العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال هل سورة يوسف من القرآن؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخزى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اللعب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-02-2012, 02:41 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

جانيه (Paul Janet)

فيلسوف فرنسي من أتباع النزعة الانتقائية... ولد في باريس سنة 1823، وتوفي فيها عام 1899. حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة باريس سنة 1848، وعين أستاذاً في السوربون سنة 1864، وصار عضوا في أكاديمية العلوم الأخلاقية في نفس السنة... له مؤلفات عدة...

آراؤه

كان بول جانيه تلميذا لفكتور كوزان، واعتنق مذهب أستاذه، وهو مذهب (الانتقائيةecletisme) أي الانتقاء بين الآراء والمذاهب بحسب ما يراه معقولاً ومقبولا لديه..

وجانيه يؤكد جوهرية النفس، أي أن ثم جوهراً له أفعال ومظاهر هي أحوال النفس وظواهرها.

ويؤكد الحرية، لأن الشعور يكشف لنا عن إرادة مستقلة مسئولة. ويؤكد وجود الله، لأن الشعور يدرك محيطاً لا غور له نحن نغوص فيه وهو يتجاوزنا من كل ناحية.

والفلسفة ترادف الميتافيزيقيا، بمعنى أنها علم نسبي بالمطلق، أو علم إنساني بما هو إلهي. وكلما تقدمت العلوم، ازدادت الفلسفة ثراء.

وفي الأخلاق يسعى الى التوفيق بين مذهب أرسطو في السعادة، وبين مبدأ (فولف) في الكمال، ومبدأ (كنت وفخته) في الشخصية الإنسانية. ويفضي الى مذهب في السعادة عقلي النزعة ميتافيزيقي الجذور. والإنسان المثالي عنده هو المشارك في الواقع والمطلق معاً. ويقول: (لكي أؤمن بكرامة نفسي وسموها وكرامة نفوس الآخرين وسموها ـ وهم إخواني ـ فإن من الواجب علي الإيمان بمبدأ أعلى للكرامة والسمو. ويجب أن أقدر على أن أقول: ليأتِ ملكوتك) [من كتاب الأخلاق ص165، باريس سنة 1874]

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 439 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-03-2012, 02:41 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

جيمس (وليم) William James

عالم نفساني وفيلسوف براجماتي. ولد في نيويورك سنة 1842، وتوفي سنة 1915. كان الابن الأكبر للكاتب الساخر (هنري جيمس) وشقيق للقصصي الشهير هنري جيمس. كان والده طالباً للاهوت في معهد برنستون الديني، وتركه لاشمئزاز شديد من رجال الدين. تأثر وليام بكل ذلك وتعلم فن التصوير، ثم تخلى عنه ليدرس العلوم في هارفارد، ثم رافق عالم الحيوان الفرنسي الشهير (لوي أجاسيز)، في رحلاته الاستكشافية في الأمازون. والتحق بعدها بكلية الطب، وسافر لألمانيا للاستماع لمحاضرات الفيزيائي الكبير (هلمهولتس) واضع قانون حفظ الطاقة. سافر بعدها لفرنسا وحضر محاضرات (كلود برنار) فأثرت في مجرى حياته. في سنة 1876 درَّس في هارفارد وبقي على اتصال بها حتى وفاته.

آراؤه الفلسفية:

التجربة:

يرى أن مضمون التجربة ليس على شكل ذرات، بل هو تيار من الشعور ذلك أن التجربة ليست مؤلفة من مُعطيات منفصلة رصت مع بعضها كقطع الموزاييك، بل هي تيار من الشعور سيَّال متصل لا فواصل فيه ولا روابط، تماماً مثل تيار النهر الجاري، والأشياء تتداخل بعضها في بعض زماناً ومكاناً.

الحقيقة

المبدأ المؤثر في اختيارنا في نشاط، هو تحقيق الغرض الشامل والحصول على فائدة، فما هو مفيد أو ناجح أو نافع هو (الحق). يتوسع في ذلك ويقول: في ميدان التجربة الفيزيائية، المفيد فيها ما يمكن التنبؤ به وتحويله الى إنتاج. وفي التجربة النفسية أو العقلية هو ما يزودنا بالشعور بالمعقولية وهو شعور بالراحة والسلام. والتجربة الدينية يكون الاعتقاد حقيقيا إذا حقق للنفس الطمأنينة والسلوى، وسما بنا فوق أنفسنا.

إرادة الإيمان

يرى وليم جيمس أن لكل إنسان تجربة دينية دائماً. ذلك أنه شعر من حوله بحضور تجربة أخرى قريبة من تجربته ومتعاطفة مع أمانيه ومطامحه وتناضل معه ضد الشر وتعمل في صالح الخير وتشيع في نفسه السلوى. لهذا يفوض أمره ويطلب العون منها. وفي مجال رده على المشككين بوجود الله، الذين يقررون أنه لا يحق لنا أن نؤمن بشيء ليست عليه بينة منطقية كافية. إن العقلاء من الناس يحاولون تجنب الخطأ ويسعون الى بلوغ الحد الأعلى من الحقيقة. لكن هناك مسائل لا جواب عنها ب (نعم) أو ب (لا) بواسطة الدليل الحاضر، ومسألة وجود الله هي من هذا النوع.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 447 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2012, 01:36 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

جوييو Jean – Marie Guyau

فيلسوف فرنسي ذو نزعة حيوية، ولد في (لافال ـ فرنسا) عام 1854، وعاش فترة في السودان الفرنسي (مالي والنيجر حالياً)، اعتلت صحته فعاد وتوفي في فرنسا عام 1888.

فلسفته

أ ـ الأخلاق

نزع جوييو بطريقة وضعية وطبيعية وحيوية، وركز اهتمامه على الأخلاق وأراد أن يبنيها على النوازع الطبيعية، دون إلزام ولا جزاء.

يقول: (استشر أعمق غرائزك وأكثر عواطفك حيوية، وأكثر كراهياتك اعتياداً وإنسانية، ثم ضع بعد ذلك فروضاً ميتافيزيقية عن أساس الأشياء، والمصير الخاص بالكائنات وبك أنت)

ويُعرِّف الأخلاق بأنها (علم موضوعه كل وسائل المحافظة على الحياة المادية والعقلية وتنميتها). والأخلاق هي الملتقى الذي تتماس فيه ـ وتتحول باستمرار بعضها الى بعض ـ القوتان الكبيرتان للوجود وهما: الغريزة، والعقل. وينبغي على الأخلاق أن تدرس فعل هاتين القوتين: الواحدة في الأخرى، وأن تسعى الى تنظيم التأثير المزدوج للغريزة في الفكر، وللفكر والمخ في الأفعال الغريزية أو الأفعال المنعكسة.

ب ـ علم الجمال

الجمال عند جوييو في جزءه الأكبر، فعل وإشعاع مستمر من الداخل الى الخارج، والجمال الحق يخلق نفسه في كل آن، وفي كل حركة من حركاته، وله الوضوح الحي، الذي للنجمة.

والفن لكي يعبر عن الجمال، يجب أن يقوم بإدراك روح الأشياء ويربط الفرد بالكل وكل قسم من الآن بالديمومة الأبدية.

من مؤلفات (جوييو) أخلاق أبيقور وعلاقتها بالمذاهب المعاصرة [باريس 1878] . والأخلاق الإنجليزية المعاصرة [ باريس 1879].


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 451 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-06-2012, 01:33 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

دلاكروا (هنري) Henri Delacroix

عالم فرنسي بالنفس والجمال والتصوف. ولد سنة 1875 وتوفي سنة 1937، وكان أستاذاً لعلم النفس في كلية الآداب بجامعة السوربون/ باريس، وعميداً لكلية الآداب.

نفسانية التصوف

عَني (دلاكروا) بموضوعين: نفسانية التصوف ونفسانية الفن. فكان موضوع رسالته للدكتوراه هو: (بحث في التصوف النظري في ألمانيا في القرن الرابع عشر سنة 1899). وكتب سنة 1908 دراسات في تاريخ التصوف ونفسانية كبار الصوفية المسيحيين.

يقول: الصوفي هو من يعتقد أنه يدرك الإلهي مباشرة، ويشعر باطنياً بالحضور الإلهي. ويعرف التصوف بأنه (انتصاف للوجدان من المعرفة المنطقية) ذلك أن الوجدان يتجاوز حدود المنطق، ويصبو الى بلوغ حقيقة لا يصل إليها المنطق. (والصوفي وجداني يجمع في عاطفة مبهمة ووجد كل ما يفرقه الإنسان العادي الى مشاعر محدودة، ومعرفة منطقية، وعمل إيجابي [ من كتاب بحث في التصوف النظري في ألمانيا صفحة 415].

نفسانية الإيمان الديني

يقول: الناس يؤلهون آلهة ابتغاء الانتفاع بهم في طريق الحياة. كما أن الدين سعى للمحافظة على القيم، والإنسان ينشد من الدين الخلاص والحياة. ويشبه العلاقة بين الدين وحياة العاطفة كما هي العلاقة بين اللغة والفكر: إن الدين هو لغة العاطفة.

والدين يبقى بالرغم من العلم، لأن للإنسان مصلحة في بعض الأمور التي لا يستطيع العلم بلوغها. والدين وإن بُني على حاجة نفسية واجتماعية، فإن فيه عنصراً كونياً، وبدونها فإنه لا يحدث انسجاما بين الإنسان والكون.

والتصوف يقوم في بداية الدين، وعند نهايته. والتقوى تسبق الإيمان المزوّد بالعقائد. ولا يمكن الفصل بين الدين والشعائر الدينية. والعقيدة ليست معرفة محضة: إنها لغة عمل، وصيانة وقيّم.

اللغة والفكر

في كتابه (اللغة والفكر) يتناول العلاقة بينهما. وعنده أن اللغة هي نتاج النشاط الخلاق الذي يقوم به العقل. وفعل العقل في اللغة يشارك في فعل العقل في العلم: ففي كلتا الحالتين يلقي العقل على الأشياء شبكة من العلاقات التي تهيمن التجربة المعاشة، وتعالج المعطيات المباشرة، وتبني عالماً.

نفسانية الفن

يقول: كل لذّة جمالية كاملة هي مركب من لذة حسية ولذة صورية ولذة انفعالية حقاً. والإحساس هو بداية الفن، فالتهيج الملائم لأعضاء الحس: هذا هو الشرط الضروري لكل جمال.

بدون وجود معنى للأشياء وبدون وجود قيمة، فإن اللذة الجمالية تبقى فقيرة. فنحن نطلب من لوحة أو قصيدة أو معزوفة ألا تكون فقط ترتيباً جميلاً لخطوط، أو لألوان، أو لألفاظ الأصوات، وإنما ننشد أيضاً من هذا الترتيب الجميل أن يرمز الى حالة للنفس. إن هناك أعمالاً حسنة الصنع وملائمة، ولكنها فارغة. وعلى العكس هناك أعمال محملة بالنيات الجميلة لكنها لا تصل الى التعبير الموافق.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 478 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-08-2012, 11:54 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

دوركهيم Emile Durkheim

فيلسوف اجتماعي ومن كبار مؤسسي علم الاجتماع في فرنسا. ولد سنة 1858 شرق فرنسا (مدينة Epinal) من أسرة يهودية، ضمت كثيراً من الأحبار الربانيين، وتوفي في باريس سنة 1917. حصل على ليسانس في الفلسفة، وسافر لألمانيا لتكملة دراساته العليا، وعاد ليُعين في جامعة (بوردو) سنة 1887، وأصبح عَلَماً في الجامعات الفرنسية وكانت موضوعات محاضراته:
الأسرة وطبيعة علاقة القرابة؛ وفيزياء القوانين؛ وأصل الدين وطبيعته؛ وتقسيم العمل الاجتماعي [وهي رسالته للدكتوراه]؛ وقواعد المنهج الاجتماعي؛ والانتحار..

ثم تطورت دراساته لتصبح كتبا فيما بعد: ( البراجماتية وعلم الاجتماع) و (التربية وعلم الاجتماع)..

يؤخذ عليه وعلى أتباعه، عدم قيامهم بأعمال ميدانية، وهذا صحيح، فهم لم يخرجوا عن نطاق أوروبا، أو إن صح التعبير لم يخرجوا عن نطاق فرنسا. ولكن المدافعين عن (دوركهيم) يقولون: أن ميدانه كان التطور الهائل الذي شهدته المجتمعات الأوروبية نتيجة للتغيرات الصناعية الهائلة.

تقسيم العمل

رأى (دوركهيم) أن النظام الاجتماعي، في المجتمعات الأوروبية، وقد قلبته التغييرات الاقتصادية رأساً على عقب، لا يستطيع بعد أن يقوم بدور تنظيمي، مما أدى الى ما نراه من فوضى في هذه المجتمعات، وهذه الفوضى أو عدم وجود قانون يحكم المجتمع (anomie) هي السبب في أنواع النزاع الدائم المتجدد ومختلف أنواع الاضطرابات التي يبدي عنها العالم الاقتصادي اليوم. وفكرة انعدام القانون هذه هي مفتاح الأبحاث الأولى التي قام بها دوركهيم.

وثمة نوعان من تقسيم العمل: الأول يقوم في التخصص في العمل بحسب جماعاتٍ جماعات، ويؤدي الى تقرير وظائف إنتاجية متنوعة، ومهن جزئية: التخصص بحسب النوع (ذكر أو أنثى)، ثم بحسب المهن المتوارثة، وأخيراً تكوين المهن بحسب الاستعدادات الشخصية. والثاني يقوم في تجزئة العمل الى سلسلة من الحركات المتزايدة في التبسيط قدر المستطاع، التي توكل الى عاملين بقدر ما ينبغي بحيث لا يوكل إلى الواحد منهم إلا حركة واحدة تبقى هي هي مملة باستمرار.

والأثر الرئيسي لتقسيم العمل ليس هو في زيادة إنتاج الوظائف المختلفة، بل في جعلها متضامنة متكافلة بعضها مع بعض.

منهج علم الاجتماع

في سياق تحديده للمنهج الذي ينبغي إتباعه، يحدد (دوركهيم) ما هي الواقعة الاجتماعية فيقول: (( تتعرف الواقعة الاجتماعية في قدرتها على ممارسة ضغط خارجي، أو إمكان قيامها بهذا الضغط على الأفراد))

وبعد هذا التعريف يقرر ما يلي:

أ ـ (الواقعة الاجتماعية لا يمكن أن تفسّر إلا بواقعة اجتماعية أخرى) وهذا معناه أنه لا يجوز ردّ الظواهر الاجتماعية الى وقائع اقتصادية والى أسباب أخرى جزئية، بل يجب تفسيرها على مستوى نسيج الحياة الجماعية.

ب ـ (يجب معالجة الوقائع الاجتماعية بوصفها شيئاً) traiter le fait social comme une chose وهي عبارة مشهورة أدت الى ألوان عديدة من سوء الفهم والتأويل.

ما هو الشيء؟ ( إن الشيء يضاد الفكرة كما يضاد ما نعرفه من خارج الشيء الذي نعرفه من الداخل، والشيء هو كل موضوع لا يكون بالطبع قابلاً للنفوذ في العقل، إنه كل ما لا نستطيع أن نكوِّن عنه فكرة صحيحة مطابقة بواسطة عملية تحليل عقلي فقط، إنه كل ما لا يستطيع العقل الوصول إلى فهمه إلا بشرط أن يخرج عن ذاته، عن طريق الملاحظة والتجريب، مارّين تدريجياً من الخصائص الأكثر خارجية والأيسر إدراكاً ـ الى الخصائص الأقل ظهوراً والأشد عمقاً).

ونلخص هنا بيانات قواعد منهج (دوركهيم) في علم الاجتماع:

القاعدة الأولى: استبعاد كل الأفكار السابقة بطريقة تنظيمية، والتخلص من كل البيانات الزائفة التي تسيطر على عقول العامة، وإزاحة نير المقولات التجريبية التي تصير طاغية مستبدة على العقل من طول الألفة والاعتياد. وإذا حملتنا الضرورة أحياناً الى اللجوء إليها، فلنفعل ذلك مع شعور واضح بضآلة قيمتها حتى لا نجعلها تلعب دوراً ليست جديرة به... فنحن غالباً ما نتحمس لمعتقداتنا السياسية والدينية، ولعاداتنا الأخلاقية أكثر مما نفعل بإخضاعها للنظريات العلمية، وهذا سيؤثر على انفعالاتنا في تصور الأشياء وتفسيرها... فمثلاً لو كانت قضية ما لا تتفق مع الفكرة التي كوناها عن الوطنية أو الكرامة الشخصية، فهي ستنكر أي محاججة معها حتى لو كانت علمية!

والقاعدة الثانية: الوقائع الاجتماعية تكون أكثر قابلية للامتثال موضوعياً بقدر ما تكون خالصة تماماً من الوقائع الفردية التي تكشف عنها.

والقاعدة الثالثة: حين يقوم الباحث في علم الاجتماع باستكشاف مجموع معين من الوقائع الاجتماعية فيجب عليه أن ينظر فيها من الجانب الذي تتمثل فيه منعزلة عن تجلياتها الفردية.


ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 481 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-10-2012, 12:05 AM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

ديوي John Dewey

فيلسوف أمريكي برجماتي وعالم تربوي، وناقد اجتماعي. ولد عام 1859 وتوفي عام 1952. حصل على الدكتوراه من جامعة (جونز هوبكنز). عين أستاذاً ورئيسا لقسم الفلسفة في جامعة شيكاغو، وأنشأ ما يعرف بمعمل ديوي. حاضر في طوكيو وبكين. ظل نشيطاً حتى وفاته.

آراؤه

الأفكار أدوات

يؤكد أن كل المعرفة مستمدة من التجربة، والأفكار استباقات للإدراكات الحسية. والأشياء هي كما تدركها الحواس فقط. والأفكار تولدها الظروف. وإن أردنا إجمال رؤيته حول الأفكار:

أ ـ أن التفكير لا يبدأ إلا حيث توجد مشكلة، أو اختلاط أو شك، ويُراد حلها. فالتفكير ليس مجرد عملية احتراق تلقائي: أنه لا يوجد إلا حيث تكون هناك حاجة ومناسبة تدعو إليه.

ب ـ الحاجة الى حل مشكلة هي العامل المرشد دائما في عملية التفكير. وما يساعدنا على التفكير ليس هو الهدوء والسكون، بل التحرك نحو هدف. وتركيز العقل على موضوع يشبه التحكم في السفينة كي تتخذ طريقاً معيناً. وهذا يقتضي تغييراً مستمراً للوضع مع وحدة التوجيه.

ج ـ والوظيفة الأولى للتفكير هي حل المشكلة التي نواجهها، وإيضاح الغموض والاختلاف، والإجابة عن السؤال الماثل في ذهننا، ونحن نتوقف عن التفكير إذا ما حلت هذه المشكلة. ولن نفكر بعد أو نستأنف التفكير إلا إذا عرضت مشكلة جديدة، أو ظهر موقف محير جديد.

إن الرجل المتوحش قد يكون قادراً على تكوين صورة عن الأعمدة والأسلاك، ولكن إذا لم يعرف شيئا عن التلغراف أو الهاتف، فلن تكون لديه فكرة صحيحة.

والفكرة إذا تلعثمت في معالجة موقف أو مشكلة، توصف بأنها فرض hypothesis. إنها تتردد بين (إذا) و (ربما). إنها مجرد اقتراح أو حزر conjecture لكنها تتحول الى (حقيقة واقعية fact) إذا توقفت عن التردد والأرجحة وصارت فعالة.

نسبية المعرفة وسيلان الحقيقة

الأفكار تدور مع المشاكل والمواقف والظروف الاجتماعية. ولهذا فإن معايير المعقولية تتوقف على الأحوال الاجتماعية للعصر الذي تقال فيه الأفكار، إذ هي تمثل أنجح التجارب في التفكير إبان عصر أو فترة، ولقد تطورت الأفكار وتغيرت لأنها عملت وفعلت، وسلطانها هو في قابليتها على أن تكون أدوات تساعد على حل المشاكل الطارئة، في ذلك العصر. وربما لو تغيرت الظروف والمواقف لصارت عديمة الجدوى أو قليلة الفاعلية يتوجب تجاوزها.

صحيح أن بعض الماضي لا يزال حياً، لكن ما لا يزال حياً من الماضي هو فقط ما يقبل هو فقط ما يقبل التطبيق اليوم. وصلاح أمور في الماضي لا يبرر صلاحها في الوقت الحاضر. ومن حقنا وحدنا نحن أبناء اليوم أن نحكم على صلاحها بالنسبة إلينا. ويجب علينا ألا نتردد في نبذ كل ما نراه غير صالح لنا اليوم مما ورثناه عن الماضي.

ولهذا ينبغي علينا أن نعمل على تجديد النظريات والمعتقدات وجعلها متلائمة مع مطالب العصر، لتجديدها وصقلها وتنظيفها باستمرار لتصير نافعة وإلا كانت ويلاً على أصحابها.

الإصلاح والأخلاق

يري (ديوي) أن العالم مليء بالنفايات وما لا حاجة بعد بالإنسان إليه. وفي كتابه (الطبيعة الإنسانية والسلوك1922) ينقد ديوي أخلاق الماضي لأنها تقوم في مجموعها على التحريم والتقييد، لهذا لم يؤمن بها إلا القليلون، والغالبية لم تطبقها أو اكتفت بالإشادة بها دون تنفيذها.

يقول: أن الحياة الأخلاقية تجري في عالم هو طبيعة ومجتمع معاً. والطبيعة الإنسانية متصلة بسائر الطبيعة، ونتيجة لهذا فإن علم الأخلاق وثيق الصلة بالعلوم الاجتماعية والطبيعية والاقتصاد. والعادات السيئة هي ميول للفعل تسيطر علينا، ولكننا في الغالب اكتسبناها دون وعي وقصدٍ واع. ولما كانت تأمر فهي إرادة، وصاحبها سيفعل ما يريد، ومن يكتسب عادة سيئة ليس هو الشخص الذي يخفق في عمل الشيء الصالح فقط، بل هو شخص تكونت لديه عادة فعل الأمور السيئة.

لديوي مؤلفات عديدة منها اثنا عشر كتاباً تُدرس للمختصين.

ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 499 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-12-2012, 04:07 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

رادهكر شنان Sarvepalli Radhakerishnan


فيلسوف هندي معاصر. ولد بنواحي مدراس عام 1888، تعلم في كلية مدراس المسيحية ثم عُين بعد تخرجه مدرساً للفلسفة في كلية الرئاسة في مدراس عام 1909، واستمر بها سبع سنوات، دارساً ومعلماً للكتب الأساسية في الديانة الهندوسية والبوذية والجاينية، ثم صار أستاذا في جامعة ميسور، وكلكتا ودعي للتدريس في جامعة أكسفورد سنة 1926، وشغل كرسي (أسبولدنج) لتدريس الأديان الشرقية والأخلاق في جامعة أكسفورد. وحاضر في الولايات المتحدة والصين ومنح لقب (sir) وكان عضواً في لجنة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم المتحدة في جنيف. تدرج في المناصب بالهند بعد استقلالها حتى أصبح رئيساً لجمهورية الهند من سنة 1962 حتى 1967، توفي عام 1975.

فلسفته

حاول رادهكرشنان ـ وهو هندوسي الدين ـ الجمع بين الفلسفة الأوروبية والتيارات الفكرية الهندية في مختلف الأديان خصوصا الهندوسية والبوذية.

ويقول عن نفسه: ( على الرغم من إعجابي بعظماء الفكر، القدماء والمحدثين، الشرقيين والغربيين، فإني لا أستطيع القول إنني أتبع واحداً منهم وأقبل بمذهبه بكامله. ولا أفصد بذلك أنني رفضت أن أتعلم من الآخرين أو أني لم أتأثر بهم. وبينما حركت وجداني عقول هؤلاء الذين درستهم جميعاً، فإن فكري لم ينسجم مع أي نمط معين تقليدي. ذلك لأنه كان لفكري مصدر آخر وصدر عن تجربتي الخاصة، وهي ليست نفس التجربة التي تحصل من مجرد الدراسة والقراءة).

وينكر فيلسوفنا هنا، النزعة العقلية في إدراك أمور الروح والإلهيات، لأنه يرى أنه إذا استخدم العقل والبرهان العقلي في هذه الأمور فإنه إنما يصل الى فرض، مهما يكن صادقاً!

وهو يدعو الى توسيع منظورنا الديني حتى نصل الى حكمة عالمية جديرة بعصرنا الحاضر، وذلك بانفتاح الأديان بعضها على بعض لإخصاب بعضها البعض. (إننا نعيش في عالم لا هو شرقي ولا هو غربي، فيه كل واحد منا وريث لكل الحضارات. إن ماضي الصين واليابان والهند هو ماضينا بقدر ماضي بني إسرائيل واليونان وروما. وإن من واجبنا، وهو امتياز نفخر به، أن نوسع ملكة استطلاعنا وفهمنا وأن ندرك اتساع أرضنا المشتركة).

ويضيف أن التجزئة الدينية تقف عثرة في سبيل حضارة عالمية واحدة، هي الأساس الوحيد الثابت لمجتمع عالمي. وكل دين يحاول اليوم أن يعيد صياغة عقائده لتتفق مع الفكر الحديث والنقد الحديث. أما الأديان الراكدة المتحجرة في قوالب جامدة فهي على خلاف مع الحياة العصرية.

لكن (في نظره) العالم لا يسعى الى صهر الأديان بعضها في بعض، وإنما يسعى الى أخوة بين الأديان المختلفة قائمة على إدراك الطابع التأسيسي لتجربة الإنسان الدينية.. كما أن كل الناس متشابهون (وإن كانوا متنوعين تنوعا لا نهائياً) كذلك كل الأديان شأنها شأن كل الأشباه مصدرها واحد. فإذا كان الدين هو الوعي بطبيعتنا الحقيقية في الله، فإنه يعمل على توحيد كل الإنسانية.



ملخص من موسوعة الفلسفة: الجزء الأول/الدكتور عبد الرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر / الطبعة الأولى 1984/ صفحة 513 وما بعدها
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .