[FRAME="11 70"]
قالت نسيتُك؟ قلتُ البُعد قد يُنسى
لكنّ قلبي.. يعيشُ اليومَ في أمسي =
شاءتْ مقاديرُنا إحكام غُربتِنا
فألبستنا ثيابَ القهر والتّعسِ =
وغرّبتنا فلا شئٌ يقرّبنا
وضاعَ منّا الهَوَى في حيْرة اليأس=
حفِظتِ عهدي.. ولم أحفظ فوا أسفي
لقد ندِمتُ فلا تأسيْ ولا تقس =
لا تعذِليني فما نفسي بساليةٍ
مهما ابتعدت .. وما أغلاكِ في نفسي=
وكيفَ أنسى يداً تمتدّ في ولهٍ
كيْما تُظللني من أعيُن الشّمس =
وتمسحُ العرَق المعقودَ لؤلؤهُ
على جبيني بكفّ تشتَهي مسّي=
فإن اصَاخَ الدّجى راحت أنامِلُها
تلملمُ الحُزنَ من قلبي ومن حِسّي =
وتسكبُ الرّوحَ في ليلي وفي جَسَدي
أنامِلٌ تُحسِنُ التّعبيرَ باللمْس =
كلّ المغاني التي كنّا نهيم بها
صُبحاً ونسمرُ فيها حينَما نُمسي =
راحتْ تُسائلني عن سرّ غيْبتِنا
وعن هوانا وليل اللهو والأنس =
والبحرُ والشّاطئ الخَالي يشاطِرني
حُزني عليكِ وقدْ أشجى الدّجَى نفسي =
فكمْ هُناك تهاديْنا وأنتِ معي
نلهو كأنّا نعيشُ العُمرَ في عُرس =
يدِي تُعانق في شوقٍ يديكِ وقد
ذبْنا معاً في مُناجاةٍ وفي همس =
واليوْم لا شئ غيرَ الحُزن يَصْلبني
وشقوةُ الليلِ عند الشاطئ المنْسي=
الحُزنُ حُزني فلا ذِكرى تُعللني
والعُمرُ يجْري ويُدنيني إلى رمْس =
والحُزنُ في القلبِ شئ لا يُبدّده
إلا الرّجوعُ إلى عينيكِ والأمس =
يحي توفيق حسن[/FRAME]
|