العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال أغرب حالات مرضية في عالم الطب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أغرب القوانين حول العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أغرب عمليات التجميل واكثرها جنونا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أضخم المخلوقات التي مشت على وجه الارض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاحتضار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: الموضة الممرضة والقاتلة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: لعنة مومياء الثلج أوتزي الرجل الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 19-07-2009, 02:06 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه يدي المكبلة بالحنين تمتد إليك
ثم تولي خائبة وتشهد على نفسها بالجنون
وهل تمتد الأيادي إلى روح تعانق الغياب

في هذه الجزئية كان التركيب فيه قدر كبير من التوفيق في إبراز حالة
الشوق والتضحية من أجل الآخر والذي لا يستحق .تبعير المكبلة بالحنين
يدل على هذا الوفاء الذي يجعل الحنين هو ذلك السجن اللذيذ أو حتى
غير اللذيذ الذي لا يجد الإنسان من الفرار منه سبيلاً ،وكان الاستخدام
للتضاد من خلال (المكبلة -تمتد- تولي) استخدامًا مميزًا بجعل القيد
له دلالة عكسية ، فهو قيد في الحقيقة على القلب ، يمنع المحبوبة
من أن تمد يدها بالحنين إلى غيره .فالقيد هنا يأتي ليجعل للفرد هذا الاستثناء
الذي جعلها تمتد له ولكنها تولي خائبة بعد حين .
وكان إعطاء اليد سمات الإنسان ابتكاريًا يجعل لدلالة مد اليد عمقًا أكثر من كونها
تعبيرًا عن حب تقليدي ،فكأن اليد كالعين شاهدة على ما في القلب .وكأن المبدعة
لا تقنع بظهور أثر الحب على القلب ليكون أوضح وأتم حينما يكون على اليد.
وهذا المقطع يصلح سينيمائيًا للتعبير عن حالة أليأس ، تتركز فيها الصورة على
شكل اليد ممتدة إلى الفراغ .
وكان الاستفهام الاستنكاري معبرًا عن هذه الحسرة تخيّل للقارئ أن انخفاضًا
مفاجئًا في الصوت حدث كحالة من يستفيق من حلم جميل لا يجده متحققًا أمام عينيه.
وكان تعبير روح تعانق الغياب جميلاً في تعبيره عن التلاشي بأحزَن أشكاله. الروح والغياب
كلاهما شيء معنوي وغير ملموس بينما اليد شيء ملموس ، ووجود التعبيرات الثلاثة في
سطر واحد يعبر عن هذه الحالة من التناقض بين الغياب والحضور بين الأمل واليأس بين
الحقيقة والحلم.


هذه روحي الموجوعة لا تبرح عاكفة حتى ترجع
وهذه أنفاس لاهثة تنبؤني أنك اليوم سراب
وتلك أوجاعي تجرني من شعري وتدفعني للمسير

جميل للغاية هذا الاستخدام للغة والمجاز كان حاضرًا بقوة
ومؤديًا دورًا في توصيل الفكرة بشكل مميز. فالإشارة هذه
تعطي الانطباع بالقرب ، حتى كأن الروح صارت شيئًا ماديا
يرى بالعين من شدة ما أصابها من الحزن لكني لا أستوعب
دلالة كلمة لا تبرح عاكفة حتى ترجع ، أهو الرجوع إلى الحب
أم الرجوع إلى الحزن أم الرجوع إلى الحنين ؟
وكان أجمل ما في الأسطر السطر الثالث والذي كانت فيه
الصورة المادية عنيفة والتي جعلت للألم شكله المحسوس
المادي المعبر عن شدة تمكنها من النفس ،لقد كان تشبيه
الوجع كأنه وحش أو شيء من ذلك لا حيال للمبدعة أو بمن
تتحدث على لسانها به.

وأنا...
أنا هنا...
أرتق تمائم الذكرى لأعلقها على جيدي المهزوم
أداعبها كل ليلة علها تعدني بك نجما أو حلما

كانت النقاط بعد كلمة أنا ، أنا هنا تعبر بشكل كبير عن حالة التنه
والدموع والتي حٌذِف فيها الخبر لأنه متروك للقارئ في ذاته يؤوله
كيف يشاء،وكان هنالك تكامل في بيئة التشبيه من حيث الجيد المهزوم
وتمائم الذكرى ،إذ يكون الماضي أداة للوقاية من الحاضر الحزين .
وكان فعل المداعبة ومن قبله الجر من الشعر معبرَين عن حالة الألم
التي تنتناب القارئ عندما يكون الألم متعلقًا بأنثى ، هذا يدل على
نظرة الأنثى لذاتها بشكل طبيعي بعيد عن مزايدات البعض الذين يحاولون
جعل الأنثى عفريتًا يكرّ ويفرّ.

أنا هنا..
أكتب وجهك على غيوم العمر لترتد سحبا ثقالا
تروي السنين العجاف التي أنهكت بقايا وجودي



جميل للغاية هذا الخبر الذي جاء بعد توهيم القارئ بأنه ظن أنها
لن تتحدث عن نفسها وهذه المفاجأة تعد أحد عناصر تميز النص ،لأن
سير الخاطرة في نمط غر معتاد يحدث العديد من جوانب التشويق
وإظهار كيفية استغلال السرد بشكل بارع.
وكانت النهاية رائعة للغاية من خلال عنصر التقابل بين الشتيتين
المُحِبة التي تفعل المستحيل في كتابة الوجه على الغيوم
مقابل ما يقوم به هو (ردها سحابًا ثقالاً) وكان العتاب له ووصفه
بالغيوم فيه إظهار لرقة الأنثى التي لا تحب قطع أواصر الصلة بل
إنها حتى في عتابها تلومه بشكل غير مباشر بدلاً من أن تقول له
أنت حياة مظلمة استخدمت لفظة الغيوم لتعبر بالحزء عن الكل.
وكذلك السطر الأخير الذي يظهر الأمر جليًا في رواية السنين
العجاف مقابل الفعل الذي يقوم به هو إنهاك آخر أمل في وجودها
فحتى البقايا لم يحنّ عليها ، بل أنهكها.
أخيرًا كان التناصّ مع القرآن الكريم في موقعه لنرى وريقة تسّاقط علينا
تسأل أترحمون بقايا خضرتي ؟!


خاتون:أثر يحِنُُ إلى تاريخ
كلنا تواريخ تفتخر بآثارك
دمت مبدعة وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-03-2010 الساعة 04:06 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 02:13 PM   #2
العنود النبطيه
سجينة في معتقل الذكريات
 
الصورة الرمزية لـ العنود النبطيه
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
الإقامة: الاردن
المشاركات: 6,492
إفتراضي



اخي الغالي المشرقي الاسلامي

من يجيء متأخرا
هل يحق الاشتراك؟؟



ما شاء الله عن ابداعك وتميزك
فعلا موسوعة
__________________


كيف استر الدمع في عيونٍ عرايـــــا
وسحاب الألم لا يترك في العمر ورقة إلا ويرويها بالشقاء
أنّى للدموع الاختباء والفؤاد جريح
والنزيف سنين من عمرٍ صار خراب
فيا دمعاتي الحوارق هونا على الخدود حرّقها لهيبك
وهونا على العمر صار يجر الخراب وهو في بواكير الصبا



http://nabateah.blogspot.com
العنود النبطيه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 03:40 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : أشلاؤنا
اسم الكاتبة: إيمان عزمي (خارج منتدى الخيمة)
(5)
تفرقنا الطرقات و تجمعنا أشلاء
تداعبنا مداعبة أسد لفأرين
نختبيء داخل جدار الحياة
لكننا نستمتع بأنات أصواتنا المذبوحة على اعتاب المستقبل
تتقطع أواصلنا المشتركة فلا نحزن
فقط نقهقه و الموت يستبيح مشاعرنا
فعذرا لا تقفوا على قبورنا
فإنها نسجت من رحم اليأس
http://www.anteka.net/ipb/index.php?...200#entry28262
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-08-2010 الساعة 01:52 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 03:41 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

في هذا العالم المليء بالصخب ، والذي ترتفع فيه أصوات كثيرة-غير صوت الحقيقة- تخرج من بين الفينة والأخرى زفرات صادقة دامعة تبحث عن كينونة الإنسان ومأزق وجوده في هذه الحياة ، وهل هذا الوجود وجودًا حقيقيًا يستحق الدفاع عنه أم أنه وجود عدمي شكلي يبحث عمّن يصب فيه الحياة؟

وإذ يمتلئ العالم بالمشاكل التي لا نهاية لها يثور ضمير المبدع في حالة ثورة على الذات للإجابة على هذا التساؤل ، لكنه ليس تساؤلاً بقدر ما هوإدانة لنا نحن معشر الأشباه بالأصنام البشرية ، في تلك الحياة التي تتحرك الدنيا وتتناثر الجبال من أماكنها ولكننا عاجزون عن أن نكون ، وأن نغير ما حولنا .لذلك تأتي هذه الزفرة متخذة شكلاً رومانسيًا في الظاهر إلا أنه إنساني يحمل هموم الإنسان المادية والمعنوية في باطنه وذلك لانتفاء أي دلالة تخص الهم الرومانسي ، إذ لا مكان لأنجم ولا أزهار ولا طيور ولا أشجار وإنما يتسع المكان لاثنين فاعل ومفعول به ، الأسد والفأرين . وإذ يدين العمل هذا الصمت الإنساني تجاه ما يحدث في هذا الكون المتلاطم الأحداث من جهة ، فإنه يدين هذا الوجود العدمي المتمثل في الفأرين واللذَين يمثلان قوة عددية سهلة الحركة والتأثير إلا أن الخوف من الأسد يسلبها كل القوى .

ومن جهة أخرى ، فإنه يدين الفرقة المتمثلة في فقدان (نا) الفاعلين وظيفتها الدلالية والموضوعية وهي التعبير عن الكثرة الحقيقية. ومن جهة ثالثة فإنها إدانة لهذه الرومانسية المتميعة التي يترك فيها المحبان-المحبون الحياة للانكفاء على أفراحهم المأساوية المحزنة والمخزية ، لينطلق صوت الضمير في آخر الأمر مناديًا بصدق مأساوي ينعي هذه العدمية (لا تقفوا على قبورنا) إن الشاعرة تتحددث بلسان الجماعة التي هي تجمعات العدم المتراكمة وتطلب أن يُعامل كل بما يستحق .وإن كنت أرى أن هذه الرؤية لا تُعدم وجود أمل في المخاطب الذي –ربما لتضليل ناله- وقف على قبورهم ، إنها رؤية تفترض في جيل آخر التأمل والتدبر والاتعاظ عند المرور على قبر الآخرين ، أي أنها تفترض بعض الوفاء في جيل آخر يختلف عن هذا الجيل كلية ، بما يستدعي –إحقاقًا للحق- أن تتطهر من آثام خداعها له بأن تطلب منه تركها وحدها ليأخذها التاريخ إلى قائمة منسياته ، تلك الجماعات التي لم تحرك ساكنًا ولم تحاول أن تنظر إلى ما أمامها شبرًا واحدًا.

كان السطر الأول الممثل في العبارة (تفرقنا الطرقات وتجمعنا أشلاء) قدر كبير من الرمزية والتوفيق في المطابقة بين التفرق والجمع والتي انتقلت بعد ذلك إلى كونها إلغاء للدلالة (التجمع )ليصبح التفرق والتجمع وجهين لعملة واحدة هي الإنسان والسعي .وتتسع دلالة الطرقات لتنتقل من الحياة وهمومها لتصبح الوطن و اللاعبين به وبين ذلك وذلك لا تُعدم دلالات أخرى كالمبادئ والأفكار ، أو المصالح والأحلام الزائفة ...وتتضح هذه العدمية من خلال الأريحية التي تتحرك بها (الطرقات) والتي هي عنصر ثابت –كما يفترض- لكنها رغم أنها طرقات ولا تستطيع فعل شيء إلا أنها تبرز المفارقة في أنها هي بنفسها التي تتحكم في الإنسان تفرّق وتجمع كما تشاء بينما الإنسان فردًا كما هو جماعة –كما قال أحمد بخيت-"فإنا كما شئتنا عاجزون" كل لا تأثير له ولا يحرك ساكنًا .وهذه التبادلية بين الطريق والإنسان هي أكبر سخرية من هذا التدني الذي جعل الإنسان له صنميته المتفردة عن سائر الجمادات!!



وتبدو هذه السخرية كأوسع ما تكون عندما تكون الحياة (الطرقات) على هذا النحو من التهكم بالإنسان بل الجموع الإنسانية التي لا حول لها ولا قوة رغم زيادتها العددية إلا أنها تداعَب مداعبة فأر من أسد ، ولعل هذا التعبير أعطى الحالة تراجيديا خاصة في جعل الإنسان هذا المفعول به الذي تتحكم به الطرقات جمعًا وتفريقًا .. ومداعبة .

ودلالة (مداعبة) قوية في أنها تثبت هذه اللاجدوى للإنسان في مقابل الطرقات التي ليس من الضرورة أن تلتهم ، بل قد تؤجل هذا إلى أن تنال متعتها الكافية من هذا الفعل وشبعها من التلاعب ،ليكون الإنسان بهذه العدمية الحياتية والتي يقع عليه فيها فعل المداعبة والذي يسلبه كينونته ويجعل حياته أشد عارًا من موته إذ لو مات لكان قتله دليل استحقاقه هذه القوة للقضاء عليه،لكنه أهون من أن يُترك ليموت ميتة ربما تكسبه بعض الشرف.

وهذه السخرية تتسع في مرارتها بهذا الفعل الذي يعبر عن السلبية المطلقة إذ أن المبدعة لا تترك الوصف فئران ، بل وتقيم نظيرًا للحياة الحيوانية في حيا ةالإنسان بالاختباء في جدارالحياة ، تلك الجدار التي تفصل الإنسان عن أحلامه وكبريائه ولكنها منفعة للضعفاء الخانعين ، وكان وصفها بالجدران مؤثرًا في كونه فاصلاً للآخر شبيه الأسد وفي نفس الوقت فاصلاً للكبرياء عن التواجد عى سطح الحقيقة!

والأجمل من ذلك كله أن يكون التعبير الموضح حالة الخوف محتويًا على مفارقة لغوية رائعة في تبادل الظروف ، وذلك في تعبيرها(داخل جدران الحياة) ، فالفئران فقط هي التي تتمكن من الحياة داخل الجدران إن وجدت جحرًا، لكن الوصف كذلك ينسحب على الإنسان ليكون كالشبح أو الظل الذي يخترق الجدران ، وهذه المفارقة الصورية تظهر حجم المأساة التي تخترق فيها السلبية جدار المعقول لتنفذ إلى اللامعقول .

وفي خضم هذه الحالات الحزينة تظهر المبدعة إذ تدين الجماعة تستخدم حرف النون الذي يعبر عن الفعل الجماعي في الكلمات نختبئ ، نستمتع ، ليكون السلوك الإنساني سلوكًا مستلبًا ويعيش الإنسان فيه لاهيًا كما الفأر يقنع بل ويفرح بجحر في الحائط، لقد كان دخول كلمة نستمتع زيتًا تصبه المبدعة فوق النار لأنه يعبر عن هذه المفارقة المليئة بالحزن والتي رغم اشتدادها واكتواء الإنسان بنارها إلا أنه بمجرد بعده عنها بعض الشيء ينسى كل ما كان فيه ويقنع بحياة أكثر سلبية من التي كان عليها .

وهذه الأصوات تصبح أنات مذبوحة لكنها ممتعة للجماعة التي صارت لا تشعر بالألم ، وهذا السطر يعبر عن اختناق هذه الأصوات وعدم جدواها كأنه إشارة إلى مألوف حياتنا من (الفضفضة) والثرثرة التي تصبح كصياح الديكة الذبيحة.

ويزداد ألم الحالة حينما يكون الذبح على أعتاب المستقبل ، ورغم بساطة هذا التعبير وتكراره وغناه عن التعبير عن وجه الجمال فيه إلا أن مجيئه مع الذبح أدى إلى حالة تنتفي فيها الحياة وينتفي فيها عنصر الزمن ، ليكون الخرس هو محصلة هذه الحياة. في الوقت نفسه أستطيع القول بأن التعبير على قوته كان فيه نوع من التعقيد والتركيب غير الضروري والزائد فقط لإضفاء حالة من التوتر قد تؤدي إلى استحالة منطقية .

ومرة أخرى يأتي الفعل تتقطع ليعبر عن شدة التمزق وتكون الإدانة لهذا السلوك الجمعي الذي لم يوحده الهرب من السكين ولا مواجهة الأسد بل يكون تبلد الحس هو الحالة التي تصيب هذه الجماعة التي تقهقه ناسية سوء معاناتها . إن المبدعة تنعي على المجتمع الذي صار يضحك على نفسه ويخادع نفسه داخليًا وبخادع بعضه بعضًا ،ويأتي الفعل نقهقه في مواجهة النفي (لا نحزن) وفي منطقة التوافق مع الفعل نستمتع ، لتؤدي الأفعال دورها في بث حالة الأسى في المجتمع .وأكدت المبدعة على هذا التفكك من خلال ضمير الجماعة (نا) والنون التي تبتدئ الفعل المضارع والذي هو مستمر ولم ينته وليست هناك بوادر على نهايته. والموت يستبيح المشاعر –وهو موت نفسي- يفقد الإنسان الإحساس بنفسه والأإحساس بأن هناك حياة وموتًا آخرين ، ولعل ذكر كلمة الموت صراحة بعد ذكر الذبح والحزن أتى ليعبر عن هذه الحالة من التبلد والتي يموت الإنسان فيها متبلد الإحساس عاري الشعور .

وكذلك ذكر كلمة المشتركة صراحة بعد تعدد (نا ) الفاعلين تحمل الإدانة لهذا المجتمع . وتنتهي الخاطرة بالحديث الموجه إلى جيل قادم –غالبًا في خيال المبدعة- بعد أن أنهت حديثها لأبناء هذا الجيل لتنشد الخلاص النهائي من هذا العار بنصيحتها لأبناء هذا الجيل الجديد بإيفاء الجيل السابق عليه حقه من خلال عدم الوقوف على قبور هؤلاء الراحلين .

بالطبع القبور والموت هنا هي تعبيرات مجازية عن التاريخ وخلود الذكر ، لكنها لا تخلو من دلالة تنسحب على الموت الحقيقي الذي لا تراه جديرًا بأن يُوقَف على قبر أصحابه. إن النعي هنا يذكرنا بقول القائل :

ذو العقل يشقى في الحياة بعقله

وأخو الجهالة في الغباوة ينعم

لتنشد الخلاص من الحال التي آل إليها المجتمع ، تكمن عنف المصيبة في أن المبدعة لا تنشد الخلاص وإنما مجرد الإحساس ، تلك النعمة –كما نقول في العامية –التي لو تواجدت لأشعرت الكاتبة ببعض الأمل ، لكنها بلسان حال المجتمع تشرك نفسها في الإدانة قائلة هذه الكلمات الأخيرة. أخيرًا : الحدث الذي تتناقشه متروك لذهن المتلقي ليصلح لكل زمان ومكان كما أنه قصير نسبيًا ومركز ليعبرعن حالة البوح الأخيرة ، وينسحب على الرومانسي من الأوضاع كما ينسحب على الاجتماعي ويشعر معه القارئ بأصداء حزينة وإيقاع بطئ يصل معه إلى التوحد بأحزان المبدعة تلك التي تبحث عن الخلاص ولا تجد إلا معاقبة الذات لو كانت تشعر.

عمل رائع أحييك عليه أختي العزيزة إيمان ، ودمت مبدعة دائمًا وفقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-08-2010 الساعة 01:54 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 06:43 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اسم العمل : عذبة أنت
(خارج منتدى الخيمة)

(6)

عذبة أنت ِ ..

فعلا .. عذبه انتى عندما تترددين

عندما تتجاهلين

عندما يفضح الصمت أخطاء النظر

عندها لا يبقى الا أنتى

وأنا أختفى بين الصور
***
http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?p=6004974#post6004974
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-04-2010 الساعة 05:21 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-07-2009, 06:45 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أهلاً بك أخانا العزيز ، لقد أعجبني في هذا العمل التكثيف وهو يتخذ شكل الومضة ، والموقف وإن كان عاديًا موقف عتاب إلا أنك حولته إلى حالة تتسم بالديمومة من خلال طريقة التناول أو المعالجة .

فعلا
.. عذبه انتى عندما تترددين

عندما تتجاهلين

عندما يفضح الصمت أخطاء النظر


جاءت كلمة فعلاً للتوكيد ، ولكن مخادعة المتلقي واستدراجه نحو المعنى المطلوب أتت عندما استخدمت عندما وهذا الاستخدم كان تدريجيًا عن التردد كأن شيئًا قد عرض عليها لكن التردد كسلوك أنثوي قد يكون مشعرًا بالضعف بما يجعل المحِب متعاطفًا معها ويعطي الانطباع بضعف . لكن التجاهل يأتي كصفعة أولى للمتلقي وتخالف الكلمة ما توهمه المتلقي لأن كلمة تتجاهلين تدل على فعل اختياري وليس اضطراري وتوحي بقوتها ..
ثم يكون الموقف وهو يكون غالبًا مختزنًا في دخيلة الجانبين كأنهما التقيا بعد فراق طويل وظلت هي تضرب عيونها به ولا تتكلم . إن أخطاء النظر كلمة تأتي في موقعها المناسب كأنما يقول لها إنك كنت تريدين النظر إلى غيري لكنك -بالخطأ- نظرت إليّ مما يقوي معنى التجاهل ويعطي الكاتب المبرر لهذا الشعور .
ثم تأتي التقنية الأجمل وهي
عندما لا يبقى الا أنتى
وأنا اختفى بين الصور

الذكاء في استخدام الضمير أنت مرده إلى أنه ضمير منفصل عبر عن انفصالهما المعنوي والنفسي ولكن ثمة شيء جميل أعجبني وهو أنا ، كان من المتوقع أن تكتب أنا .. أختفي لكن عدم وضع النقطتين .. جاء ليفيد استرسالاً لفظيًا يشعر المتلقي أنهما معًا متواجدان إلا أن المفاجأة أنها هي الباقية ثم هو (يختفي بين الصور) وهنا يتخذ اللفظ الأخير شكلاً سينيمائيًا فريدًا تشعر معه بحركة لصور أشخاص ثم تختفي صورته وسط هذه الصور .
إذًا لقد كان الاستخدام لكلمة عذبة ذكيًا لأنه على سبيل السخرية واستخدام اللون الأحمر كتقنية كتابية حديثة إليكترونية كان معبرًا عن حالة الخطر أو التوجس وهذا ما يزيد عملك قوة .
لكي تكون الصورة أوضح : ألسنا نلاحظ أحيانًا وجود فاصل مظلم بين لقطتين في فيلم ما ؟ كأن هذا الفرد قد اختفى أمامها في غمضة عين بنفس الطريقة بالضبط .اختفى لتفتح عينيها على غيره .أي أن الكاتب نفسه غاص في خبيئة من يخاطبها وكان الخطاب موفقًا للغاية ولو انتبهت للإيقاع لأتى العمل في شكل شعري فريد .. لك خالص التحايا ووفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 03:03 PM   #7
ريّا
عضوة شرف
 
الصورة الرمزية لـ ريّا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: amman
المشاركات: 4,238
إفتراضي

باركك الله

دمت لنا ,,,,,,,أخا عزيزا
__________________
ريّا غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:16 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : كل عام وأنت هنا
(10)
اسم الكاتب : عبد الرقيب البكاري
(خارج منتدى الخيمة)

كل عام وأنتَ هنا ..
تقتاتُ نزيفَ الوهمِ
تمسحُ عنْْْْْْْْ نوافذكَ الصدئةِ بقايا ذكريات

كل عامٍ وأنت هنا
لا شيء يشبهك غير جثتِك
حين تتكومُ آخِرَ الرصيف
يرميك منفاك آخر الصفوف
آخر المهنئين
آخر كل شيء
لكنك أولَ المخدوعين بزخارف عيدك

كلُّ عام وأنتَ هناك
يتقيأك الناسُ بعدَ الصلاة
ويرفعون أثوابهم حين يمرون على جسدك
أنت وحدك هناك
برغم العيد ..ألا تزال حيا!!

كل عام ..كل عام
يضحي بك النائمون على سفح الأحلام
فهنيئا لك بؤسك
وحزْنك
وأعيا د ك

عبدالرقيب البكاري
جدة 10ذي الحجة 1430

http://www.ye1.org/vb/showthread.php...26#post6678626
تم وضع هذا العمل بدلاً من عمل آخر ينتمي لفن القصة
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-11-2009 الساعة 11:55 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:23 PM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

أهلاً بك أخي المبدع العزيز والذي قد صاغ العيد ظاهرة إنسانية عكسية لديك تلك الظاهرة هي الحزن لفقدك عزيزًا كنت ترجوه جوارك في العيد وترجوك جواره في غير العيد ، وقبل الخوض في التعليق على النص أحب الإشارة إلى أن شعراء وأدباء المراثي اتخذوا من الحالة الإنسانية المسماة بالفقد \الموت أداة لإبراز فلسفياتهم في النظر إلى الوجود .
ونظرًا لأن أشكال الرثاء والعناصر المصاحبة لها اختلفت فقد برزت أسماء عدة تتعلق بجزء معين من الفقد فالخنساء رضي الله عنها كان فقدها أخويها لاسيما صخرًا عنصرًا مُدِرًّا للعديد من الأشعار والتي لا تقول عند قراءتها إلا أنني أقرأ دموعًا في شكل كلمات .
كذلك الشاعر الأندلسي العظيم ابن حمديس الصقلي رحمه الله لقب بشاعر الحنين وكذلك شاعر المراثي واللقب الثاني لست متأكدًا من صحة نسبته إليه ،فقد فقد أباه وعمته وحبيبته جوهرة وكان احتلال النورماند لمدينة أشبيلية ورحيله عنها معززًا ذلك الرثاء والحنين معًا .
وكذلك كانت قصيدة الراحل نزار قباني في رثاء زوجته العراقية بلقيس تحفة من تحف المراثي الحديثة قلما أبدع فرد في صياغتها على هذا النحو.
وها أنت ذا قد يأتي اليوم الذي يتحدث النقاد فيه عن ظاهرة عيد المراثي إن صح التعبير ، ذلك العيد الذي تستخدمة أداة لبث أشجانك والذي يختلف فيه معنى العيد لديك لتمكن مشاعر الفقد من الوصول إلى هذا الذهن المُرهق في كل عيد . لا أريد تشجعيك على هذه الظاهرة لأسباب عدة منها الديني ومنها الإبداعي لكني أقول إنها قد تكون علامة مميزة للرثاء لديك إذ أن الرثاء لديك ليس رثاء مكررًا في تفصيلاته بل هو رثاء متفرد بجانب معين وهو المحبوب\ العيد ، حيث أن منسوب الشجن والشعور بقسوة الفقد يرتفع بدرجة كبيرة اتكاء على هذه المناسبة . وفي هذا النص يأتي العيد ببعد ثان لمرثيّ ثان وهو الإنسان العربي غالبًا والمسلم اتكاء على ذكر الصلاة بشكل أعمّ . العيد وتوالدية الحزن أضعه عنوانًا لأعمالك الثلاثة أبتاه فرحتي بالعيد تموت في أكفان الغياب والقصيدة التي أتت على هذا النمط وهذه الخاطرة..
والآن لنجلس في حضرة نصك الرائع.


***
تتخذ العبارة كل عام وأنت هنا شكلاً دائريًا في حضورها أربع مرات في هذا النص القصير نسبيًا وقد يتساءل القارئ عن دلالة مجيئه بهذا العدد الكبير نسبيًا وبهذا التفاوت في المقاطع وأنا شخصيًا أميل إلى الاعتقاد بأنها جاءت كأداة استدرار العديد من المشاعر الشجية أكثر من كونها أداة للتعبير عن إضافة رؤيوية أو دلالية للنص . وأقصد برؤيوية ذات رؤية جديدة مغايرة لموروث أو فكر تقليدي.
كل عام وأنتَ هنا ..
تقتاتُ نزيفَ الوهمِ
تمسحُ عنْْْْْْْْ نوافذكَ الصدئةِ بقايا ذكريات
قد يتساءل الكاتب عن ماهية كلمة هنا فإن قصدت بها الوطن اليمن فذلك سيكون له دلالته الإنسانية الحزينة على مصير هذه الأرض التي كانت سعيدة أعادها الله إلى هذا العهد وإن كنت تقصد به مكان كتابة هذه القصيدة جدة فإن فكرة الاغتراب ستكون حاضرة وسيكون لعنصر الجغرافيا دوره في إثارة إشكالية تتعلق بالعروية والإنسان إذ يغدو ابن اليمن جار الجدار في هذه الأرض وهو في هذه الحالة الأسية من الإهمال والتجاهل .
إذًا لقد كانت العبارة كل عام وأنت هنا افتتاحية قوية للنص ولكن التكرار بهذه الدرجة هو الذي لم يكن إيجابيًا في وجهة نظري الشخصية .
كان التعبير تمسح عن نوافذك الصدئة بقايا الذكريات جميلاً من حيث أن تعبير عن الذكريات التي صارت كالغبار هذا التشبيه للذكريات بالغبار المتطاير كان مقويًا من الصورة واستدعاء صورة النافذة في مدلولها الرمزي يعطي انطباعات متباينة لكنها في هذا النص تأخذ شكلاً أسيًا بسبب هذا الصدأ كما أن تشبيه القلب بالنوافذ الصدئة زاد من قوة التعبير وولوجه إلى خلفية حزينة يتخيلها القارئ .
نزيف الوهم تعبير كان غير موفق لأن النزيف وهو الدماء يُسقى ولا يُقتات ولئن قصدت أو ظن القارئ اأن المراد من التعبير بأن الدماء تتكوم لتكون كتلاً متجمدة كأنها تؤك فإنني أظن هذا التأويل متكلفًا بشكل كبير .

كل عامٍ وأنت هنا
لا شيء يشبهك غير جثتِك
حين تتكومُ آخِرَ الرصيف
يرميك منفاك آخر الصفوف
آخر المهنئين
آخر كل شيء
لكنك أولَ المخدوعين بزخارف عيدك


لا يشبهك غير جثتك ميّز هذا التعبير القدرة من خلال التعبير عن تجريد الإنسان من كل شيء ليكون جثة فحسب كذلك التعبير يرميك منفاك .. ماذا تقصد مرة أخرى ؟ اليمن أم جدة ؟ البراهين على كلتا الكلمتين أوضح من أن يحاول القراء البحث عنها (الواقع!). وكان التعبير تتكوم مساعدًا على إظهار هذه الحالة من اللاشيئية إذ يغدو الإنسان كقطعة ورق يتكوم بجميع مكوناته الفكرية والإنسانية ...
ولاحظ معي انفتاح دلالة الرصيف ليكون الوطن \ القلب .
بعد ذلك يأتي تعبير يرميك منفاك آخر الصفوف ليضيف إضافة جيدة على صعيد الجانب الصوتي في الموسيقى بين كلمة الرصيف والصفوف في شِبه تقفية ، كان يميز النص أنسنة الرصيف وإعطاؤه سمة من أسوأ سمات الإنسان وهي الإلقاء والتجاهل .إن المنفى هو تلك الأرض لكنه يتسع ليكون هؤلاءالذين يعيش الإنسان حولهم ليكونوا طوقًا ثانيًا حوله وبؤسًا لها من حياة .
أتت كلمة آخر ثلاث مراة بينما آول جاءت مرة واحدة لتعبر عن هذا التغليب للتذييل ،وكان مجيء التعبيرات المباشرة آخر المهنئين آخر كل شيء وأول المخدوعين .. لينتقل الخطاب إلى حالة التأكيد على الضيق والحزن كأنما كان المخاطَب غير مصدق فاستدعى ذلك النزول باللغة إلى مستواه المباشر لتأتي الصفعة قوية مؤلمة في أول المخدوعين بزخارف عيدك حيث يضحي العيد مجرد رسوم زخرفية حول صورة متشحة بالسواد .

كلُّ عام وأنتَ هناك
يتقيؤك الناسُ بعدَ الصلاة
ويرفعون أثوابهم حين يمرون على جسدك
أنت وحدك هناك
برغم العيد ..ألا تزال حيا!!


ما أروع هذا التعبير الذي شبهت فيه الإنسان بالأكل الممضوغ غير المستساغ!!
إنه تشبيه يتسق بقوة مع الحالة وكان تدرج التعبيرات حتى الوصول إلى هذا التعبير الشديد عنصر قوة فاعل في النص .
ثم يتخذ الإنسان شكلاً آخر هو الوحل ، فبعد أن كان من (آكلي الدماء-الجِيَف ) صار هو نفسه جثة ثم مضغة غير مستساغة ثم وحلاً ..كلها تعبيرات تتدرج فيها قوة التعبيرات المعبرة عن الهوان والمذلة لتصبح على هذه الشاكلة .(قل لي ولن أخبر أحدًا لمن وجهت هذا الخطاب؟ )
برغم العيد ألا تزال حيًا!!
ميز هذا التعبير بشكل واضح انعكاس الدلالة والاستغراق بها إذ أن العيد يبدو لديك كأنه قاعدة أنه سبب حزن أو كأنه مذبح ما يستدعي حالة الاستغراب من الحياة بدلالتيها المجازية والحقيقية وتأتي كلمة العيد في هذا السطر موازية لكلمة الموت والحزن .

كل عام ..كل عام
يضحي بك النائمون على سفح الأحلام
فهنيئا لك بؤسك
وحزْنك
وأعيا د ك

كلمة كل عام .. كل عام أتت لتعبر عن شعور المبدع بعدم جدوى الكلام ، وانتفاء الدلالة المكانية هنا لتصبح هنا تعبيرًا عن كل مكان وعن كل عيد ولأنها أصبحت ثابتة لديه على هذا النسق كمسلّمة فليس من داع لذكرها .
وكانت النهاية عنيفة ممثلة في الموت ذبحًا إذ يذبح الإنسان ذبحًا معنويًا على سفح هذه الأحلام التي لم تتحقق (ولا أريد القول لن )سفح الأحلام هذه الجبال تغدو كلها من أحلام مما يستدعي صورة فانتازية في العلو خاصة بتداخلات لونية للزهور والخضرة والنضارة والفراشات ..
لكن هذه التعبيرات تكون ذات دلالة تقوي الحزن لما يكون هذا الجبل يضحَّى بالإنسان من فوقه ويكون للموت شكل أكثر حزنًا من كونه ميتًا دون أن يكون مضحّى به .
بؤسك حزنك أعيادك .. جمي أنك لم تجعل فواصل في النقاط بين كلمة حزنك وأعيادك لتكون الكلمة من حيث تخيل طريقة نطقها معبرة عن ترادف بين احزن والعيد وهنا اتكاء على الموقف والتشبيهات يكون المبدع قد أقنع المتلقي فعلاً -بناء على هذا الواقع المرير- بأن العيد لا يكون إلا حزنًا .
***
أخي العزيز :
هلا سامحت هذا العيد الذي فقدت فيه من تحب أو عاجلتك فيه ظروف غير سارة ؟!!
ربما تكون خواطر في غير صدق شعوري لأن المبدع هو أكذب الإنسان علاقة بين الحرف والشعور،لكن كفاك فخرًا بأنك أقنعت القارئ بمبررات هذا الحزن .
وبلسان حالك أقول : متى يضحّى بك أيها الحزن ؟
عملك رائع للغاية ينبغي أن يكون أداة للدراسة للناشئة في هذا المنتدى وفي العالم العربي أجمع .. فقط أعط هذه النصوص لنقاد أكثر منهجية في االدراسة والعلم وهم يكونون لك خير سند بإذن الله .
دمت مبدعًا وفقك الله .
وبمناسبة العيد أقول :
لوكان يُهدى للإنسان قيمته
لكانت هديتك الدنيا بما فيها
************************************************** *************************************
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-11-2009 الساعة 11:54 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2009, 07:25 PM   #10
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : لن ..
(من خارج منتدى الخيمة)


(11)


عندها ...
تدرك انك لن تحتوي يديها ... لن تمسد شعرها ... لن يبتل قميصك بدموع السنين التي طالما تمنيت ان تذرفه هناك ... فوق كتفك .
لن تكون ابتسامتها لك و همسها لن يكون ...
و سيحرقك الحنين ...
لن تستطيع ان تصعد في السماء لتلتقط لها النجوم ... فهي ابعد عنك من السماء ...
لن تشاكسك في الصباح و هي توقظك ...
لن تكون انت من يدفيء قدميها في الشتاء البارد ولن تمتد اليك شفتيها تلتقم حبات الدواء الصغيرة من بين يديك .
لن تشعر بالخوف عليها مرة اخري بينما هي بجوارك هادئة مطمئنة ... نائمة كقطة صغيرة ...
لن يساورك القلق من اجلها ثانية وسط ضجة العمل ... و لن تستمع الي صوتها ثانية يوشوشك في الهاتف و انت في اجتماع مع مديرك ...
فلا تخشي منه ...
لن تتناول طعامك مرتبكا من عينيها ... تراقبك ...
لن تجد من تحمل همه راضيا في قلبك ...
لن تودعك نظراتها بالامل او تستقبلك باللهفة ...
و سيمزقك الحنين عندما تعلم انه شخص غيرك ... و قلب غيرك سينال من السعادة اكثر مما يحتمل ...
وستحاول ان تنسي ولن تستطع ... ويذكرك الحنين و نبضات قلب لا تستطيع ان تغض السمع عنها ... و ستقف ذاهلا مصدوما ... تتسائل كيف كنا والي ماذا انتهينا...

ولن تستطيع الاجابة

http://www.anteka.net/ipb/index.php?showtopic=284
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 10:49 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .