لعنة الحدود
[size="5"] لعنة الحدود[/SIZE]
كنت أمشى على أطراف مدينة بني ونيف الحدودية و التي تقع على مرمى حجر من المغرب الشقيق .رفعت راسي
نظرت للأفق القريب فترا آت لي أبنية مدينة فقيق المغربية و صومعة مسجدها العتيق ، بين قمتي جبلين ،لو أنصت و كان السكون يملأ المكان لاستمعت للأذان و لو ركزت الشم لتناهى لانفك شيء من روائح مطابخها .
اقتربت رويدا رويدا حتى إذا انتهيت إلى واد يفصل البلدتين وجهت أسلحة الحراس نحو صدري ،توقفت و قلت في نفسي هذا هو الخط الوهمي الذي يفصل التراب عن التراب و لن يفصل قلبا من هنا عن قلب من هناك.
اغرورقت عيناي بالدمع و أنا أرى السحاب يتحرك بين البلدتين في إباء و شموخ غير مبال بأولئك الحراس و ربما بلل سراويلهم بما يحمل من ماء و تابع سيره إلي حيث أراد له الله .
وددت لو امتطيت غيمة فانتقلت بي للجهة الأخرى، تمنيت لو تبخرت و سارت بي الرياح إلى حيث أهوى
لكن ماذا عسى عبد ضعيف مثلي أن يفعل غير دورة كاملة للخلف و العودة لانتقل بالحافلة الى العاصمة مسافة لا يستهان بها تقدر بألف كيلومتر و طلب تأشيرة من القنصلية و الانتظار أياما ثم السفر جوا و بعدها برا مسافة ألف كيلو أخرى لأصل إلي'' فقيق'' النقطة التي لم يكن يفصلني عنها سوى قفزات عدوا كما تعدو أرانب المكان ذهابا و إيابا .
ألا سحقا للاستدمار و ما ترك .
|