديرًا خالصًا ينبع من هذا الوله المتشح بالاستسلام التام لجمالها أو جمال نفسها . وتقع القصيدة بعد ذلك في مناطق مختلفة من التأويل والتي يخرج الخطاب فيها من حالة الوله بالمحبوبة إلى محبوبة أخرى أو لذة أخرى وهي الزهد والتلذذ بمقاومة أهواء النفس .وهذا من الممكن أن يسبب تعمية للقارئ على المستويين الدلالي والديني ولهذا أفضل البعد عن هذه المنطقة ،فإما أن يكون العشق إنسانيًا للمحبوبة وإما أن يكون الحب لله سبحانه وتعالى بعيدًا عن دلالات العشق الإنساني ،لأن من علامات حب الله توقيره والبعد عن التعبيرات التي تحدث شبهًا في العقيدة.
وفقك الله وهداك وسدد على الدرب خطاك ولا غيب الله قلمك دمت مبدعًا بكل خير
تركت فراغًا بغيابك أكبر من الخيمة نفسها
النمط المتطور