"رابعا الصراع المسرحي
وهو العراك الناشب بين الوسائل والحوائل التي تتنازع حادثا من الحوادث فالأولى تعمل لوقوعه و الثانية لمنعه وهو مصدر الجاذبية و التشويق في المسرحية فإذا كان الحوار مظهرا حسيا للمسرحية كان الصراع مظهر معنوي لها وإما أن يقوم الصراع بين البطل و قرينه أو بينه و بين نفسه أو بين الخير و الشر أو بين القدر و الظروف أو بين العواطف و الواجب أو بين أشخاص و آخرين حول مبدأ و له أربعة أنواع
1 - الصاعد وهو الذي ينمو من أول المسرحية ويشتد شيئا فشيئا حتى أخرها
2 - المرهص وهو الذي تشف الحوادث فيه عما سبقه من الأهوال دون أن نكشف أمرها
3 - الواثب و هو الذي يحدث فجأة دون تمهيد له
4 - الساكن وهو الذي يشعر المشاهد فيه بركود الحركة وبطئها في المسرحية
وقد يتطور الصراع من الحوادث الأولى إلى التأزم إلى التعقيد ثم نقطة التحول"
ومقولة الصراع كقاعدة ليست لازمة فى المسرح الحديث فالمسرحية قد تكون سرد لحكاية ليس فيها أى صراع من أى نوع فقد تكون المسرحية مثلا مجرد غناء لأغنية أو عرض لدرس تعليمى
وتحدث عن أنواع الشخصيات فى المسرح فقال :
"خامسا: الشخصية المسرحية
وهي التي تعبر عن الفكرة الأساسية للمسرحية وتثير الحركة فيها وهي أخطر عناصر الرواية التمثيلية شأنا بل هي مصدر كل شيئ فيها
1 - طريقة اختيارها لابد من الدقة و البراعة في اختيارها مع مراعاة مقوماتها الثلاثة الكيان الجسماني و الاجتماعي و النفسي
2 - يشترط في الشخصية أن تكون متباينة و متعارضة من أجل الصراع و مألوفة وواقعية و ليست من نمط واحد
1 - للشخصية أنواع
أ – محورية (بطل المسرحية) يتولى القيادة في جميع الحركات تلتقي عندها خيوط العمل عدائية لا تعرف المساومة أو أنصاف الحلول مدفوعة بحاجة أو ضرورة تدفعها
ب – شخصية معارضة للبطل و هي التي تقف في وجه البطل و تكون ندا له تتصداه صلبة لا تنثني قد تكون مجموعة أو مجتمعا أو ضمير البطل أو القدر
ج – شخصيات ثانوية تكمل إطار المسرحية"
وقاعدة الشخصيات كأناس لم تعد قاعدة ثابتة فبعض المسرحيات تقدم مشاهد متغيرة الشخصيات فى كل مشهد والشخصية إن جاز هذا التعبير هى موضوع المسرحية نفسه فليس فيها أبطال وإنما كل شخصية تأخذ حجما كالأخرين
وتحدث عن هدف المؤلف من المسرحية فقال :
"سادسا هدف المسرحية:
و هو الفكرة الأساسية التي يسعى فيها الكاتب لبيانها وهو منطلق الحوادث و الصراع و الحوار في المسرحية"
وهدف المؤلف إما هدف حسن وإما هدف سيىء
وحدثنا عن أنواع المسرحيات فقال :
"سابعا أنواع المسرحية
1 - من حيث الفن المسرحي هناك الملهاة و المأساة
أ – المأساة: وهي مسرحية شعرية – تعالج موضوعا تاريخيا – جبرية – مستمدة من حياة الملوك و النبلاء – تطرح مشكلة إنسانية – غرضها صلاح النفوس – و الرحمة للمعذب – و الإعجاب بالجميل – تنتهي بفواجع – القضاء و القدر عنصر قوي فيها
ب _ الملهاة: مسرحية خفيفة سارة – تمثيل حادث منتزع من الحياة – يبعث اللهو ويثير الضحك – موضوعها النقد الاجتماعي – أبطالها عاديون – نهايتها مبهجة
2 - من حيث وسيلة التعبير: (المسرحية الشعرية – الغنائية – النثرية – الإذاعية)
3 - من حيث الموضوع: (المسرحية القومية – الاجتماعية – التاريخية – الفكرية)"
وكما سبق القول التقسيمات القديمة للمسرح لم تعد ثابتة ومن ثم ينبغى التركيز على شىء واحد وهو :
موضوع المسرحية فهو الثابت مع الخشبة فى المسرح الحالى
وحدثنا عن أن المسرحية متراكبة من اعمال مختلفة عندما تؤدى على المسرح فقال :
"المسرحية فن من الفنون الأدبية الأخرى كالقصة والرواية. والمسرحية رواية، لكنها مبنية كلها على الحوار، وظهرت قبل ظهور هذه الأخيرة. كما أنها ليست أدبا خالصا، بل إنها تتركب من الفن الأدبي ومن الإخراج المسرحي ومن الأداء التمثيلي كذلك. وتقييد حرية الكاتب فيها هو الذي جعل الرواية تحل محلها، فالمسرحية إذن أكثر إجهادا لأنها تستلزم التدريب الطويل والمعرفة بقواعد المسرح. والكاتب يقترب فيها أكثر من الناس، وهو لا يحلل عواطف الناس بطريقة الروائي، وإنما يجعلهم يتكلمون ومن خلال كلامهم يعرض أفكاره عنهم وعن نفسه هو.
وكلتا الرواية والمسرحية تحتاج إلى تصميم وتشخيص وبيئة زمانية ومكانية، وحين تكون جدية في مأساة، أما حينما تكون هزلية فعي ملهاة. وقد يبرع الكاتب فيعرض مآسي الحياة في شكل هزلي"
وحدثنا عن أشكال المسرح فى بلاد المنطقة حيث قال:
"وهذا الفن لم يكن معروفا عند العرب القدماء، وعرفته بلادنا فيما كان يسمى (بالبساط) وهي روايات هزلية صغيرة كانت صفتها الأولى النقد الأولى النقد الاجتماعي وتقديم النصائح بصفة غير مباشرة للذين يتولون الأمور"
وبالقطع لم يكن للمسرح فى بلادنا وجود معروف لارتباطه بالأديان الوثنية ومخالفته لحكم غض البصر وحتى ما يسميه الرجل البساط أو الأراجوز أو غير ذلك لم يكن مسرحا بالمعنى المعروف وإن كان حسب المسرح الحديث ممكن اعتباره نوع خاص من المسرح
حركة الترجمة القديمة من اليونانية وغيرها لم تنقل المسرح ولا الشعر اليونانى إلينا من خلال الترجمات فلا توجد ترجمة لأى مسرحية والأشعار التى تنسب لليونان نادرة الوجود فى كتبل التراث المكتوب باللغة العربية
وأما فيما يسمونه العصر الحديث خطأ فقد عمل المترجمون النصارى واليهود بدأب شديد على إدخال الفن لبلاد المنطقة ليس حبا فيها وإنما كوسائل لإفساد الناس وفى ادخال المسرح للمنطقة قال المؤلف:
"وقد دخلت المسرحية إلى الأدب العربي فيما دخلت إليه من فنون أدب الغرب وكان شوقي من الرعيل الأول الذي حاول ان يقلد الأدب الكلاسيكي الأوروبي، فجعل مسرحيته شعرا على غرار ما فعله شكسبير في الأدب الإنجليزي وراسين في الأدب الفرنسي وجوته في الأدب الألماني، وتبع شوقي في ذلك شعراء آخرون أشهرهم في مصر عزيز اباظة، وفي المغرب علي الصقلي الذي صدرت له عدة مسرحيات شعرية، من بينها مسرحية (المعركة الكبرى) ومسرحية الفتح الأكبر ومن المعلوم أن المسرحية في الأدب العربي توالى ظهورها على يد الكتاب نثرا، نظرا لقرب النثر من الجمهور وتحرره من القيود التي يفرضها الشعر وهكذا ظهرت مسرحيات علمية، وبرز كتاب في فن المسرح، نذكر منهم على سبيل المثال: توفيق الحكيم وأحمد باكثير في مصر. وينهض هذا الفن المسرحي عند الغربيين اليوم، فيقوم بتقديم ألوان من الأدب الاجتماعي والسياسي والفلسفي، ولكنه تحلل من كثير من القيود التي كانت تفرض عليه قديما، وأهمها الوزن الشعري
والجمهور في بلادنا يعبر هذا الفن كثيرا من الاهتمام وإن كنا لا نزال عالة على غيرنا في غالب ما ننتجه من هذا الفن"
ومن نقلوا هذا الفن حتى من غير اليهود والنصارى نقلوه جاهلين بأحكام الإسلام ولكن القوم نقلوه تحت وهم التجديد والنهضة والغريب أن من أدخلوا الفن المسرحى كممثلين وممثلات ومخرجين وغيرهم كانوا نصارى ويهود وأن من رعوا الفساد المسرحى كانوا حكام البلاد ولم يحاول أحد إيقاف هذا الفساد أو تحويله كى لا يخالف دين الله حتى سمعنا بوظائف محرمة مثل راقصة قطاع عام وراقص قطاع عام
|