اعتاد صاحبى ان يصوم رمضان قانتا مخلصا فعنده ان شرور العام تمحوها عبادة شهر و عبثا تحاول ان تثنيه عن فلسفته فهو مؤمن بها
يظل طول العام كأنما هو ملحد لا يؤمن بدين فاذا أهل رمضان فقد استمسك بالعروة الوثقى0
اذا رأى المغتابين فر منهم و اذا ذكر امامه شخص أمسك لسانه فلم يخض فيه بخير او شر و هو القائل فيه بقية العام ما قاله مالك فى الخمر !
و اذا مرت به الحسان الكواعب اغمض عينيه كأنه يستعيذ بالله من الشيطان و اذا اعطاه أحد المال الحلال استنكر أن يمد يده 0 و هو فى بقية العام يأخذ و لا يبالى احلال هو ام حرام 0
مسبحة اطول من ليال الشتاء ورداء فضفاض لا تراه الا ساعيا بين صحن المسجد و المحراب يبسمل و يحوقل يكاد ينكر اصدقاء العام كله
سبحان الله !
يا لسر رمضان الباتع ! كيف يتحول عن اصدقاء السوء الى نوع جديد من الاصدقاء منهم ذو العمامة و ذو اللحية تاليا آيات الله اناء الليل واطراف النهار يتلوها فى قنوت ونغم ! صحبته من اصحاب الجنة و دعاتها و اخلاؤه من الذين بينهم و بين الآخرة اكثر من سبب0
اتراه يؤمن فى هذا الشهر حقا و ينسى ما يعيش فيه العام كله من ضلال و غرور ؟
سألته تأويل ما يصيبه فى هذا الشهر الكريم من تبتل و تهجد؟ فقال :
ان صيام يوم يمحو ذنوب شهر و صوم شهر يمحو ذنوب دهر !
قلت : أنت على هذا ضمنت الجنة؟
قال : بشرط أن يكون الذهاب اليها فى رمضان0
قلت : و فى غير رمضان ؟
قال : اذهب بأوزارى00000 و هذة هى مشكلتى فأنا طول العام أخشى
ان يجئ الموت أما فى رمضان فلا أخشاه0
قلت : أتم الله عليك نعمة الايمان انها صفقة لا يخسر فيها الا الشيطان !