العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-05-2011, 10:25 AM   #34
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(46)
وقد تأثرت بمثل هذا الاتجاه القصيدة العربيةب الحديثة ، فشاع في الكثير من نماذجها توالي الجميل بدون أدوات ربط لغوي تصل ما بينها ، وبخاصة في تلك القصائد التي تتألف الرؤية الشعرية فيها من مجموعة من الأحاسيس والخواطر والهواجس المبعثرة المشتتة ، أوما أشبه ذلك من الرؤى الشعرية التي تلائمها مثل هذه الوسيلة. ومن النماذج الجيدة لاستخدام هذه الوسيلة قصيدة "مائدة الفرح الميت" للشاعر ممحد إبراهيم أبي سنـّة(44) التي تصور انفصام الروابط والوشائج بين حبيبين ، من خلال لقاء بينهما عقب انطفاء جذوة حبهما .يقول الشاعر في مطلع القصيدة :
ينبت ظلي في مرآة الحائط
ينبت ظلك في مرآة السقف
نتواجه ..نجلس
نقتسم الصمت ، وأقداح الشاي البارد
تفصلنا مائدة الفرح الميت
تتتحرك فينا أوراق خريف العام الماضي

وهكذا تتوالى الجمبل بدون ترابط ، وبدون أن يستخدم الشاعر أدوات الوصل اللغوية في ربط بعضها ببعض ، فظلت كل جملة منعزلة عن أخواتها مما يناسب الجو النفسي الذي يوشح الأبيات ، فنحن نحسّ منذ الوهلة الأولى أن العزلة والانفصام والفرقة تفرض ظلالها الثقيلة على الموقف برمته ، فقد أصبح كل من الحبيبين بعيدًا عن الآخر ،تفصله عنه عزلة عاطفية وروحية قاسية-رغم المكان الواحد الذي يضمهمها- محتى ظل من منهما ينبت في اتجاه مخالف للاتجداه الذي ينبت فيه ظل الآخر ، فعلى حين ينبت ظله "في مرآة الحائط"ينبت ظلها في مرأة السقف ". إن برودة العزلة تلف الجو كله ، بعد أن خمدت جذوة الحب المتوهجة ، انطفأت حرارة العواطف وتلاشى دفئها ، وقد امتدات برودة الموقف حتى إلى الشاي فأصبح بدورهشايًا باردًا ، والحبيبان لم يعد لديهما ما يقتسمانه سوى "الصمت" وأقداح هذا "الشاي البارد"، ولم يعد يتحرك في داخلها إلا "أوراق خريف العام الماضي". إن كل ما في الموقف يوحي بتصرم الصلات وانبتات الروابط وتقطعها ، ومن ثم جاءت الجمل بدورها تعكس هذ االجو الثقيل ، بعدم ترابطها وانقطاع الصلات اللغوية بينها ، وتساعد – من ناحي أخرى-على الإيحاء بتشتت خواطر الشاعر وهواجسه وعدم ترابطها وتماسكها.
هذه هي أهم الإإمكانات اللغوية الخالصة التي يستخدمها الشاعر استخدامًا إيحائيًا تعبيريًا ، والتي كان من الضروري أن نعرض لها في إطار دراستنا لللغة الشعر ، قبل الانتقال إلى دراسة الأدوات والوسائل الشعرية الأخرى التي تمثل اللغة مادتها الأولى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(44) ديوان "أجرس المساء" ص 17
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .