سؤال جيد .. والجواب هو أن كل نظرية وكل شيء في هذا الكون يحتمل الخطأ وقد تشوبه بعض الانحرافات، فالكمال لله وحده، ولهذا يجد البعض في هذه النظريات تفسيرا محتملا لمسائل غيبية وما ورائية طالما أثارت حيرتنا ومخاوفنا .. كالأشباح والجن والشبيه الخ .. على اعتبار أن حدوث خلل أو انحراف مؤقت في القوانين الفيزيائية التي تحكم هذه العوالم المتعددة هو أمر وارد ويمكن أن يؤدي إلى تداخل مؤقت بينها يترتب عليه حدوث تواصل مباشر قصير المدى بين سكان تلك العوالم. تصور مثلا بأنك تمشي داخل منزلك أثناء حدوث انحراف أو خلل فيزيائي يؤدي إلى تداخل عالمك الحالي مع عالم آخر توجد فيه نسخة أخرى منك تسكن منزلا مشابه لمنزلك تماما، النسخة الثانية ستراك وأنت تمشي في منزلها، والذي هو منزلك أيضا، طبعا لن يدوم ذلك سوى لحظات معدودة لأنك ستختفي حالما ينتهي الخلل.
انت نفسك ربما تكون شبح بالنسبة لسكان عوالم أخرى! ..
من المؤكد بأن النسخة الأخرى ستشعر برعب شديد من ظهورك واختفائك المفاجئ .. ستظن حتما بأنك كيان غامض قادم من عالم آخر مجهول، بعبارة أخرى، بينما أنت مشغول بقراءة قصص الأشباح والجن على موقع كابوس وتشعر بالرعب منها، ربما تكون أنت نفسك جني أو شبح بالنسبة لأناس آخرين يعيشون في عوالم أخرى! .. وعليه فأن الشبيه ربما لا يكون سوى نسخة أخرى عن نفس الشخص تظهر أحيانا بسبب خلل في القوانين الفيزيائية، والأمر ذاته ينطبق على الأشباح والجن، ربما تكون كائنات من عوالم أخرى موازية. وهذا الأمر نجد له صدى واضح في الموروث الديني حيث توجد نصوص مقدسة تشير إلى وجود عوالم أخرى خفية تعيش في نفس الحيز الذي نعيش فيه.
هناك نظرية أخرى تدعى انزلاق الزمن يمكن أن تقدم لنا أيضا تفسيرا محتملا لمسألة الشبيه، هذه النظرية قريبة جدا من نظرية العوالم المتعددة، ويزعم واضعوها بأن المراحل والحقب التاريخية لا تنتهي أبدا، بل تستمر وتتكرر في أكوان وأبعاد زمنية أخرى، يعني اجتياح المغول للعالم القديم لازال مستمرا لكن في بعد زمني آخر، والحرب العالمية الثانية مازالت حامية الوطيس في بعد زمني آخر، وربما أنتصر فيها هتلر!.
هذه النظرية تبدو صعبة التصديق، لكن علينا أن نتذكر بأن الزمن هو ليس شيء ثابت كما نتصوره، هذا ما أثبته اينشتاين بنسبيته وأكدته الدراسات والبحوث العلمية على مدار العقود القليلة الماضية. ولنأخذ مثالا بسيطا يوضح الأمر، تصور بأن هناك مجموعة شمسية أخرى تبعد عنا مقدار 200 سنة ضوئية وتضم كوكبا مأهولا من قبل كائنات أكثر منا تطورا، وبينما نحن نتحدث الآن فأن هناك كائن من سكان ذلك الكوكب يحدق إلينا عبر تلسكوب متطور يتيح له رؤية تفاصيل دقيقة جدا"
هذه النظريات تعيدنا إلى مسألة التقمص وهو تواجد الإنسان في عصور مختلفة وهو ما نفاه الله بأن محمد(ص) لم يكن موجودا في عصر موسى(ص) فقال :
" وما كنت بجانب الغربى إذ نادينا "
ونفى وجوده في عصر مريم فقال :
" وكنت لديهم إذ يختصمون "
وتساءل عن المشاهد لو صدق التفسير الكاذب فقال :
"ماذا تعتقد بأنه سيشاهد حين ينظر إلى الأرض؟ ..
دعني أفاجئك .. ما سيشاهده ذلك المخلوق هو ليس أرضنا الحالية، بل الأرض في عام 1814، لأنه ينظر إلى الشعاع الذي غادر كوكبنا قبل 200 عام - فرق المسافة الضوئية بيننا -. ذلك المخلوق سيشاهد جيوش الحلفاء وهي تتأهب لدخول باريس بعد هزيمة نابليون في معركة لايبزج .. لكنه لن يرى برج إيفل حتما لأنه لم يكن قد شيد بعد.
طبعا قد يقول قائل بأن فكرة وجود نسخة حية وملموسة عن حقبة تاريخية معينة تبدو أمرا خياليا. لكن التاريخ لا يخلو من تجارب حقيقية زعم أبطالها بأنهم عاشوا حقا - لفترة قصيرة - في أجواء تاريخية تسبق عصرهم، لعل أشهر تلك القصص هي قصة الآنستان موبرلي وجورديان اللتان وجدتا نفسيهما فجأة في عصر وزمان آخر أثناء زيارتهما لقصر الفيرساي في فرنسا ..ولو افترضنا جدلا بأن هذه النظريات صحيحة، أي وجود أبعاد وعوالم زمنية مختلفة، فلا يستبعد أن يكون الشبيه هو مجرد تكرار لفترة سابقة من حياة نفس الإنسان لكن في بعد آخر، يعني لتوضيح الأمر أكثر تصور بأن هناك تسجيل يصور لعبك الكرة في باحة منزلك قبل عامين، هذا التسجيل محفوظ بشكل حي في بعد آخر، وفي حالة حدوث تداخل ما بين الأبعاد لسبب ما، فأن ذلك التسجيل سيعاد، أي أنك ستقف في نافذة حجرتك وسترى النسخة الأخرى منك تلعب الكرة في باحة منزلك كأنك تنظر إلى شريط فيديو، وطبعا التفسير الوحيد في جعبتك لهذه الظاهرة سيكون الشبيه."
ثم جدثنا عن تفسير الاسقاط النفسى فقال :
"الإسقاط النجمي
هو أحد تفسيرات تجارب الخروج من الجسد (out-of-body experience) ، ويزعم مريدوه بأن كل جسد مادي لديه جسد نجمي على شكل هيئة أثيرية منفصلة عنه وقادرة على مغادرته والتحرك خارجه.
طيب لماذا أسموه بالنجمي؟
.. ببساطة لأنه مرتبط بعالم علوي أو كوكب نجمي مختلف عن عالمنا المادي الذي نعرفه. ومن خلال التمارين الروحية والتدريب المكثف والتأمل والتصوف فأن الإنسان قد يتمكن من التحكم بجسده النجمي والسفر بواسطته إلى تلك الكواكب والعوالم العلوية فيما يبقى جسده المادي على الأرض مرتبطا بالجسد النجمي بواسطة خيط فضي رفيع.
لكن ليس جميع من مروا بالاسقاط النجمي تدربوا عليه أو كانوا من المتصوفة، أحيانا يحدث الأمر بشكل طارئ وعرضي لأشخاص عاديين ليست لهم علاقة بالتمارين الروحية وليس لهم أية دراية بمفهوم الإسقاط النجمي، هذه الحالات تحدث غالبا أثناء النوم، وقد يظن من يمر بها بأنها مجرد حلم شديد الغرابة"
بالقطع هذا كلام لا وجود له بتدريب أو بغيره والإمكانية الوحيدة هى :
الأحلام التى من الممكن مشاهدة أى شىء فيها ولكن دون معرفة تفسيره الحقيقى
ثم حدثنا عن جنون أخر وهو أن الحالات النفسية لإنسان قد تتشكل في هيئات ذهنية غير المعروفة فقال :
"طاقة الذهنية
بحسب بعض العلماء المهتمين بالخوارق والباراسيكولجي، فأن الأفكار يمكن أن تتجلى أحيانا على شكل طاقة ذهنية تتخذ هيئات مختلفة من دون أن يشعر الإنسان نفسه بذلك، بمعنى آخر فأن جميع قصص الأشباح والجن والشبيه ما هي إلا تجلي لقدراتنا الذهنية الكامنة التي تحفزت عن طريق مشاعر معينة كالرعب أو الغضب، وقد تناولنا هذا الموضوع بالتفصيل في مقال. أمراض نفسية وهلوسة بصرية
أخيرا فأن أغلب العلماء لا يأخذون كل ما ذكرناه وسطرناه أعلاه على محمل الجد ولا يرون فيه سوى خيالات وأوهام ناجمة عن أمراض نفسية أو ربما تكون نتيجة لتعاطي بعض الأدوية والعقاقير والمخدرات التي تؤثر على أداء الدماغ"
الشبيه في القرآن هو :
إنسان أخر غير شبيهه يشبهه جسديا حتى أنه لا يمكن التفرقة بينهما كما حدث في قصة عيسى(ص) حيث ألقوا القبض على شبيهه وفى هذا قال سبحانه :
" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
والمعروف أن الإنسان قد يقابل في حياته شبيهه الجسدى وقد قابلت مرة أحدهم من ثلاثين فتى وهو يشبهنى جسديا تماما وهناك احدى بناتى هناك بنت من عائلة أخرى تشبهها تماما ولم أستطع التفرقة بينهم وكذلك أحد زملائى اعتقد أنها ابنتى ولم تلق عليه التحية وعاتبنة فضحكت وحكيت له نفس الشىء وهناك حالة ثالثة وهى ابنة أخى وهى تعيش في بلدة بعيدة ومع هذا في بلدتنا أخرى شبيهه بها تمامت وهما من نفس العائلة
وهو ما يجعل المثل :
بنى آدم له أربعين شبيها قولا صادقا في العديد من الأحيان
|